‘“أوكسفام” ترصد إمكانية عودة اللاجئين السوريين لديارهم’
24 مارس، 2018
قال شاهين شوتغاي، مسؤول الحملات والسياسات والتواصل في منظمة (أوكسفام) الدولية: “بعد مرور سبع سنوات طويلة على الحرب في سورية، ما زال الأطفال والنساء والرجال يرزحون تحت وطأة الصراع الذي تسبّب بمعاناة إنسانية هائلة وتدمير متواصل، واتسم بتجاهل صارخ لحقوق الإنسان”.
ذكر شوتغاي أن استمرار العنف في الغوطة الشرقية وإدلب ودير الزور، حصد أرواح المئات، تاركًا الأسر في أمسّ الحاجة إلى المساعدات. وأضاف: “في خضمّ هذه الأزمة التي طال أمدها، يتجاهل الجميع حياة النساء والرجال والأطفال التي دمّرتها الحرب”.
أشاد شوتغاي، خلال زيارته لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان، بشجاعة وإصرار السوريين على الاستمرار في الحياة، رغم أن العديد منهم يعيش في ظروف قاسية للغاية. منوّهًا في الوقت ذاته إلى صعوبة عودة هؤلاء إلى بلدانهم ومنازلهم، طالما أن العنف ما زال مستمرًا، ولا يوجد أي مساع دولية لإيقاف شلالات الدماء.
نقل شوتغاي عن إحدى اللاجئات السوريات في الأردن قولها: “لقد دُمّرت منازلنا، فكيف يمكنني العودة إلى مكان لم يعد موجودًا أصلًا! منازلنا ومدننا في سورية تتحوّل إلى ركام أو يحتلها الغرباء.
أخبر عدد من اللاجئين شوتغاي، عن عودة بعض أقاربهم من الأردن إلى إدلب، لكنهم ندموا على ذلك، بسبب سوء الأوضاع الإنسانية؛ حيث لا تتوفر لهم وسائل التدفئة، ولم تصلهم مساعدات حتى الآن. وتقول وكالات الغوث إنها ما زالت عاجزة عن الوصول إلى العديد من الناس الذين يحتاجون إلى مساعدة.
ذكر مسؤول العلاقات في (أوكسفام) أنه “بعد مرور سبع سنوات على بدء النزاع، تأتي الإحصاءات مرعبة؛ إذ لقي أكثر من نصف مليون سوري حتفهم، فيما أصبح أكثر من 13 مليون شخص، في أمسّ الحاجة إلى المساعدات الإنسانية”. وأضاف: “فرّ أكثر من 12 مليون مدني من منازلهم، اضطرّ العديد منهم إلى النزوح أكثر من مرّة. ويعيش أكثر من 5.3 مليون لاجئ في دول الجوار السوري، معظمهم في حالة من الفقر المدقع. حتى الآن، لا توجد أي حلول تلوح في الأفق لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية”.
خلال السنة الماضية، قدّمت (أوكسفام) المساعدات لما يقرب من مليوني شخص في سورية، وكذلك للاجئين والمجتمعات المحلية التي تستضيفهم في الأردن ولبنان. ويشمل ذلك توفير المياه النظيفة الآمنة للشرب والصرف الصحي والأغذية الحيوية، إضافةً إلى مساعدة اللاجئين على تأمين سبل العيش.
لكن بالرغم من ذلك، يجسّد استمرار العنف وسفك الدماء والمعاناة في سورية إخفاقًا كارثيًا للمجتمع الدولي، بحسب شاهين. وتابع: “ما زالت العمليات العسكرية تقوّض محاولات الحدّ من الخسائر في أرواح المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص العالقين بين أطراف القتال.
ختم مدير التواصل في (أوكسفام) بالقول: “لقد آن الأوان كي يبذل قادة العالم المزيد من الجهد لحماية المدنيين ودعمهم، ولكي يجعلوا إيجاد حلّ سياسي للنزاع في طليعة أولوياتهم. هذا أقلّ ما يستحقه الشعب السوريّ”.
نسرين أنابلي
[sociallocker]
جيرون