إيران تنشر التشيع.. قبة قرب “عين علي” في دير الزور



منذ إعلان النظام السوري سيطرته على دير الزور، قبل 4 أشهر، بدأت إيران عبر ميليشياتها محاولات تشييع السكان المحليين، أو إضفاء الصبغة الدينية على المسلحين، من أبناء العشائر في دير الزور الذين ينضوون تحت ميليشيات “الدفاع الوطني”.

يتقاسم السيطرة على دير الزور عدد من القوى، حيث تبسط القوات الأميركية سيطرتها على معظم حقول النفط والغاز في المحافظة، وتنتشر الشرطة العسكرية الروسية، في بعض مناطق سيطرة النظام، بينما تموّل إيران عدة ميليشيات تابعة لها في المحافظة، وتمول عددًا من المشاريع الخدمية، لكسب الحاضنة الاجتماعية، ونشر التشيّع بين السكان، لكسب ولائهم، مستغلة الحاجة والفقر والجهل الذي انتشر، بسبب سنوات الحرب، بعد سيطرة تنظيم (داعش) على المحافظة.

أكد ناشطون، أن إيران -عبر وكلائها على الأرض- بنَت قبل شهر تقريبًا، مزارًا شيعيًا، وقبة قرب موقع “عين علي”، في بادية بلدة القورية، حيث أنشأت قبة ورفعت رايات شيعية، لإضفاء قدسية على المكان، مدعية مرور “علي بن أبي طالب”، من هذا المكان، قبل مئات السنيين.

مازن أبو تمام، مدير موقع الشرق السوري، أكد لـ (جيرون) أن “هناك محاولة لتغيير طبيعة عقائد الناس في المنطقة، حيث تم تسجيل رفع الآذان الشيعي، في منطقة الحسينية وعين علي وحطلة، وهناك معلومات عن رفعه في البوكمال، وهناك جهود مستمرة للإيرانيين، في الريف الشرقي لدير الزور الخاضع لسيطرة النظام، للعمل على هذا الصعيد”، ولفت النظر إلى أن عدد السكان قليل جدًا هناك، لكن إذا عاد الناس؛ فسيجدون الحسينيات الجاهزة أمامهم، ومن المحتمل استغلال حالة فقرهم وجهلهم، لنشر التشيّع في المنطقة”.

أضاف أبو تمام: “أكد سكان المنطقة وجود سيارات تجوب أحياء دير الزور المدينة والأرياف، وهي تبث عبر مكبرات الصوت أغاني وأناشيد شيعية، كما يحاول وكلاء إيران تقديم بعض الخدمات، مثل إنشاء مشفى، وهناك دروس دينية تقام في مساجد المدينة، والأمر نفسه في البوكمال، وهناك إشاعات -لم نتأكد منها- مفادها أن الإيرانيين بدؤوا شراء عقارات وسندات تمليك في دير الزور”.

بدأت مساعي إيران، بدعم من النظام، لتشييع أهالي دير الزور منذ نحو 30 سنة، حين أقامت حسينيات في بلدة (حطلة)، بعد تشيّع عدد من سكانها، أيضًا انتشر التشييع في قرية (الجفرة) المقابلة لها في خط الشامية، كما اشترت بعض ولاءات زعماء العشائر، وبعد طرد تنظيم (داعش)؛ عاد رؤوس التشيّع من أبناء المنطقة، وبدؤوا يتوسعون في دعوتهم، بدعمٍ إيراني كبير، وتم نشر صور القيادي في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، في مدينة البوكمال، لمحاولة إيهام السكان أن إيران هي من حررت دير الزور من الإرهاب.

عيّنت إيران عددًا من وكلائها من أبناء العشائر، وكان أبرزهم “نواف راغب البشير”، شيخ قبيلة “البقارة” الذي عاد إلى تأييد النظام بعد سنوات من عمله في صفوف المعارضة، وتسلّم مع أولاده قيادة ميليشيات “لواء الباقر”، وبدؤوا نشر شعارات شيعية مشابهة لما ترفعه الميليشيات العراقية مثل “لبيك يا حسين، لبيكِ يا زينب”.

عن أهداف إيران من تشييع سكان دير الزور وريفها، قال أبو تمام: “أهداف إيران واضحة من تشييع هذه المنطقة، فهي تقع على طريقها الذي يبدأ من طهران، إلى بغداد إلى ريف دير الزور إلى دمشق، لذلك تحاول إيران إيجاد نفوذ لها في هذه المنطقة، كما تحاول قطع أواصر العشائر العربية السنّية العراقية والسورية المتداخلة في هذه المناطق”.

يذكر أنّ وزارة الأوقاف التابعة للنظام أعلنت، الشهر الماضي، تأسيس كلية المذاهب الإسلامية في دمشق، لتدريس المذهب الشيعي، بالتعاون مع “المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الإيرانية”، وبتمويل من السفارة الإيرانية في دمشق، وذلك بعد عدة أسابيع من افتتاح فرع للجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية “آزاد” في دمشق.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون