"رقصٌ على الأشلاء".. قوات الأسد وموالون لها يحتفلون بتهجير سكان الغوطة المُحاصرين



السورية نت - مراد الشامي

احتفلت قوات بشار الأسد وميليشيات المساندة لها وموالون للنظام، اليوم الجمعة، بعد انتشار الأخبار عن توصل "فيلق الرحمن" أحد أكبر فصائل المعارضة في ريف دمشق، إلى اتفاق مع روسيا يقضي بخروج مقاتليه وسكان من القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية نحو إدلب.

وعلى وسائل الإعلام التابعة للنظام ومواقع التواصل الاجتماعي، احتفى الموالون للنظام بما اعتبروه أشبه بـ"النصر على العدو"، في الوقت الذي تمتلئ فيه شاشات محطات التلفاز ومواقع التواصل بمقاطع الفيديو والصور لعشرات آلاف المُهجرين قسرياً من الغوطة الشرقية بعدما أنهكهم الجوع والمرض، ولمدنيين آخرين تفحمت جثامينهم بعد قصفهم أمس الخميس بالنابالم الحارق في ملجأ بمدين عربين، في وقت تعرضت فيه مدينة دوما أيضاً لقصف بقنابل فسفورية.

ولم تمضي ساعات على إعلان الاتفاق مع "فيلق الرحمن"، حتى تحولت شوارع في مناطق يسيطر عليها النظام إلى ما يشبه ساحة معركة حسبما وصف سكان هناك، وقالوا على مواقع التواصل الاجتماعي إن السماء امتلأت بالألعاب النارية وبالرصاص الذي أطلقته قوات الأسد وموالين لها احتفالاً بتفريغ الغوطة الشرقية من سكانها.

"رقص على الأشلاء"

وأعرب موالون للنظام عن سعادتهم بنتائج العملية العسكرية للنظام وحلفائه على الغوطة الشرقية التي أودت بحياة أعداد كبيرة من المدنيين، وقال شخص يدعى حسين إسماعيل معبراً عن فرحته: "النمر ورجاله أحرقوا الغوطة".

وعلق معارضون على صور نشرتها صفحات موالية وقالت إنها احتفالات بخروج مقاتلي وسكان الغوطة، بالقول إنهم "يرقصون على أشلاء الضحايا"، وقال أحمد عابد معلقاً على صورة نشرتها صفحة موالية للنظام لألعاب نارية: "مبروك عليكم قتل و تهجير أهل الغوطة..... اللي كانوا بيوم من الايام جزء من الشام و من أهلا..... و مبروك عليكم الجيران الجدد... اللي رح يحببوكم فيهم بالإعلام و بطقوسهم الدينية...... يا حيف شو كشفت هالثورة من شركاء الوطن".

وفي ذات السياق، قال حسان نجار: "عم تفروحو لانكن حرقتو أهل الغوطة بكل انواع الاسلحة عم تفرحو لانكن عطيتو خير البلد للروسي والايراني والله راجعة سوريا كلها ل اهلها بأذن الله".

وتعمد النظام، اليوم الجمعة، نشر مقاطع فيديو وصور تُظهر إذلالاً متعمداً من قبل قواته للمهجرين قسرياً من الغوطة الشرقية، إحداها صورة لجنديين التقطا صورة "سيلفي" في أحد ملاجئ الغوطة الشرقية وورائهم عدد من النساء والأطفال الذين كانوا يختبئون من القصف.

أما المشهد الأسوأ فكان لعضو مجلس الشعب، محمد قبنض، الذي ظهر في أحد مراكز إيواء المُهجرين من الغوطة، وبجانبه أحد العسكريين، وكانا يطلبان من المدنيين المُنهكين الهتاف للأسد والإعلان عن وفائهم له مقابل الحصول على عبوة مياه للشرب.

وأثار الفيديو انتقادات واسعة من قبل سوريين قالوا إن ما جرى "تشبيح بأبشع الصور للأسد، هدفه إذلال الأهالي الخارجين من الغوطة"، متسائلين في الوقت نفسه "كيف يُجبر النازحين على أن يهتفوا للآمر بقتل أبنائهم بالغوطة مقابل مياه الشرب؟".

وفي وقت سابق أكد الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري أن الوضع مأساوي في مراكز الإيواء التي خصصها نظام الأسد للفارين من الحملة العسكرية التي يشنها بدعم روسي في الغوطة الشرقية.

وقال الزعتري غداة جولته على عدد من مراكز الإيواء في ريف دمشق: "لو كنت مواطناً لما قبلت بأن أبقى في (مركز إيواء) عدرا لخمس دقائق بسبب الوضع المأساوي"، مضيفاً: "صحيح أن الناس هربوا من قتال وخوف وعدم أمن، لكنهم ألقوا بأنفسهم في مكان لا يجدون فيه مكاناً للاستحمام".

وتكتظ مراكز الإيواء التي حددها نظام الأسد في ريف دمشق بآلاف المدنيين الذين يواصلون الفرار من القصف والمعارك في الغوطة الشرقية، عبر معابر حددها النظام باتجاه مناطق سيطرته.

تهجير مستمر

ويُضاف خروج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من الغوطة الشرقية إلى مسلسل التهجير المتواصل للمدنيين المُحاصرين من قبل نظام الأسد، وتكرر الخروج القسري للمدنيين في داريا، والمعضمية، والزبداني، ومضايا، وعدد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى إجبار السكان على الخروج من منازلهم في مدن سورية أخرى أبرزها حلب وحمص.

وأجبر النظام المدنيين على التهجير بعدما اتبع مع حلفائه سياسة الحصار والقصف، ووضع المعارضة والمدنيين أمام خيارين، إما الخروج القسري إلى مناطق أخرى في سوريا، أو تجويعهم وقتلهم، واستطاع النظام بهذه السياسة استعادة عدد من المناطق التي خسرها منذ بدء الثورة في سوريا عام 2011.

ويشار إلى أن نظام بشار الأسد وميليشياته بدعم روسي استعادوا مناطق واسعة من الغوطة الشرقية مؤخراً، وأجبروا عشرات آلاف المدنيين على النزوح بعد تصعيد غير مسبوق بدأ منتصف شهر فبراير/ شباط الماضي، أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1500 مدني، وخروج المستشفيات الميدانية والنقاط الطبية عن الخدمة.

اقرأ أيضا: "السورية نت" تنشر بنود اتفاق "فيلق الرحمن"و روسيا في الغوطة الشرقية




المصدر