قوات الأسد تخفي مهجرين من الغوطة الشرقية بعد نقلهم لمراكز الإيواء.. عناصر مُقَنَعة تحقق مع الرجال



السورية نت - مراد الشامي

لا يزال عشرات آلاف المُهجرين قسرياً من الغوطة الشرقية يواجهون مصيراً مجهولاً، بعدما نقلتهم قوات نظام بشار الأسد إلى "مراكز إيواء" أقامتها لهم في ريف دمشق، هناك حيث تشهد هذه المراكز حالات اختفاء لبعض المدنيين.

وسلط تقرير لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها المهجرون قسرياً من الغوطة الشرقية، وقالت إن قوات الأسد تعزل النساء والأطفال والمسنين في "مراكز الإيواء" التي أكدت أنها تفتقد لأي مقومات الحياة.

وأضافت أن أحد العاملين في المجال الإنساني أخبرها بأن قوات النظام تقوم "بشكل منهجي بفرز السكان"، مشيراً إلى أن من تقل أعمارهم عن 40 عاماً فيتم وضعهم جانباً، قبل إجبار الكثير منهم على الانضمام لوحدات قوات نظام الأسد المُستنزفة بشرياً، بحسب ما نقل موقع "الجزيرة.نت" عن الصحيفة الفرنسية.

اعتقالات واختفاء قسري

ونقلت الصحيفة ذاتها، عن عضو آخر في إحدى المنظمات غير الحكومية، قوله إن "هذه العمليات تشرف عليها أجهزة المخابرات السورية بزيها الأسود ووجوه عناصرها المقنعة".

وأضاف مسؤول المنظمة - التي لم تذكر الصحيفة اسمها - أن قوات أمن النظام تنتقي من تشتبه في عدائهم لنظام الأسد، من ناشطين سابقين في المعارضة، ومجرد متعاطفين مع الثورة، وصحفيين، وأطباء متهمين بعلاج من يسقطون ضحية القصف، مؤكدة أن هؤلاء يخضعون لاستجواب، كما يتعرضون للتعذيب ثم يختفون.

ويتشابه ما ذكرته الصحفية مع ما أكدته روايات ناشطين سوريين، ومعلومات حصلت عليها "السورية نت" في وقت سابق عن أوضاع المهجرين قسرياً في "مراكز الإيواء"، لا سيما منع النظام لهم للتحرك لتغدو المنطقة التي يعيشون فيها أشبه بالمعتقل.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني المهجرون من رفض النظام لقائهم بعائلاتهم القادمة من دمشق للاطمئنان عليهم، كما يمنعهم من الانتقال لقلب العاصمة ما لم يكن لهم كفيل بها، وفي حال توفر الكفيل فلا يُسمح إلا للأطفال والنساء بالخروج، في حين يحتفظ النظام بالرجال ممن هم في سن 18 إلى 40 عاماً تمهيداً لتجنيدهم إجبارياً في صفوف قوات الأسد.

وشبهت صحيفة "لوباريزيان" طريقة تعامل قوات الأسد مع مناطق المعارضة بأنها تشبه ما كان يجري في القرون الوسطى، لافتةً إلى سياسة التجويع، والقصف المكثف التي اتبعها النظام لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرته.

ويشار إلى أن معظم مهجري الغوطة الشرقية يتوزعون في مركزين رئيسيين، الدوير قرب عدرا، وفي منطقة حرجلة قرب الكسوة بريف دمشق.

ويشار إلى أنه في وقت سابق أكد الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري أن الوضع مأساوي في مراكز الإيواء التي خصصها نظام الأسد للفارين من الحملة العسكرية التي يشنها بدعم روسي في الغوطة الشرقية.

وقال الزعتري غداة جولته على عدد من مراكز الإيواء في ريف دمشق: "لو كنت مواطناً لما قبلت بأن أبقى في (مركز إيواء) عدرا لخمس دقائق بسبب الوضع المأساوي"، مضيفاً: "صحيح أن الناس هربوا من قتال وخوف وعدم أمن، لكنهم ألقوا بأنفسهم في مكان لا يجدون فيه مكاناً للاستحمام".

اقرأ أيضا: الوجهات المُحتملة لنظام الأسد بعد الغوطة الشرقية.. هل سيكون جنوب سوريا أولها؟




المصدر