اعترافات تسبق تصفية أحد منفذي اغتيال الشيخ البلعوس



عُثر، اليوم الإثنين، في مدينة السويداء جنوب سورية، على جثة المدعو أحمد جعفر الملقب بـ (الحاج أبو ياسين)، بعد أن اعترف بتعاونه مع ميليشيا (حزب الله) اللبناني، وفرع الأمن العسكري بالمدينة، في عملية اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، زعيم تجمع “مشايخ الكرامة” المعارض.

أفاد ناشطون من السويداء أن بعض المارة عثروا، صباح اليوم الإثنين، على جثة (جعفر) الذي خُطف قبل أيام، مرمية قرب دوار (المشنقة) وسط المدينة. وأكدت صفحة (السويداء 24) الإخبارية، نقلًا عن مصادر طبية من مشفى السويداء الوطني، أن الجثة تعود لـ (جعفر)، وأن الوفاة ناتجة عن طلق ناري.

في هذا السياق، تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، سلسلة مقاطع فيديو نشرتها الجهة الخاطفة، يوضح فيها (جعفر) دوره باغتيال البلعوس، وقال في الفيديو: “في شهر آب/ أغسطس 2015، جاء “3 أشخاص من (حزب الله) اللبناني هم (الحاج أبو علي) و(الحاج أبو أحمد) و(الحاج م – فياض)، من مقرهم بدمشق، ثم ذهبوا إلى مقر لميليشيا الحزب في بلدة برد -جنوب السويداء قرب مدينة بصرى الشام- وبعد عدة أيام، عادوا إلى مركز تابع للميليشيا أيضًا قرب فرع الأمن العسكري بالمدينة، لمقابلة (أبو خضر) و(أبو حبيب)، من فرع الأمن العسكري الذي يديره وفيق ناصر”.

أضاف جعفر أن “وفيق ناصر كلّف (س. الحكيم)، بدفع عربون لشراء سيارة الشيخ فادي نعيم، وإحضارها إلى مقر الأمن العسكري، حيث قام عنصر من ميليشيا (حزب الله) بوضع حساسات داخل السيارة، ثم أعادوها إلى صاحبها نعيم”، وأوضح أن “مهمة تلك الحساسات إعطاء إشارة في الطريق لعملية التفجير”.

إلى ذلك، أصدرت الجهة الخاطفة بيانًا مقتضبًا قالت فيه: “هذا جزء من اعترافات جديدة لأبو ياسين أحمد جعفر، الذي يدير مع أبنائه شبكة اتجار مخدرات في جبلنا الغالي، وهذه اعترافاته في قضية اغتيال الشيخ وحيد البلعوس”.

وتابع البيان: “قمنا بقص أقسام من مقاطع الفيديو، نظرًا إلى وجود أسماء كثيرة من الخونة، أفصح عنها أبو ياسين، وستتم ملاحقتهم عمّا قريب. ونقول لكل من قال إن غرضنا أخذ الفدية: نؤكد أننا قمنا بالقصاص من هذا المجرم، وسيكون الدور على كل من تسول له نفسه العبث بهذا الجبل”، وأضاف: “لسنا هواة قتل ولا دعاة دم، لكن الفاعل بما فعل، والجزاء من جنس العمل”.

ينحدر(جعفر) من مدينة بصرى في ريف درعا الشرقي، ويقيم في السويداء منذ عام 2013، حيث اشترى آلاف الدونمات، قرب بلدة (حوط) جنوب شرق (القريا)، وأنشأ فيها مزرعة، أصبحت مقرًا لإدارة شبكة واسعة تعمل على تجارة المخدرات والأسلحة.

وكان (جعفر) قد اختُطف من قبل مجهولين، في 19 آذار/ مارس الجاري، قرب بلدة (القريا) جنوب السويداء. واعترف في أحد مقاطع الفيديو، بأن الشبكة التي يديرها مع أبنائه، تتبع لميليشيا (حزب الله) اللبناني، وهي تنشط في الجنوب السوري، بتهريب المخدرات والسلاح، كما تنقل المخدرات من لبنان بواسطة (ج. الحداد)، إلى سورية، ومنها إلى الأردن والسعودية والعراق والكويت ومصر، وذكر في اعترافاته بعض الأسماء التي تورطت في الموضوع. ومن الواضح أن ناشري الفيديو حذفوا عدة مقاطع بشكل مقصود، تُشير إلى الأماكن والأشخاص الذين ينتمون إلى الشبكة.

يُشار إلى أن موكب الشيخ البلعوس قائد حركة (مشايخ الكرامة)، الذي أعلن وقوفه في وجه نظام الأسد، استُهدف في أيلول/ سبتمبر 2015، على طريق ظهر الجبل في المحافظة، ثم تبعه انفجار آخر استهدف مدخل سيارات الإسعاف في المشفى الوطني بالسويداء، في أثناء نقل القتلى وإسعاف المصابين من التفجير الأول، ما أدى إلى حدوث مجزرة راح ضحيتها العشرات، كما أن الشيخ فادي نعيم الذي وُضعت الحساسات في سيارته، كان ضمن موكب البلعوس، وقُتل في الانفجار.

يرتبط (جعفر) بعلاقة وثيقة مع أفرع الأمن، وعناصر نظام الأسد في المحافظة والمنطقة الجنوبية، وقد داهمت فصائل محلية عام 2015 مزرعته، وعثرت فيها على “كميات كبيرة من المخدرات”، وألقت القبض على أحد أبنائه، وسلمته لأمن نظام الأسد مع المصادرات، لكن الأمن “أطلق سراحه بعد عدة ساعات”، وفق ما تسرب، وأعيدت إليه كميات المخدرات المصادرة التي ينسّق لتهريبها نحو الأردن، بمساعدة الأمن السوري.

سبق أن حذر أهالي قرى ريف السويداء الجنوبي جعفر، من مواصلة أنشطته، وطالبته بمغادرة المنطقة، على خلفية عمليات تهريب المخدرات الواسعة، لكنه لم يستجب، مستندًا إلى حماية الأمن له من جهة، وعلاقة عدد من “شبيحة النظام من أبناء المحافظة به”، كجزء من هذه العصابة. ويتهمه الناشطون بأنه يموّل حركة التشيّع في المنطقة الجنوبية، بالتعاون مع السفارة الإيرانية بدمشق.

في هذا السياق، هددت عائلة (جعفر) في لبنان، في الأيام القليلة الماضية، عبر أفراد تابعين لميليشيات محلية في المحافظة يمولها (حزب الله) اللبناني، أهالي السويداء، بالخطف والقتل والمحاصرة، على إثر اختطاف (جعفر)، وألمحت إلى قوة ميليشيا (حزب الله)، فيما كانت ردة فعل الأهالي، الإصرار على متابعة القضية والقصاص من الذين يعملون على زعزعة أمنها، وهذا ما اتضح من البيان المقتضب الذي تعمّدت فيه الجهة التي صفّت (جعفر)، حذف الأسماء والكثير من الاعترافات من مقاطع الفيديو، حيث تركت القضية مفتوحة. (ح.ق)


جيرون


المصدر
جيرون