تهديدات ومصير مجهول.. دوما بانتظار الرد الروسي على مقترحات "جيش الإسلام"



السورية نت - رغداء زيدان

قال حمزة بيرقدار المتحدث باسم جيش الإسلام إن روسيا لم ترد بعد على مقترحات تشمل الوضع في دوما. ونقلت وكالة "رويترز" عن بيرقدار قوله: "الروس لم يقدموا أي قرار حول ما قدمته اللجنة (التفاوضية) للنقاش" مضيفاً أنه كان من المتوقع عقد اجتماع يوم غداً.

واتهم بيرقدار نظام الأسد وحليفته روسيا بالسعي لفرض تغييرات في التركيبة السكانية على المنطقة بإجبار سكانها على الرحيل.

وأضاف: "نحن قرارنا قدمناه وهو البقاء، وهذا ليس قراراً على مستوى جيش الإسلام فقط وإنما على مستوى كافة المؤسسات والفعاليات والشخصيات الثورية في دوما".

وتجري منذ أيام مفاوضات مباشرة حول مصير مدينة دوما بين روسيا وفصيل جيش الإسلام، الذي طالما كان الأكثر نفوذا في الغوطة الشرقية.

وكانت المفاوضات تتركز أساساً على تحويل دوما إلى منطقة "مصالحة" يبقى فيها جيش الإسلام وتعود إليها مؤسسات الدولة من دون دخول قوات النظام، ويتم الاكتفاء بنشر شرطة عسكرية روسية.

ويبدو أن المفاوضات تواجه عراقيل عدة، وقد هددت دمشق وحليفتها موسكو بشن عملية عسكرية ضد المدينة ما لم يوافق جيش الإسلام على الخروج منها.

وقال مصدر معارض مطلع على المفاوضات في دوما: "في آخر اجتماع لهم الاثنين، خيّر الروس جيش الإسلام بين الاستسلام أو الهجوم"، وجرى منح الفصيل المعارض مهلة أيام قليلة للرد.

وأوضح مصدر ثان معارض: "لا يريد الروس اتفاقاً مختلفاً في دوما عن (الاتفاقات التي تم التوصل إليها في) سائر مناطق الغوطة"

استمرار الترحيل

وغادر آلاف الأشخاص من مقاتلي المعارضة والأسر أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية منذ يوم الخميس الماضي بموجب شروط اتفاقات انسحاب توسطت فيها روسيا.

وتكرر مشهد الإجلاء ذاته في الغوطة الشرقية منذ أيام، فيما يبقى مصير مدينة دوما مجهولاً مع تهديد قوات النظام بشن هجوم عليها ما لم يتم التوصل الى اتفاق.

وتوصلت روسيا تباعاً مع حركة أحرار الشام في مدينة حرستا ثم فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، الى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الى منطقة إدلب (شمال غرب)، في عملية تمهد لاستكمال قوات النظام انتشارها في الغوطة الشرقية بعدما باتت تسيطر على أكثر من تسعين بالمئة منها.

وبعدما انتهت عملية حرستا خلال يومي الخميس والجمعة، يستمر منذ السبت إجلاء مقاتلي فصيل فيلق الرحمن من البلدات الجنوبية.

ووفق وكالة أنباء النظام "سانا"، باتت 51 حافلة تقل "3268 شخصاً بينهم 770 مسلحاً" من بلدات زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي المحاذي لها جاهزة لانطلاق.

وكما حصل في الأيام السابقة، تقف تلك الحافلات لساعات طويلة بانتظار اكتمال القافلة قبل منحها الضوء الأخضر للانطلاق باتجاه محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

ورجح المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان أن يصل عدد الأشخاص الذين سيخرجون من المناطق الجنوبية، إلى نحو ثلاثين ألفاً.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب.

اعتقالات

وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الإجلاء، اذ ينتشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية عند ممرات الخروج، يسجلون الأسماء، ويشرفون على تفتيش الركاب ويرافقونهم في رحلتهم الطويلة إلى الشمال.

وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، وعلى وقع تقدم قوات النظام، تدفق عشرات آلاف المدنيين عبر ممرات حددتها قوات النظام إلى مناطق سيطرتها.

وأعرب كثيرون في وقت سابق عن خشيتهم من تعرضهم للاعتقال أو الاحتجاز للتجنيد الإلزامي بالنسبة الى الشبان، لكنهم لم يجدوا خيارات أخرى مع كثافة القصف والمعارك.

وأفاد المرصد السوري أنه وثق اعتقال قوات النظام أكثر من 40 رجلاً وشاباً في بلدات سيطرت عليها مؤخراً.

اقرأ أيضا: 26 دولة تتضامن مع بريطانيا وتطرد دبلوماسيين روساً بسبب قضية "سكريبال"




المصدر