قرار ترامب بسحب قواته من سوريا يضعه بخلاف مع مسؤولين بإدارته.. لماذا يريدون بقائها؟



السورية نت - مراد الشامي

لم يحظ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا على موافقة جميع مسؤولي إدارته لا سيما مستشاريه للأمن القومي، بحسب ما كشفه واحد من مسؤولين أمريكيين اثنين تحدثا لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة.

وقالت وكالة إن الموقف الذي اتخذه ترامب بخصوص سحب القوات الأمريكية من سوريا من شأنه أن يثير خلافات بينه وبين الكثير من كبار مسؤوليه.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي كبير - لم تذكر اسمه - قوله إن "مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأمريكية لعامين على الأقل (في سوريا) لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتشددين (تنظيم الدولة)، وضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية دائمة".

وأضاف المسؤول أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا الوضع في سوريا خلال اجتماع بالبيت الأبيض، لكنهم لم يستقروا بعد على استراتيجية للقوات الأمريكية في سوريا ليوصوا بها حتى ينفذها ترامب مستقبلاً، ولفت المسؤول إلى أنه "حتى الآن لم يُصدر (ترامب) أمراً بالانسحاب".

قرار مفاجئ

وكان قرار ترامب مفاجئاً لدى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ووزارة الخارجية، التي قالت المتحدثة باسمها، هيذر نويرت، إنه "لم يكن لديها علم بأي خطة جديدة لانسحاب القوات الأميركية من سوريا".

وأشار المسؤولان الأمريكيان في تصريحهما لوكالة "رويترز"، أن ترامب يبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات أمريكا مبكراً من سوريا، وأضافا أن "تصريح ترامب يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأمريكية بينما يوشك المتشددون على الهزيمة"، وفق تعبيرهما.

وقال مسؤول إن ترامب أوضح أن "بمجرد تدمير داعش وفلولها فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دول بالمنطقة دوراً أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك".

موقف يرفضه مسؤولون بإدارة ترامب

وذكرت وكالة "رويترز" أن أربعة مسؤولين بوزارة الخارجية، والدفاع، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، قالوا اليوم الجمعة إنهم فوجئوا بتصريحات ترامب عن سوريا التي وصفها مسؤول بالمخابرات بأنها "بدت وليدة اللحظة".

وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم أن تصريحات ترامب تأتي على ما يبدو في إطار نمط ينطوي على التشكيك في التزام الولايات المتحدة بالبند الخامس من ميثاق حلف شمال الأطلسي، والإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ستتحمل تكاليف بناء جدار حدودي مع المكسيك، وهي مواقف يرفضها كثير من مسؤولي الأمن القومي إن لم يكن معظمهم.

وفي العام الماضي خاض ترامب جدلاً مشابها بشأن ما إذا كان سيسحب قوات بلاده من أفغانستان، ووافق في نهاية المطاف على الإبقاء عليها، لكن بعد أن تساءل مراراً عن السبب في استمرارها هناك.

وربما يؤدي موقف ترامب من سوريا إلى خلاف بينه وبين مندوب الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة جون بولتون الذي اختاره ترامب قبل أسبوع ليخلف إتش.آر. مكماستر في منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حين كان محللاً للأمن القومي، كتب بولتون على موقع تويتر: "انتهت دولة الخلافة في سوريا والعراق لكن أنشطة إرهابيي داعش ستستمر وإيران تتحول إلى لاعب أكبر بالمنطقة".

ويُشار إلى أن ترامب قال أمس الخميس، إن قوات بلاده "ستغادر سوريا قريباً جداً، ونترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر"، مضيفاً في كلمة ألقاها في مدينة ريتشفيلد بولاية أوهايو: "سنترك سوريا بعد أن هزمنا داعش 100 في المئة. لقد هزمناهم بوتيرة سريعة".

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة أنفقت 7 تريليون دولار في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن ذلك لم يترك شيئاً لبناء مدارس في الولايات المتحدة.

وينتشر نحو ألفي جندي أمريكي في سوريا، ويوجد معظمهم في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية في شمال سوريا، وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، قال مسؤولان أمريكيان إن جندياً أمريكيا بين اثنين قُتلا في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في سوريا.

اقرأ أيضا: قوات الأسد تخفي مهجرين من الغوطة الشرقية بعد نقلهم لمراكز الإيواء.. عناصر مُقَنَعة تحقق مع الرجال




المصدر