‘سي إن إن: تعلموا من الهولوكوست وأوقفوا المجزرة في سورية’
31 آذار (مارس)، 2018
[ad_1]
عانى شعبنا من فظائع جماعية في أماكن وأزمنة مختلفة، لكننا متحدون في إنسانيتنا المشتركة، ورغبتنا في العمل لوقف الفظائع المستمرة في سورية. السيدة كور هي أحد الناجين من معسكر الموت في أوشفيتز خلال المحرقة، حيث أطلق فيها الدكتاتور الألماني أدولف هتلر حملةً منظمة للقضاء على الشعب اليهودي. عاش السيد غانم معظم حياته في العاصمة السورية، دمشق، حيث ما تزال تستمر هناك بعضٌ من أسوأ الفظائع في العالم.
لقد دُمرّت ضواحي الغوطة في دمشق بشكلٍ خاص في الآونة الأخيرة، بسبب الأزمة المستمرة في سورية. لربما لا يقارن عدد القتلى مع ضخامة المذبحة التي وقعت في المحرقة، ولكن هناك عددًا من البصمات التي تحمل تشابهًا لافتًا للنظر.
مثل هتلر، استخدم الدكتاتور السوري بشار الأسد الغاز السام ضد المدنيين، في مذبحة السارين الأكثر شهرةً عام 2013 في الغوطة، ومؤخرًا، يُشتبه بضربةٍ في المنطقة نفسها. مثل هتلر، يستخدم الأسد التجويع كسلاح ضد المدنيين، بعد أن حاصر أكثر من 400 ألف شخص في الغوطة. كما يستخدم الأسد تكتيكات الأرض المحروقة في حرب خاطفة، إلى جانب شريكه الهمجي فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، من خلال استهداف المستشفيات والمخابز والمدارس.
لقد تعلّم الأسد حتى أساليب التعذيب من ألويس برونر، الساعد الأيمن لهتلر الذي حصل على لجوءٍ، وفرَّ من العدالة من خلال الانضمام إلى زملائه من مجرمي الحرب في العاصمة السورية. خبراء إنسانيون وقانونيون دوليون قاموا بدراسة وتفحص صور لسجناءٍ لدى النظام تعرضوا للتعذيب حتى الموت، قارنوهم بمشاهد من معسكرات الموت النازية. لقد شرع الأسد حتى بحرق المعتقلين المقتولين في المحارق، ولربما لا نعرف أبدًا عدد الجثث التي تم التخلص منها بهذه الطريقة، لكننا نعرف أن عشرات الآلاف من المدنيين قد اختفوا قسرًا، ولم يُسمع عنهم أي شيء منذ ذلك الوقت.
هذه التفاصيل المرعبة من التعذيب أثّرت فينا. السيدة كور نفسها عُذّبت عندما كانت طفلة، وخبرت التعذيب على يد جوزيف منجيل، الطبيب النازي المهووس، بعد أن تم حجزها وتجويعها لمدة تسعة أشهر، في واحدٍ من أكثر معسكرات الموت النازية سيئة السمعة.
أصبح السيد غانم أحد ضحايا تعذيب الأسد، عندما اعتقلته الشرطة العسكرية السورية، بسبب احتجاجه على ضرب يتيم، ونجى من الاعتقال المفتوح بعد تدخل عائلته في اللحظة الأخيرة الذي منع نقله إلى سجن عدرا سيئ السمعة.
كان قتل هتلر لملايين اليهود والغجر، والجماعات الأخرى التي اعتُبرت “غير مرغوب فيها”، أكثر رعبًا، بسبب أن الوفيات تُوثق باستخدام دقة عالية، كما هو واضحٌ على أرضية المصنع المشبعة بالزيت.
ومع ذلك، فإن جميع الفظائع في سورية اليوم متاحةٌ أيضًا للعرض في المنتجات الثمينة في وادي السيليكون: (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي التي هي مصادرٌ للتسلية والسعادة للأطفال في العالم الغربي، ولكن في سورية، يستخدم الأطفال الإنترنت في البكاء طلبًا للمساعدة. إنهم يتضرعون لأحد ما في العالم الخارجي، عسى أن يسمعهم.
أمضت السيدة كور ساعات كثيرة في أوشفيتز، متمنيةً فقط لو أنها تستطيع أن ترسل رسالةً إلى خارج معسكر الاحتجاز بأسلاكه الشائكة المكهربة. تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للسوريين العاديين بتوثيق معاناتهم للعالم، لكننا لا نفعل شيئًا.
كانت السجلات الدقيقة للنازيين إدانةً لهم، فقد أظهرت أن الجناة كانوا يعرفون أنهم يرتكبون إبادةً جماعية. إن أشرطة الفيديو من سورية تُجرّم البشرية كلها. إنها تثبتُ، بما لا يدع مجالًا للشك، أن صانعي السياسة في جميع أنحاء العالم يعرفون بعمليات القتل التي تحدث هناك. لماذا يستمر العالم في السماح بحدوث فظائع جماعية؟ لماذا تحوّلت إعلانات أن المحرقة “لن تتكرر أبدًا”، إلى “لا تبالي”؟
إننا نناشد الرأي العام بألا يسمح لمشاعرهم أن تتلبد، وأن يرفضوا فكرة أن تعذيب الأطفال وقتلهم هو حقيقةٌ لا مفر منها في الحياة، ويمكن وقف الحصار والتجويع والتعذيب والهجمات الكيميائية في سورية. جيش الأسد ليس الجيش الذي لا يُقهر، والضربات الإسرائيلية على الدفاعات الجوية السورية في الشهر الماضي أظهرت ذلك. بعد سنوات من دبلوماسية التهدئة التي لم تسفر إلا عن مزيدٍ من أكياس الجثث من قبل الأسد الذي يُشجَع، فإن حظر سلاح الأسد الجوي هو الخيار الأخير المتبقي لوقف المذبحة.
لا يبدو التاريخ لطيفًا تجاه التراخي العالمي مع فظائع الهولوكوست، رغم أن آلة الحرب النازية كانت أقوى بكثير، وأن الأدلة كانت أقلَّ توافرًا. من المؤكد أننا لا نريد أن نُذكَر مثل الجيل الذي سمح باستمرار هذه الفظائع، وأن تصبح طبيعيةً.
اسم المقالة الأصلي
Learn from the Holocaust and stop the massacre in Syria
الكاتب*
إيفا موزيس كور ومحمد علاء غانم، Eva Mozes Kor and Mohammed Alaa Ghanem
مكان النشر وتاريخه
سي إن إن، CNN، 27/3
رابط المقالة
https://edition.cnn.com/2018/03/27/opinions/ghouta-syria-holocaust-opinion-kor-ghanem/index.html
عدد الكلمات
720
ترجمة
أحمد عيشة
إيفا موزيس كور هي أحد الناجين من المحرقة. جنبًا إلى جنب مع شقيقتها التوأم ميريام، تعرضت لاختبار بشري تحت قيادة جوزيف منجيل (ملَك الموت) في مركز الاعتقال، أوشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية. محمد علاء غانم، هو سوري مناصر للديمقراطية وناشط في مجال حقوق الإنسان، وأستاذ مساعد سابق في جامعة دمشق، سورية. الآراء المعبر عنها في هذه المقالة خاصة بهم.
أحمد عيشة
[ad_1]
[ad_2]
[sociallocker]
جيرون