استمرار إجلاء مقاتلين ومدنيين من حرستا
22 آذار (مارس)، 2018
يتواصل إجلاء مقاتلين معارضين ومدنيين من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية في عملية مستمرة منذ ساعات الصباح الأولى بموجب اتفاق يأتي بعد سنوات من الحصار وإثر هجوم عنيف لجيش نظام الأسد.
وبالتزامن مع عملية الإجلاء، تواصل القصف الجوي والمدفعي مسفراً عن استشهاد 20 مدنياً في مناطق أخرى في الغوطة الشرقية التي تمكن جيش النظام من السيطرة على أكثر من 80 في المئة من مساحتها.
ويأتي الإجلاء بموجب اتفاق أعلنته حركة “أحرار الشام” الأربعاء بعد مفاوضات مع روسيا، هو الأول منذ بدء الحملة العسكرية لجيش النظام منذ أكثر من شهر.
وخرج من الأجزاء الواقعة تحت سيطرة حركة “أحرار الشام” في حرستا حافلات محملة بمئات الأشخاص بينهم أكثر من 400 مقاتل، وفق إعلام النظام مساء الخميس. وينتظر هؤلاء حالياً عند أطراف المدينة في منطقة تماس.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن مراسلها شاهد مقاتلين يؤدون صلاة المغرب ونساء وأطفال يتجولون حول الحافلات أو يجلسون على جانب الطريق بانتظار الضوء الأخضر للتحرك إلى إدلب في شمال غرب البلاد، والتي تستغرق الطريق إليها ساعات طويلة.
وقال مصدر عسكري تابع لنظام الأسد: “من المتوقع أن يخرج اليوم نحو ألفي شخص بينهم 700 مسلح في دفعة أولى على متن 40 حافلة”، على أن تخرج “آخر دفعة غداً”
وتجمع عند أطراف حرستا، صحافيون وعدد من الجنود الروس وجنود النظام إلى جانب دبابات وسيارات إسعاف.
وأوضحت وكالة أنباء النظام “سانا” أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين سيخرجون بموجب الاتفاق يصل إلى “1500 مسلح وستة آلاف من عائلاتهم” على دفعات.
وتشن قوات النظام منذ 18 فبراير/شباط هجوماً عنيفاً على الغوطة الشرقية، بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من ثمانين في المئة من هذه المنطقة.
ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل “جيش الإسلام”، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل “فيلق الرحمن” بالإضافة إلى حرستا التي تسيطر حركة “أحرار الشام” على الجزء الأكبر منها.
جرب ومرض في الأقبية
ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها إحدى بوابات دمشق. وقد فرضت عليها حصاراً محكماً منذ العام 2013 رافقه طوال سنوات قصف منتظم شاركت فيه روسيا. وأسفر الحصار عن أزمة إنسانية تجلت بنقص فادح في المواد الغذائية والطبية، ووفيات ناتجة عن سوء التغذية.
ورداً على سؤال حول الأسباب التي دفعت الى إبرام الاتفاق، قال رئيس المجلس المحلي لحرستا حسام البيروتي: “حرستا حوصرت من دون مقومات طبية وإغاثية، تدمرت بالكامل وأحوال الناس باتت في الويل”
وأضاف: “خلال الأسبوع الأخير، لم تجد خمسون في المئة من العائلات ما تأكله، وانتشر الجرب والمرض في الأقبية، وبالإضافة إلى ذلك كانت الصواريخ تطال حتى الأقبية، حوالى خمس مجازر حصلت في الأقبية”
وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع النظام إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب في نهاية العام 2016.
وعادة تشكل محافظة ادلب وجهة هؤلاء، وهي واقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع تواجد لفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام.
استمرار القصف والنزوح
وبالتزامن مع عملية الإجلاء، تعرضت بلدات عدة في القطاع الجنوبي ومدينة دوما لقصف جوي ومدفعي الخميس.
وأدى القصف إلى استشهاد 20 مدنياً الخميس في الغوطة الشرقية، استشهد 16 منهم في غارات روسية وسورية على بلدة زملكا جنوباً.
وارتفعت بذلك حصيلة الحملة العسكرية منذ أكثر من شهر إلى أكثر من 1560 مدنياً بينهم 316 طفلاً.
ودفع القصف والمعارك أكثر من 80 ألف مدني للنزوح منذ 15 مارس/آذار باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام.
وأعرب كثيرون في وقت سابق عن خشيتهم من تعرضهم للاعتقال أو الاحتجاز للتجنيد الإلزامي بالنسبة إلى الشبان، لكنهم لم يجدوا خيارات أخرى أمامهم مع كثافة القصف والمعارك.
وتوجه نازحو الغوطة الشرقية الى مراكز إيواء أنشأها النظام في ريف دمشق، وصفت الأمم المتحدة الوضع فيها بـ”المأساوي”، وطالبت بإعادتهم إلى منازلهم أو عدم إخراجهم منها.
اقرأ أيضا: فيلم “القبعات الحمراء 2: عفرين”.. في عرض أول باسطنبول
[sociallocker] [/sociallocker]