اليرموك: مقاتلو “تحرير الشام” إلى إدلب و”داعش” يبادل جثامين قتلى النظام بمعتقلات



أشارت مصادر حقوقية فلسطينية، اليوم الإثنين، إلى أنّ أحد البنود غير المُعلنة في اتفاق “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا) والنظام السوري، تشمل نقل المقاتلين في صفوف “الهيئة” وعوائلهم، من الجزء الذي يُسيطرون عليه في مخيّم اليرموك، جنوبي دمشق، إلى مدينة إدلب في الشمال السوري مع الخارجين ضمن هذا الاتفاق الجاري في الغوطة الشرقية.

ويقدّر عدد عناصر “تحرير الشام”، في مناطق سيطرتها في اليرموك، قرابة مئة عنصر، وفق مصادر تابعة للنظام، ومن المقرر إخراجهم من المخيم باتجاه الشمال السوري، ضمن اتفاق البلدات الأربع مع النظام.

تزامن ذلك مع تأكيد “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية” (مقرها لندن)، و”بوابة اللاجئين الفلسطينيين” (مقرها بيروت)، أنّ عددًا من عائلات اللاجئين الفلسطينيين من الغوطة الشرقية في ريف دمشق هُجرت إلى شمال سورية، بسبب أعمال القصف والوحشية غير المسبوقة من قبل قوات النظام والطيران الروسي، حيث استهدف القصف، بالصواريخ والبراميل المتفجرة، الأحياءَ المدنية في الغوطة؛ وأسفر عن مقتل نحو 871 مدنيًا، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وذلك في غضون انقضاء شهر على صدور قرار مجلس الأمن رقم 2401، في 24 شباط/ فبراير، الذي نصّ على وقف إطلاق النار في سورية.

وأوضحت “الشبكة”، في تقريرها الصادر أمس الأحد (25 الشهر الجاري)، أنّ “القرار لم يمنع وقوع أي نوع من الانتهاكات التي ارتكبها التحالف الروسي الإيراني، التي شكَّل كثير منها جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب”، مشيرةً إلى أن “القوات استخدمت الأسلحة الكيميائية، وشرَّدت المدنيين قسريًا من معظم بلدات ومدن الغوطة الشرقية، بعد أن دُمِّرت بلدات ومناطق، ومُسحت من الوجود بشكل شبه شامل”. وأضاف التقرير أنّ “بين القتلى 179 طفلًا، و123 امرأة، وأربعة إعلاميين، وسبعة من الكوادر الطبية أحدهم طبيب، و12 من كوادر الدفاع المدني، فيما ارتكبت القوات 34 مجزرة”. كذلك أشار التقرير إلى أنّ “قوات التحالف ذاتها ارتكبت ما لا يقل عن 19 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، من بينها ثمانية مراكز وآلية للدفاع المدني، وأربع منشآت طبية، وأربعة مساجد، وسوقان شعبيان”.

وذكرَ التقرير أنَّ مروحيات النظام ألقت قرابة 732 برميلًا متفجرًا في المدة التي يُغطيها، بينها هجوم واحد بأسلحة كيميائية، وثلاث هجمات بأسلحة حارقة نفّذتها قوات النظام السوري، إضافة إلى ثلاث هجمات بذخائر عنقودية، على يد قوات النظام السوري وروسيا.

وقالت المصادر الفلسطينية: إنّ ذلك يأتي في ظل حصار مشدد يفرضه نظام الأسد على أحياء الغوطة منذ العام 2013، الأمر الذي فاقم المأساة، خصوصًا في الجانب الطبي حيث تعاني معظم المشافي والنقاط الطبية من نفاد معظم المواد الطبية الأساسية.

هذا، ويُشار إلى نحو 250 عائلة فلسطينية سورية مقيمة في بلدات الغوطة، تعيش تلك المأساة بجانب آلاف الأسر السورية، حيث تتوزع العائلات الفلسطينية على بلدات دوما وزملكا وحزة وحمورية، والعديد من البلدات الأخرى التي لم تسلم من أعمال القصف العنيف.

قتلى في صفوف فصائل فلسطينية في الغوطة الشرقية..

على صعيد آخر، أكدت مصادر إعلامية مقربة من فصائل المعارضة إلقاء القبض على ثلاثة فلسطينيين أثناء مشاركتهم في القتال إلى جانب قوات الأسد على محور مسرابا في الغوطة الشرقية، وأشارت تلك المصادر إلى وقوع عدد من القتلى في صفوف الفصائل الفلسطينية الموالية للأسد، التي تقاتل على محور مسرابا، منوهة إلى أن النظام ما يزال يتكتم على أسماء العناصر الذين سقطوا في المواجهات العنيفة.

نشرت مواقع إعلامية مقربة من “جيش الإسلام” وثائق شخصية لعدد من العناصر الذين قُتلوا خلال مشاركتهم في القتال إلى جانب قوات النظام في الغوطة الشرقية، من بينهم عنصر من “الجبهة الشعبية-القيادة العامة” (أمينها العام أحمد جبريل)، وهي إحدى الفصائل الفلسطينية الموالية للأسد. وتحمل الوثيقة الشخصية الصادرة من تنظيم “القيادة العامة” بتاريخ 1981، اسم العنصر “أحمد يوسف طه” وتاريخ ولادته 1958، ومكان ولادته في مدينة بعلبك اللبنانية، علمًا أنه تم توثيق العديد من الضحايا التابعين للفصائل الفلسطينية الذين قُتلوا في معارك مع النظام السوري.

الجدير ذكره أن الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام السوري تجنّد العديد من شبان المخيمات الفلسطينية مقابل المال، مستغلة الظروف المأسوية والمعيشية التي يمر بها أبناء المخيمات من العوز وانتشار البطالة وانعدام الموارد المالية، وترسلهم إلى جبهات القتال ضد قوات المعارضة، بذريعة حماية المخيمات الفلسطينية.

من ناحية ثانية، أطلق “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية، سراح الفلسطيني “أحمد داوود”، وذلك ضمن اتفاق أبرِم مع النظام السوري، يقضي بإطلاق سراح 35 معتقلًا لديه. وقال “داوود” في شريط فيديو بثته “قناة الإخبارية” السورية، إنه اختُطف من مدينة زملكا بالغوطة، وهو عنصر من قوات رديفة تابعة للفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري.

الجدير ذكره أن مؤسسات أمنية وعسكرية تابعة للنظام شكلت، خلال سنوات الثورة، مجموعات من الشبان الفلسطينيين والأقليات، للعمل تحت إمرتها لسد العجز والنقص في صفوفها وإرسال هؤلاء الشباب في مقدمة القتال.

“داعش” يبادل جثامين قتلى النظام بعدد من المعتقلات

في شأنٍ آخر، أكد مراسل “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية”، في مخيم اليرموك، أن تنظيم (داعش) بادل عددًا من المعتقلات، مع قتلى النظام الذين سقطوا على إثر اشتباكات عنيفة، اندلعت قبل أيام في حي القدم المُجاور للمخيم.

وبحسب المصدر فإن تنظيم (داعش) سلّم، أول أمس السبت (24 الجاري)، جثامين قتلى النظام الذين سقطوا في إثر الاشتباكات العنيفة التي اندلعت الأسبوع الماضي في حي القدم، وذلك بعد أن تمّ الإفراج عن المعتقلات. ولم تُعرف تفاصيل عن أسماء أو جنسيات المعتقلات اللواتي أفرج عنهن، حيث لم يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حتى الآن.

من جهة ثانية، نشر تنظيم (داعش)، قبل أربعة أيام، صورًا عبر شبكة الإنترنيت، قال إنها تعود للشاب الفلسطيني “نضال درويش”، وبحسب الصور التي تم نشرها فقد تم ذبح “درويش” بالسكين، وذلك بعد أسره أثناء مهاجمة (داعش) لمجموعات من قوات النظام كانت متواجدة في حي القدم.

يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها تنظيم (داعش) على إعدام شبان فلسطينيين، إذ قام في الأيام الأخيرة بتنفيذ العديد من أحكام الإعدام، طالت عددًا من الشبان الفلسطينيين في اليرموك، تحت ذرائع مختلفة منها الردة والتواصل مع فصائل المعارضة السورية أو مع قوات النظام.

على صعيد آخر، نفّذت فعاليات شعبيّة فلسطينية وناشطون شباب، من أبناء مخيم اليرموك، صباح أمس الأحد، اعتصام “العودة إلى فلسطين”، تحت عنوان “بكفّي خيّا”، أمام مدرسة القدس، وذلك بمشاركة أهالي المخيّم المهجّرين، في البلدات الجنوبية الثلاث: “يلدا، ببيلا، بيت سحم.” وعبّر المعتصمون عن سخطهم ممّا وصفوه “بالتآمر والتخاذل”، من قبل المنظمات الإنسانية والفصائل الفلسطينية، عن مساندة الشعب الفلسطيني في اليرموك وخارجه ومخيمات اللجوء الأخرى.

إلى ذلك جدد ناشطون فلسطينيون في مجال الإغاثة، يوم أمس، قولهم إنّ مئات العائلات الفلسطينية، في جنوب دمشق ومخيم اليرموك، تعاني من أوضاع إنسانية قاسية، نتيجة نزوحهم عن مخيماتهم، وعدم وجود موارد مالية، وانتشار البطالة بينهم، واستمرار انتهاكات (داعش) بحق أبناء اليرموك، وإغلاق المنفذ الوحيد لأبناء المخيم الرابط ببلدة يلدا.

وكان العشرات من أهالي اليرموك النازحين إلى بلدة (يلدا) قد تجمعوا، أول أمس السبت، أمام حاجز “العروبة”، للمطالبة بفتح الحاجز المغلق منذ 17 آذار/ مارس الحالي، والسماح لهم بالعودة إلى منازلهم في المخيم.

من جانبها، أبقت فصائل المعارضة السورية المسلحة الحاجز مغلقًا أمام حركة الأهالي، ولم تستجب لمطالبهم، وذلك بسبب توتر الأوضاع الأمنية والتخوف من قيام تنظيم (داعش) بتنفيذ هجمات ضد فصائل المعارضة.

يُشار إلى أن حاجز “العروبة” هو المنفذ الوحيد المتبقي لأهالي مخيم اليرموك، الذين يتعرضون لحصار مشدد من قبل النظام السوري والمجموعات الفلسطينية الموالية له، منذ 1710 أيام.


غسان ناصر


المصدر
جيرون