خروج دفعة جديدة من المهجرين بالغوطة نحو الشمال السوري

25 آذار (مارس)، 2018
4 minutes
السورية نت – رغداء زيدان

خرجت ليل أمس أول دفعة من المقاتلين والمدنيين من مناطق سيطرة فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية متوجهة إلى الشمال السوري بموجب اتفاق مع روسيا.

ولا يزال مصير مدينة دوما، آخر مدن الغوطة تحت سيطرة فصيل “جيش الاسلام”، غير معروف مع استمرار المفاوضات بشأنها مع روسيا.

وانطلقت ليل السبت قافلة تضم 17 حافلة إلى محافظة إدلب بعد خروجها من عربين. وتقل 981 شخصاً من المقاتلين وعائلاتهم، وفق ما ذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”.

وتعد هذه الدفعة الأولى التي تخرج بموجب اتفاق توصل اليه فيلق الرحمن مع روسيا، وينص على إجلاء نحو سبعة آلاف شخص من زملكا وعربين وعين ترما، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.

ومن المقرر أن تُستكمل عملية الإجلاء اليوم.

وفي منطقة حرستا، حيث تجمعت الحافلات بعد خروجها تباعاً من عربين، انتظرت القافلة انتظرت عدة. وخضع الركاب لتفتيش قبل أن يستقل كل حافلة جندي روسي ملثم مع سلاحه.

ومنذ ساعات الصباح، بادر الأهالي في عربين والبلدات المجاورة إلى توضيب حاجياتهم وأغراضهم تمهيداً لإجلائهم تزامناً مع نقل سيارات إسعاف لعدد من الجرحى.

ومن بين المدنيين الذين انتظروا إجلاءهم لساعات الشاب محمد (20 عاماً) من بلدة حمورية الذي كان يسير متكئاً على شقيقيه ورأسه مضمد جراء قصف استهدف قبواً كان يحتمي فيه مع عائلته، نجا منه مع شقيقيه.

وقال قبل صعوده في الحافلة “ما يحرق قلبنا أننا لم نتمكن من دفن والديّ، بقيا تحت الردم”

وبدأت عملية الإجلاء بعد الظهر فيما كان من المقرر أن تتحرك الحافلات عند التاسعة (07.00 بتوقيت غرينتش) صباحاً، إلا أن “أسباباً لوجستية” فرضت التأخير لساعات عدة جراء العمل على فتح الطريق ونزع الألغام تمهيداً لدخول الباصات.

وبدأ تنفيذ الاتفاق السبت بتسليم الفصائل “ثمانية من المختطفين” لديها إلى قوات النظام كانوا محتجزين في عربين، وفق ما نقل إعلام النظام.

وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير/شباط لحملة عسكرية عنيفة، تمكنت خلالها قوات النظام من تضييق الخناق بشدة وبشكل تدريجي على الفصائل وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاث جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى القبول بالتفاوض.

مفاوضات بشأن دوما

وتأتي عملية الإجلاء هذه بعد إجلاء أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام على دفعتين يومي الخميس والجمعة من مدينة حرستا إلى مناطق الشمال السوري بناء على اتفاق مع روسيا.

وبعد إجلاء مقاتلي احرار الشام وفيلق الرحمن، تتوجه الأنظار إلى مدينة دوما، التي تجري مفاوضات بشأنها مع مسؤولين روس، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.

ويرجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة “مصالحة” على أن تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي “جيش الإسلام” من دون دخول قوات النظام.

وتتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، أحد المعابر الثلاثة التي حددها النظام للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع قوات النظام إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية العام 2016.

اقرأ أيضا: اتفاق بين النظام و”تنظيم الدولة” في حي القدم بدمشق

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]