روسيا والأسد يبدأن خطة تأمين محيط دمشق: حذرا مقاتلي المعارضة بالقلمون والفصائل ترد



السورية نت - مراد الشامي

يمضي نظام بشار الأسد وروسيا في خطتهما الرامية لتأمين محيط العاصمة دمشق، بعد سيطرة قوات النظام بدعم روسي على معظم الغوطة الشرقية، واتخذ الطرفان خطوتهما الأولى بتحذيرهما لفصائل المعارضة السورية في القلمون الشرقي وتخييرها بين التهجير أو الاستسلام.

وقال مدير المكتب الإعلامي لقوات "الشهيد أحمد العبدو"، فارس المنجد، في تصريح خاص لـ"السورية نت"، اليوم الثلاثاء، إن فصائل الجيش الحر في القلمون اتخذت موقفاً واضحاً من رسالة التحذير، أعلنت عنه في بيان موحد ضم جميع الفصائل العاملة في المنطقة.

وأشار إلى أن الرد تضمن رفض الفصائل لسياسة التهجير القسري، وتدمير المدن، والبنى التحتية، وقال إن "رسالة التهديد الروسية تتنافى مع جميع القوانين، والاتفاقيات، والأعراف الدولية".

وأجاب المنجد على سؤال لـ"السورية نت"، عما إذا كانت فصائل المعارضة ستلجأ إلى الخيار العسكري لو نفذ النظام وروسيا تحذيرهما، قال: "نعم بالتأكيد".

وأشار المنجد، إلى مهمة الفصائل في القلمون الشرقي تكمن في حماية المدنيين والحفاظ على أمنهم وممتلكاتهم، وأضاف: "لولا وجود أهلنا المدنيين لما دخلت الفصائل بأي مفاوضات مع المحتل الروسي الذي يتبع سياسة الأرض المحروقة في كل حروبه ضد الشعب السوري".

وشدد المنجد على أنه لا دور للنظام في المفاوضات، وأنها تجري مع الروس فقط، لافتاً إلى أن فصائل المعارضة تعمل لمنع دخول ميليشيات إيران الطائفية إلى المنطقة، وحدوث التهجير القسري.

رفض للتهجير

وفي وقت سابق، اليوم الخميس، قال المتحدث باسم قوات "العبدو" سعيد سيف، إن "ضابطين أحدهما من الجيش الروسي، وآخر من قوات نظام الأسد"، أبلغا فصائل المعارضة بالقلمون أنها أمام خيارين "إما الرحيل عن المنطقة، أو القبول بالاستسلام".

وأشار في تصريحات قالها لقناة "العربية الحدث" إن "الإنذار الموجه لفصائل المعارضة في القلمون الشرقي تسلمه مدنيون من المنطقة خلال اجتماع مع الضابطين الروسي والآخر التابع لقوات الأسد".

وأضاف أن فصائل المعارضة قدمت ردها على الرسالة بمقترح يقضي بانسحاب مقاتلي فصائل المعارضة إلى المناطق الجبلية، على أن يبقى المدنيون داخل المدينة، لافتاً إلى أن الهدف من ذلك تجنيب التهجير القسري للسكان.

تأمين دمشق

ويهدف النظام من محاولة السيطرة على القلمون، إلى تأمين محيط العاصمة دمشق بعد سيطرته على 90 % من الغوطة الشرقية، والتي لم يتبقى فيها سوى مدينة دوما تحت سيطرة "جيش الإسلام"، الذي يخوض مفاوضات مع روسيا، التي تقول إن أكثر من ألف مقاتل من دوما خرجوا إلى الشمال السوري، وسط شح في تصريحات من قيادات "جيش الإسلام" حول ما يُشاع.

وقال الخبير المختص في الشأن السوري، صلاح ملكاوي في تصريح لـ"السورية نت" في وقت سابق، إن الجبهة الجنوبية لن تكون الخطوة المقبلة للنظام بعد الغوطة الشرقية، وتوقع أن تلك الخطوة ستمضي باتجاه جنوب دمشق أولاً، ثم القلمون الشرقي، وهما منطقتان خارجتان عن سيطرة قوات الأسد.

وأوضح ملكاوي أن النظام يسعى حالياً لتأمين كل محيط العاصمة دمشق وإبعاد المعارضة عنها، لافتاً أن ذلك يمثل أولوية بالنسبة للنظام، وباعتقاده فإن النظام وروسيا عازمان على السيطرة على المنطقة الجنوبية لسوريا "مهما كلف الثمن"، إلا أنهما يؤجلان ذلك لمرحلة لاحقة، وقال إنه بالنسبة للنظام فإن منطقة القلمون تقع في محيط العاصمة ولذلك يراها الأسد مهمة أكثر من درعا، ثم يلي ذلك مناطق المعارضة في أرياف حمص، وحماه ومن ثم الجنوب.

وعاد اسم القلمون الشرقي إلى الواجهة من جديد، خلال الحديث عن المفاوضات التي يجريها "جيش الإسلام" مع الروس، وما يتسرب عن تلك المفاوضات من حديث عن أن أحد الخيارات المطروحة هي نقل مقاتلين من "جيش الإسلام" للقلمون الشرقي حيث تتواجد له قوات هناك.

لكن بعد التهديد من قبل روسيا والأسد لفصائل المعارضة السورية في القلمون، بات مستبعداً خيار نقل مقاتلي "جيش الإسلام" إلى هذه المنطقة.

وكانت وكالة أنباء النظام "سانا" قالت يوم الأحد الفائت إن هناك أنباء عن التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج مقاتلين من مدينة دوما، وادعت أن المعلومات تشير إلى أن "الاتفاق يقضي بخروج عناصر من جيش الإسلام من دوما إلى جرابلس، وتسوية أوضاع المتبقين".

ولا يوجد حتى الآن ما يؤشر إلى وصول مقاتلين من "جيش الإسلام" إلى الشمال السوري، في حين قال قياديون في الجيش في وقت سابق ومن بينهم المتحدث باسم هيئة الأركان، حمزة بيرقدار، إن المفاوضات مع الروس قائمة على بقاء الجيش في دوما وليس الخروج منها.

اقرأ أيضا: "مصيره في يد حلفائه".. لماذا سيبقى الأسد رهينة لروسيا وإيران رغم مكاسبه الميدانية؟




المصدر