مسيحيو إدلب يحيون قداديس الفصح.. عيد بلا أجراس



أكد مراسل (جيرون) في إدلب أن مسيحيي جسر الشغور أدّوا، الأحد الماضي، قدّاسًا دينيًا في كنيسة (دير القديس يوسف)، في بلدة القنيّة بريف إدلب الغربي، بمناسبة (عيد الفصح المجيد) عيد قيامة السيد المسيح.

وأظهرت صور تداولها ناشطون إحياء رجال دين من طائفة اللاتين الكاثوليك قدّاسًا دينيًا في كنيسة (القنية)، بحضور عشرات المصلين، معظمهم من كبار السن.

أبو ريهان، من مسيحيي بلدة (الجديدة) بريف جسر الشغور، قال لـ (جيرون): “أدينا صلاتنا وقداس عيد الفصح، في (كنيسة القديس يوسف) في بلدة القنية، بحضور البابا يوحنّا والعديد من أبناء الطائفة المسيحية، من بلدات الجديدة واليعقوبية والقنية والغسانية، وعددهم في المجمل نحو 90 عائلة”.

وأضاف: “وضعت لنا (هيئة تحرير الشام) شروطها، قُبيل إقامة صلوات عيد الفصح: أن لا تُقرع أجراس الكنيسة، وأن يؤدي المسيحيون صلواتهم داخل الكنيسة لا خارجها، دون أي مظهر احتفال في البلدات”.

أشار أبو ريهان إلى أن “صلوات وقداسة عيد الفصح كانت غائبة عن كنائس المدن المسيحية في ريف إدلب الغربي، منذ عام 2014 في إثر سيطرة (جبهة النصرة) على المدن، وذلك بسبب فرض الشريعة الإسلامية، الأمر الذي تسبب بمغادرة عشرات العوائل من الطائفة المسيحية، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام في اللاذقية وطرطوس”.

أحد مسيحيي مدينة إدلب، أوضح لـ (جيرون) أن “مدينة إدلب كانت تضم، في بداية الثورة، نحو 1300 نسمة من المسيحين، كما يتواجد في ريف جسر الشغور نحو 9 آلاف مسيحي، ينتشرون في قرى: حلوز، الغسانية، اليعقوبية، القنية، الجديدة، ومدينة جسر الشغور، وتضم هذه القرى أربع كنائس أرثوذكسية، وثلاث كنائس كاثوليكية، وواحدة للأرمن الأرثوذكس، وواحدة للبروتستانت”.

أضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه: “مع دخول الفصائل إلى ريف جسر الشغور عام 2014؛ تمّ تهجير سكان قريتي حلوز، والغسانية بالكامل، واستملاك أراضيهم من قبل بعض الفصائل المتطرفة، كما تمّ التضييق على سكان القنيّة واليعقوبية والجديدة، ووضعت هذه الفصائل قيودًا على السكان منها: تكسير صُلبان الكنائس في بلدة الجديدة واليعقوبية، ومنع قرع أجراس الكنائس، وفرض وضع الحجاب على السيدات المسيحيات، في حال خرجن من منازلهن مكشوفات الرأس”.

تابع المصدر: “تمّ توثيق مقتل شخصين من المسيحين على يد فصائل متطرفة، وتعرض المسيحيون للخطف، واستملاك أراضيهم ومنازلهم من الفصائل ذاتها، ومعظم من ارتكب هذه الانتهاكات هم من الفصائل الغريبة عن المنطقة. وأدت عمليات التضييق تلك إلى نزوح معظم المسيحيين، ولم يبق حاليًا سوى نحو 300 شخص، معظمهم من كبار السن”.

تعرض مسيحيو إدلب لانتهاكات واسعة، خلال الفترة الأخيرة، من عدة أطراف، حيث استهدف النظام أكثر من مرة أماكن تواجد المسيحيين، وتسببت إحدى غاراته بتدمير أجزاء من كنيسة القنيّة، كما وثق ناشطون مقتل أحد مسيحيي إدلب، نتيجة غارة جوية لطيران النظام على المدينة، بعد دخول (الجيش الحر) إليها عام 2015، واستهدف الطيران الحربي الروسي، في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، قريتي اليعقوبية والقنيّة، بعدة غارات جوية، أسفرت عن مقتل امرأة، وإصابة 14 مدنيًا جلّهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تدمير عشرات المنازل، وأكد حينذاك الناشط نبيه مستريح، في حديث إلى (جيرون)، أن القريتين تخلوان تمامًا من المقار العسكرية.(https://geroun.net/archives/96325)

يذكر أن مدير المرصد الأشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي أكد لـ (جيرون)، في وقت سابق، أن “عدد المسيحيين في سورية، بعد سلسلة الانتهاكات التي تعرضوا لها، سجّل انخفاضًا كبيرًا، ولم يبقَ حاليًا سوى 450 ألف مسيحي في سورية تقريبًا، والعدد مرشح للنقصان”. س.أ.


جيرون


المصدر
جيرون