المواطنة الأميركية المحاصرة في دوما: “أنقذوا الغوطة”



أكدت المواطنة الأميركية ديان لين، المحاصرة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، أن الأهالي “يفرون من منازلهم، بسبب الجوع والقصف”، وأضافت: “عندما ترى آلاف الناس يغادرون، فإن ذلك لأن منازلهم سُوّيت بالأرض، ولم يبقَ لهم من شيء”، بحسب (أ ف ب).

تزوجت لين من رجل سوري، تعرفت إليه في جامعة (ميشيغن)، وقدِمت معه إلى مدينة دوما عام 2000، وبقيت فيها مع أسرتها، حيث عملت في تدريس اللغة الإنكليزية، وقد عايشت انطلاقة كافة التظاهرات والاحتجاجات ضد نظام الأسد، ورأت كيف تطورت الأمور إلى استخدام النظام للأسلحة بحق المدنيين، وقد عبّرت عن حزنها الكبير “لما آلت إليه حال المدنيين والأطفال في الغوطة الشرقية”.

توضح لين أن السكان لا يُخلون بيوتهم، بسبب مشكلة أو كارثة طبيعية كـ “فيضان مياه”، وقد يعودون إليها ثانية، بل لأنهم “يُطردون” منها. وأفادت أن الغوطة التي عانت من حصار خانق منذ عام 2013، تفاقمت فيها معاناة المواطنين، بعد الحملة العسكرية التي تشنها قوات نظام الأسد وحلفائه، وخاصة “الغارات الجوية الكثيفة”، ووصفت أوضاع معيشتهم قائلة: “في فترة من الفترات، بتنا نأكل الحساء فقط، كنا نغلي (القرنبيط) ونأكله يوميًا”، وذلك بسبب الحصار الذي أدى إلى نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية”.

أضافت السيدة الأميركية: “نعيش حاليًا تحت القصف، في كل يوم، أولادي في حالة هستيريا، وعندما يصبح القصف قريبًا، يكون الوضع فظيعًا، ويصرخ الأهالي والأطفال”، بسبب الهلع والخوف، وأشارت إلى أنها تقول لأولادها: “لو كنا في الولايات المتحدة؛ كان يمكن لكم أن تلعبوا تحت الشمس، وتتسلقوا الأشجار وتمرحوا بأمان، لكننا في مدينة دوما، أصبحنا أسرى الأقبية، خشية القصف والغارات الجوية”.

قالت لين: إن المنطقة “تتعرض للقصف، ليل نهار، بالقذائف والصواريخ وكل ما يمكن أن يخطر على البال”، وإنهم يقضون داخل الأقبية “أيامًا وليالي”، وأكدت أن الجميع يشعرون بالقلق؛ ذلك أنك “في حال خرجت؛ قد تسقط عليك قذيفة”، وتابعت أن العائلات “تستغل لحظات توقف القصف، للخروج من الأقبية التي تفتقر إلى الحمامات والمطابخ”، وأوضحت: “نصعد إلى الطابق العلوي، نحاول أن نعد طعامًا نأكله، ونستخدم الحمامات”.

تحاول لين إيصال الحقيقة إلى العالم، من خلال رسائلها باللغة الإنكليزية في وسائل التواصل، وتستخدم وسم: “أنقذوا الغوطة”، وتصف في منشوراتها حياة الرعب والوضع الإنساني السيئ الذي تعيشه مع آلاف العائلات في الغوطة الشرقية، ولفتت إلى توجيهها “رسائل عديدة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب”، وقالت: “أعتقد أنه لا يهتم، لأنني لم أسمعه يتحدث عن الغوطة الشرقية على الإطلاق”، وتضيف: “أتمنى لو يستمع ويصغي. أتمنى أن يتمكن من القيام بشيء”.

تحمل لين جواز سفر أميركي، وتقول: “أفكّر في أميركا وفي أطفال العالم الحر، أينما كانوا، وأسأل نفسي: لماذا لا يستطيع الأطفال هنا أن يكونوا جزءًا من ذلك العالم الحر! لماذا يجب أن يتعرضوا للظلم بهذا الشكل!”. (ح.ق).


جيرون


المصدر
جيرون