الفوسفات السوري في قبضة روسيا لـ50 عاماً.. الأسد يُمكّنها من أحد أهم قطاعات الاقتصاد



السورية نت - مراد الشامي

مكّن نظام بشار الأسد حليفته روسيا من الاستثمار في الفوسفات السوري مدة 50 عاماً، فاتحاً أمامها المجال للاستيلاء على واحد من أهم القطاعات الاقتصادية في سوريا، وفي ذات الوقت أبعد حليفته الأخرى إيران عن هذا القطاع حيث تسعى طهران لوضع قدم لها في مشاريع "إعادة الإعمار".  

وفي جلسته الأخيرة وافق "مجلس الشعب" التابع للنظام، على مشروع قانون يتضمن التصديق على العقد الموقع بين المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية، وشركة "ستروي ترانس غاز لوجستك" الروسية، بخصوص استثمار واستخراج خامات الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر.

ونقلت صحيفة "الوطن" المؤيدة للأسد، أمس الأربعاء، عن وزير النفط علي غانم قوله إن الاتفاق ينص على منح المؤسسة العامة للجيولوجيا حصة من إنتاج الفوسفات تصل نسبتها لـ 30 % فقط، مع دفع قيمة ثمن كميات الفوسفات المنتجة، وتسديد قيمة أجور الأرض والتراخيص وأجور ونفقات إشراف المؤسسة والضرائب والرسوم الأخرى والبالغة بحدود 2%، وأشار إلى أن الاتفاق مدته 50 سنة، وبإنتاج سنوي قدره 2.2 مليون طن.

استبعاد إيران

ويأتي هذا الاتفاق بين روسيا ونظام الأسد في وقت تشعر فيه إيران بأنها مستبعدة من المشاريع الاقتصادية الهامة في سوريا، الأمر الذي أثار غضب مسؤولين في طهران أعربوا صراحة عن انزعاجهم مما اعتبروه تجاهلاً لما فعله الإيرانيون للأسد مقابل بقائه بالسلطة.

وكان الأسد قد تعهد في فبراير/ شباط الماضي بتقديم أقصى قدر من المزايا للشركات الروسية في مشاريع "إعادة إعمار" سوريا، متجاهلاً تماماً الدور الإيراني في هذا القطاع.

وقال سفير النظام لدى روسيا، رياض حداد، إن "الشركات الروسية التي ترغب بالمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب في سوريا ستحصل على أقصى قدر من المزايا"، وفقاً لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس الإثنين.

وترى إيران أن "من حقها الحصول على حصة كبيرة" من مشاريع "إعادة الإعمار" في سوريا، كرد جميل من نظام الأسد، الذي ترى طهران أنها سبباً رئيسياً في تجنيبه السقوط أمام المعارضة السورية.

ويمثل ملف "إعادة الإعمار" أحد أوجه التنافس بين روسيا وإيران، وهو ما لمح إليه مسؤولون إيرانيون على رأسهم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، الذي أشار في تصريحات بداية شباط الماضي إلى عدم رضى طهران عن استحواذ روسيا على مشاريع اقتصادية واسعة في سوريا على حساب إيران، معتبراً أنه لا توجد حاجة لكي يكون البلدان متنافسان.

وقال حينها إن "هنالك فرصاً واسعة لإعادة الإعمار في سوريا"، معتبراً أن "حضور روسيا في عملية إعادة الإعمار في سوريا لا يعني عدم حضور إيران"، وأضاف ظريف أنه بإمكان إيران وروسيا أن "تكملا إحداهما الأخرى في عملية إعادة الإعمار بسوريا ولا حاجة لأن نكون متنافسين، الفرص متاحة لكل الدول"، على حد قوله.

اقرأ أيضا: توقيع 3 اتفاقيات بين الأردن وفرنسا لتوفير فرص عمل لـ 4600 أردني وسوري




المصدر