قوات فرنسية تتعاون مع "ب ي د" بسوريا.. وأنقرة تبدي استياءها من الموقف الفرنسي



السورية نت - رغداء زيدان

صرح "بكر بوزداج" نائب رئيس الوزراء التركي أمس أن تعهد فرنسا بالمساعدة على تحقيق الاستقرار في منطقة بشمال سوريا تهيمن عليها قوات يقودها الأكراد يعادل دعم الإرهاب وقد يجعل من فرنسا "هدفاً لتركيا".

وأثار الدعم الفرنسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، التي يهيمن عليها مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية، غضب أنقرة التي تحارب الوحدات في شمال سوريا وتعتبرها منظمة إرهابية.

وقال الرئيس التركي "رجب طيب إردوغان" إن فرنسا تبنت "نهجاً خاطئاً تماماً" في سوريا، مضيفاً أنه تبادل حواراً حاداً مع نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" مطلع الأسبوع الحالي.

وتشكو تركيا منذ فترة طويلة من دعم الولايات المتحدة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية باعتباره أحد عوامل توتر العلاقات مع واشنطن.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس "دونالد ترامب" تحدث مع "إردوغان" أمس "لبحث التطورات الإقليمية والشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا".

وذكر بيان للبيت الأبيض أن "الزعيمين أبديا دعمها لاستمرار الجهود الرامية إلى زيادة التعاون بين بلديهما وتعزيز المصالح المشتركة كحليفين في حلف شمال الأطلسي والعمل على حل المسائل التي تؤثر على العلاقات بينهما".

وقال "بوزداج" إن الموقف الفرنسي يضع باريس على مسار تصادم مع أنقرة.

وكتب على تويتر قائلاً: "من يتعاونون مع الجماعات الإرهابية ويتضامنون معها ضد تركيا (..) سيصبحون هدفاً لتركيا مثل الإرهابيين" وأضاف "نأمل ألا تتخذ فرنسا مثل هذه الخطوة غير المنطقية".

والتقى "ماكرون" مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية يوم الخميس وأكد له الدعم الفرنسي للاستقرار في شمال سوريا. وقال مصدر رئاسي فيما بعد إن فرنسا يمكن أن تزيد من مشاركتها العسكرية في التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل، بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية"، تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.

ولدى الولايات المتحدة قوات قوامها نحو ألفي جندي في مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" ولدى فرنسا أيضاً بعض القوات في إطار التحالف.

وطردت قوات تركية مقاتلي الوحدات من مدينة عفرين بشمال غرب سوريا قبل أسبوعين تقريباً، ويقول "إردوغان" إن القوات تستعد لمد نطاق العمليات على طول الحدود بما يشمل مناطق تنتشر فيها قوات أمريكية.

وقال "إردوغان": "لا ننوي إيذاء جنود من دول حليفة لكن لا يمكننا أن نسمح للإرهابيين بالتنقل بحرية (في شمال سوريا)".

وقتل جنديان من قوات التحالف أحدهما أمريكي والآخر بريطاني في انفجار قنبلة في سوريا خلال الليل وهما أول جنديين يقتلان في هجوم هذا العام.

تعاون فرنسي مع ب ي د

ذكرت وكالة "الأناضول" نقلاً عن مصادر، عن تعاونٍ وثيق بين الجيش الفرنسي وتنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، في مناطق سيطرة الأخير شمالي سوريا.

وأوضحت المصادر، أن قوات فرنسية متنوعة تتواجد في 5 نقاط بمناطق سيطرة التنظيم، تحت اسم "التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة"، في شمالي سوريا.

ويتمركز أكثر من 70 عنصراً من القوات الفرنسية الخاصة، منذ يونيو/حزيران 2016، في تلة "ميشتانور"، وبلدة "صرين"، ومصنع "لافارج" الفرنسي للإسمنت، في قرية "خراب عشق"، في ريف حلب شمالي سوريا، و"عين عيسى" في ريف الرقة، بالإضافة إلى 30 جندياً في مدينة الرقة.

كما رصد شهود عيان تزايداً في تردد قوات أخرى على الأراضي السورية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، يفترض أنها متمركزة في العراق، عبر بوابة "سيمالكا" الحدودية (شمال).

وتنشط جميع تلك القوات في العمليات الميدانية بالتعاون مع العناصر الإرهابية، منذ عامين، بحسب المصادر ذاتها.

يشار أن وكالة "فرانس برس" الفرنسية، نشرت منتصف 2016، نقلًا عن مصادر في وزارة الدفاع، أن قوات خاصة تقوم بمهمة في المناطق التي يسيطر عليها "ي ب ك/ بي كا كا" شمالي سوريا.

وتجدر الإشارة أن شركة مواد البناء الفرنسية "لافارج"، افتتحت في 2010، مصنعاً للإسمنت شمالي سوريا.

ومع بداية 2012 (العام الثاني من الحرب في سوريا)، دفعت الشركة رشاوٍ لمدة عام ونصف لـ"تنظيم الدولة"، لتتمكن من الاستمرار في العمل، وهو ما كشفت عنه عدة تقارير غربية.

وسيطر "تنظيم الدولة" بعد ذلك على المصنع، وشغّله لحسابه، ومن ثم استولى عليه "ي ب ك/ بي كا كا" بدعم من الولايات المتحدة، قبل أن يتحول إلى قاعدة عسكرية، تتواجد فيها حالياً عناصر من القوات الفرنسية.

اقرأ أيضا: في يوم الأرض.. 16 فلسطينياً رووا بدمائهم مسيرة العودة




المصدر