بدء تهجير آلاف المدنيين من حرستا في الغوطة الشرقية وتبادل للأسرى بين النظام وقوات المعارضة



السورية نت - مراد الشامي

بدأ تهجير آلاف المحاصرين في مدينة حرستا بريف دمشق، اليوم الخميس، في اتفاق هو الأول من نوعه في الغوطة الشرقية المُحاصرة منذ سنوات من قبل قوات نظام بشار الأسد، في حين تبادلت الأخيرة عدداً من الأسرى مع قوات المعارضة.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم، قالت وكالة أنباء النظام "سانا"، إن قافلة من سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري وحافلات دخلت إلى دوار الثانوية في حرستا تمهيداً لإخراج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من المدينة، مشيرةً إلى أن ما بين 1500 إلى 6 آلاف شخص سيخرجون من حرستا على دفعتين.

وذكرت الوكالة بعد ذلك أن 3 حافلات تُقل عدداً من مقاتلي المعارضة في حرستا وعائلاتهم غادرت حرستا ظهر اليوم، وستكون وجهة هؤلاء إلى مدينة إدلب شمال سوريا.

تهجير جديد

ويُضاف خروج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من مدينة حرستا إلى مسلسل التهجير المتواصل للمدنيين المُحاصرين من قبل نظام الأسد، وتكرر الخروج القسري للمدنيين في داريا، والمعضمية، والزبداني، ومضايا، وعدد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى إجبار السكان على الخروج من منازلهم في مدن سورية أخرى أبرزها حلب وحمص.

وأجبر النظام المدنيين على التهجير بعدما اتبع مع حلفائه سياسة الحصار والقصف، ووضع المعارضة والمدنين أمام خيارين، إما الخروج القسري إلى مناطق أخرى في سوريا، أو تجويعهم وقتلهم، واستطاع النظام بهذه السياسة استعادة عدد من المناطق التي خسرها منذ بدء الثورة في سوريا عام 2011.

تبادل للأسرى

وفي سياق متصل، تبادلت قوات النظام الأسرى مع قوات المعارضة في مدينة حرستا، وقالت قناة "المنار" التابعة للحزب، إن قوات الأسد تسلمت 13 أسيراً من قواتها كانوا موجودين في حرستا لدى قوات المعارضة، في حين تسلمت الأخيرة 5 مقاتلين من قواتها كانوا أسرى لدى النظام.

وأُعلن أمس الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق بين قوات نظام الأسد، وحركة "أحرار الشام" التي تسيطر على حرستا، وتضمن الاتفاق الذي تم "بضمانة روسية":

-خروج العسكريين بسلاحهم ومن يرغب من المدنيين إلى الشمال بضمانات روسية.

-إعطاء ضمانات للأهالي الذين يرغبون بالبقاء في المدينة من النظام و الروس بعدم التعرض لأحد في المدينة والحفاظ على مكون المدينة دون تهجير أو تغيير ديموغرافي.

-يبدأ خروج العوائل الراغبة بالخروج إلى الشمال من الغد (اليوم الخميس) الساعة السابعة صباحاً.

-تشكيل لجنة مشتركة من أهالي حرستا في الداخل والخارج من أجل متابعة أمور من بقي في المدينة ومتابعة أمور المعتقلين وتسيير شؤون المدينة.

"قرار صعب"

وأصدر المجلس المحلي لمدينة حرستا بياناً وصف فيه الاتفاق مع النظام بأنه كان "قراراً صعباً للغاية"، وتحدث عما كابدته المدينة من قصف بـ"آلاف الغارات الجوية والصواريخ، وسقوط عشرات الشهداء، ودمار 90 % من المدينة، وحصارها من قبل عصابات النظام وروسيا".

وأشار المجلس إلى أنه بات من المستحيل معالجة الجرحى، فضلاً عن الأقبية خرجت عن الخدمة بسبب قصف النظام لها بصواريخ ارتجاجية، مضيفاً أن المدينة يعيش فيها 20 ألف نسمة وسط الأمراض، وقلة الطعام وانعدام الخدمات.

وختم المجلس بيانه بالقول: "اليوم تنتهي جولة ولم تنته المعركة، سنترك أرضنا اليوم لنحافظ على بقاء أهلنا وأملنا بالله عز وجل أن نعود يوما لجذورنا بعد أن تتحرر بلدنا من الطاغية".

واستعاد نظام بشار الأسد وميليشياته بدعم روسي، مناطق واسعة من الغوطة الشرقية مؤخرا، حيث أجبر آلاف المدنيين على النزوح بعد تصعيد غير مسبوق بدأ منتصف شهر فبراير/ شباط الماضي، أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1500 مدني، وخروج المستشفيات الميدانية والنقاط الطبية عن الخدمة.

ولا تزال قوات المعارضة السورية تسيطر على منطقتين كبيرتين في الغوطة الشرقية، وهما دوما، والأخرى في جنوب الغوطة وتشمل جوبر وعين ترما وعربين.

اقرأ ايضاً: وزارة "المصالحة" في حكومة الأسد تبتز أهالي المفقودين وتحتال عليهم.. وشقيق الوزير أبرز المتورطين




المصدر