الغوطة الشرقية.. خيارات الصمود واتفاقات التهجير



قال إياد عبد العزيز، رئيس المجلس المحلي في مدينة دوما، لـ (جيرون): إنّ “لجنة مدنية من أهالي المدينة، قدّمت في 20 آذار/ مارس الجاري، للجانب الروسي جملةَ مطالب تتعلق بوضع المدينة، لكنها لم تتلقّ أي رد حتى الآن”.

بيّن عبد العزيز أنّ المطالب تتضمن: “وقف إطلاق النار طوال فترة المفاوضات، استمرار خروج الحالات الإنسانية والراغبين في الخروج، من معبر مخيم الوافدين، بضمانات تمنع اعتقالهم وتحفظ حياتهم، إدخال قافلة مساعدات أممية، خلال الأيام القليلة المقبلة”.

من جانب آخر، نفى حمزة بيرقدار، الناطق باسم هيئة أركان (جيش الإسلام)، علمه بوجود أي اتفاق بخصوص دوما، وقال لـ (جيرون): إنّ “التفاوض لوقف إطلاق النار يجب أن يتم في جنيف، برعاية أممية، ولا يمكن أن يتم ضمن تسويات ضيقة”. وأشار إلى “صد مقاتلي الجيش عدة محاولات اقتحام لقوات النظام والميليشيات الموالية لها”، مؤكدًا أنّ “الصمود هو الحل الوحيد لدى مقاتلي الجيش”.

ونجحت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، مؤخرًا، بدعم جوي روسي، اتبع سياسة الأرض المحروقة، في تقطيع أوصال الغوطة الشرقية، وتقسيمها إلى ثلاثة قطاعات هي: “القطاع الأوسط (يسيطر عليه فيلق الرحمن)، قطاع دوما (يسيطر عليه جيش الإسلام)، وقطاع حرستا (وتسيطر عليه حركة أحرار الشام)”.

ولم يصمد قطاع (حرستا)، بعد فصله عن محيطه في القطاعين (الأوسط) و(دوما)، في وجه الهجمات الجوية والصاروخية لقوات النظام والميليشيا الموالية لها، حيث توصل إلى اتفاقٍ يـقضي بـ “تهجير من يرغب من أهالي المدينة، إلى الشمال السوري”، ويتواصل تنفيذ الاتفاق، اليوم الجمعة، من خلال وصول نحو 2500 مدني ومقاتل من فصائل المعارضة، إلى ريف إدلب.

قال الناشط زاهر حسون، لـ (جيرون): إنّ “الدفعة الثانية من مهجري المدينة بدأت بالخروج من مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، صباح اليوم الجمعة، باتجاه ريف حلب الشمالي، عبر معبر قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، وتضم نحو 34 حافلة، تقلّ نحو 1600 مهجّر”.

ولم يكن وضع القطاع الأوسط أفضل، حيث أعلن (فيلق الرحمن) الذي يسيطر على هذا القطاع، أمس الخميس، التوصلَ مع قوات النظام إلى اتفاق “وقف إطلاق نار” بضمانة روسية، إلا أنّ القصف الجوي لتلك القوات لم يتوقف حتى لحظة إعداد التقرير.

ونفى قيادي في الفيلق (فضّل عدم نشر اسمه) تصريحات سابقة لقادة في الفيلق، بأن الأخير توصل إلى اتفاق مع ممثلين روس، يقضي بوقف إطلاق النار، على أن يبدأ منتصف ليلة الخميس، وأوضح لـ (جيرون) أن “هناك تفاهمًا على اتفاق، برعاية الأمم المتحدة، وبضمانة روسية، لكن تفاصيله وموعد جلساته ستتضح اليوم الجمعة”، وأمل القيادي أنّ “يخفف الاتفاق -إن حصل- من حجم القتل والدمار الذي لحق بالمدنيين في الغوطة الشرقية”.

وسيطرت قوات النظام والميليشيات الموالية لها، بدعمٍ من الطيران الروسي، بعد الحملة العنيفة التي بدأت منذ نحو شهر، على نحو 70 بالمئة من الغوطة الشرقية، ونجحت في قضم أجزاء واسعة منها، واستطاعت تقسيمها إلى ثلاثة قطاعات معزولة عن بعضها، في المرحلة الأولى، لتنجح فيما بعد بقضم قطاع حرستا، عبر اتفاقية تهجير، وتواصل قضم مناطق أخرى في القطاع الأوسط، ومحيط دوما.

تأتي سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها، على تلك المساحة، بعد شنها مئات الغارات الجوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ما أودى بحياة 1300 مدني على الأقل، وجرح آلاف آخرين، مع دمار واسع طال البنى التحتية، في ظل غياب معظم الخدمات الأساسية: (الصحة، الغذاء، والتعليم) عنها.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون