غوتيرس لنقل الملف السوري إلى “الجنائية”..  وواشنطن تحمّل موسكو مسؤولية المذبحة



شهد الملف السوري، أمس الثلاثاء، دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، إلى ضرورة إحالة الملف إلى “الجنائية الدولية”، في الوقت الذي حمّلت فيه واشنطن موسكو مسؤوليةَ ما يحصل من “مذابح بحق المدنيين في سورية”، ودعَت فيه أيضًا هولندا إلى سرعة التحرك لحماية المدنيين في الغوطة الشرقية.

جاء ذلك في جلسةٍ عقدها مجلس الأمن أمس الثلاثاء، لبحث تقرير الأمين العام حول تنفيذ قرار الهدنة الذي أقرته الأمم المتحدة الشهر الماضي، حيث قال غوتيرس في تقريره: إن هناك “ضرورة” لإحالة ملف سورية إلى “المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة”.

يرى الأمين العام أن “ضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات الخطيرة بسورية هو التزام بموجب القانون الدولي، وهو أمر جوهري لتحقيق السلام بسورية”، داعيًا “جميع أطراف النزاع والدول الأعضاء والمجتمع المدني ومنظومة الأمم المتحدة، إلى التعاون مع الآلية الدولية والمحايدة والمستقلة، للمساعدة في التحقيق بشأن الأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة، بموجب القانون الدولي المرتكبة في سورية، منذ آذار/ مارس 2011 وملاحقتهم قضائيًا”، وفق ما نقلت وكالة (الأناضول).

شدد الأمين العام في تقريره على أنه “يجب أن يكون هدفنا المشترك هو التخفيف من وطأة معاناة الشعب السوري وإنهائها. ثمة دول أعضاء وأطراف في النزاع السوري مسؤولة عن ازدياد عدد القتلى المدنيين والدمار في سورية”. وتابع: “الأعمال العدائية لم تتوقف، ففي الغوطة الشرقية بوجه خاص، اشتدت الضربات الجوية والقصف والهجمات البرية منذ اتخاذ القرار، وحصد ذلك المئات من أرواح المدنيين”.

في الجلسة ذاتها، قالت ممثلة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هايلي: إن “روسيا وإيران” مسؤولتان عن “المذبحة” السورية، مضيفةً: “أطلب من زملائي النظر: أنكون مخطئين، عندما نشير إلى القوات الروسية والإيرانية، التي تعمل إلى جانب الأسد، باعتبارها مسؤولة عن هذه المذبحة”.

عدّت هايلي أن موسكو تلجأ إلى “الخداع والرياء والوحشية”، و”تستغل” مساعي الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، “لمساعدة الأسد وتعزيز حملته ضد قوات المعارضة”، وتابعت: “نحن فقط نشاهد الحصار والتجويع والاستسلام.. هذا هو الإيقاع الفظيع والمستمر للحرب السورية.. روسيا تفاوض بسخرية لوقف إطلاق النار الذي لم يتم تنفيذه البتة”. ووصفت ما حصل ويحصل في الغوطة الشرقية، بأنه “مأساة. يجب أن يكون هذا يوم عار على كل عضو في هذا المجلس. التاريخ لن يكون رحيمًا عندما يحكم على فعالية هذا المجلس في التخفيف من معاناة الشعب السوري”.

في السياق ذاته، حثّ وزير خارجية هولندا ستيف بلوك، مجلسَ الأمن الدولي على “سرعة التحرك لحماية المدنيين في الغوطة الشرقية، وتحسين فرص الوصول الإنساني إليهم”، وقال: “لقد فقدنا إنسانيتنا من جراء الصراع المروع في سورية، حيث فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالمعايير الإنسانية الأساسية وحماية المدنيين الأبرياء”.

أكّد بلوك -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الدولي هذا الشهر- أن على “جميع الأطراف، احترام اتفاق وقف إطلاق النار وتوفير إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى شعب سورية دون عوائق على الفور. الأطفال الذين وُلدوا منذ بداية الصراع لم يعرفوا السلام قط، ويجب أن يكون الجميع قادرين على الاتفاق، على أن الأطفال يجب ألا يكونوا ضحايا الحرب”.

في المقابل، قال ممثل روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، خلال الجلسة: إن “بعض مناطق البلاد ما تزال تشهد أوضاعًا إنسانية صعبة، وتتخذ روسيا إجراءات مكثفة من أجل تطبيعها، بما في ذلك في إطار القرار 2401″، عادًا أن هذا التوجه الروسي “من الممكن ألا يعجب البعض، لكننا نعد عمليًا الدولة الوحيدة التي تبذل جهودا ملموسة لتطبيق القرار 2401”.

اتهم المسؤول الروسي “بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن”، بأنها “تفضل قضاء وقتها على كلمات ورسائل حماسية تشمل اتهامات غير مبررة ومنسوبة إلى بلادنا، وذلك، على ما يبدو، من أجل إخفاء عدم رغبتها في فعل أي شيء مجدٍ، لتنفيذ القرار 2401″، وفق ما نقل موقع (روسيا اليوم).

تابع: “حوالي 121 ألف شخص تم إخراجهم من الغوطة الشرقية، منذ تشغيل خط الممرات الإنسانية، بمبادرة المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتناحرة، وبمساعدة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، وتجري عملية انسحاب الناس من المنطقة على أساس طوعي تمامًا، وكثير منهم يتحدثون عن الصعوبات التي واجهتهم خلال الإقامة، في ظروف الوضع القمعي الذي أنشأه المسلحون”.

إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء: أن “128 ألف شخص خرجوا من الغوطة الشرقية، منذ بداية الهدنة الإنسانية في 28 شباط الماضي”، مضيفة في بيان لها أن “25.5 ألف شخص خرجوا من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، عبر مخيم الوافدين، منذ بداية الهدنة”. وأشارت إلى أن “عمليات خروج المدنيين من الغوطة الشرقية ما تزال مستمرة، بإشراف المركز الروسي للمصالحة ومنظمة الهلال الأحمر السوري”.


جيرون


المصدر
جيرون