نقص التمويل يهدد حياة عشرات اللاجئين السوريين المرضى في لبنان



السورية نت - رغداء زيدان

حذرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن عشرات اللاجئين السوريين في لبنان ممن يعانون من أمراض مزمنة مهددون بفقدان حياتهم بسبب نقص التمويل اللازم لتوفير العلاج لهم. وأكدت المنظمة الأممية أن توفير التمويل مسألة حياة أو موت في ظل عدم قدرة هؤلاء اللاجئين على تغطية نفقات علاجهم.

أدانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نقص التمويل اللازم لتوفير العلاج الطبي لـ97 لاجئاً سورياً يعيشون في لبنان، وذلك في وقت لا يستطيع فيه هؤلاء اللاجئون دفع تكاليف علاجهم. وتوفر المنظمة الأممية جزءاً كبيراً من العلاج للاجئين السوريين المسجلين في لبنان مجاناً من خلال شركائها، إلا أنه لم يعد بإمكانها تغطية كافة تكاليف العلاج بالمستشفيات لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي.

ويهدد نقص التمويل اللاجئين المرضى بعدم الحصول على العلاج الذي يحتاجونه، مثل عبد الرزاق وهو مراهق من مدينة حلب السورية يحتاج إلى إجراء الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعياً، ويتلقى العلاج في مستشفى في منطقة وادي البقاع اللبناني.

وقال عبد الرزاق، الذي يعاني من فشل كلوي منذ ولادته، للمفوضية العليا للاجئين "لقد تعبت، أنا أتقيأ وأشعر بالغثيان، وأحياناً أعاني من انخفاض ضغط الدم". وتدهورت حالة عبد الرزاق الصحية منذ هروبه من سوريا مع والديه قبل سبع سنوات.

وقالت المفوضية العليا إن كل جلسة علاج في لبنان تكلف نحو 100 دولار، وهو مبلغ لا تستطيع أسرة عبد الرزاق توفيره ثلاث مرات كل أسبوع، ولا يمكن لوالده العمل بسبب حالته الصحية الحرجة.

وكانت الجمعية الطبية السورية الأمريكية تقوم بتمويل علاج عبد الرزاق منذ عام 2017 إلا أن هذه المنظمة غير الحكومية قد تم وقف تمويلها.

وقالت حليمة، والدة عبد الرزاق، للمفوضية العليا للاجئين وهي تبكي "إن وقف التمويل يشكل لي أكبر كابوس، وأفكر في ذلك ليل نهار". وأضافت: "ماذا أفعل لأساعده؟ ليس بإمكاني العودة إلى سوريا الآن لعلاجه، فالوضع هناك خطير للغاية".

وذكرت المفوضية العليا للاجئين في دراسة أجرتها مؤخرا أن 20 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان ممن يحتاجون إلى مساعدة من الدرجة الثانية أو الثالثة لم يتمكنوا من الحصول على هذه المساعدة خلال عام 2017.

ويوجد حالياً نحو 218 لاجئاً سورياً في لبنان يحتاجون إلى جلسات علاجية، ومنذ فبراير/شباط 2017 قام عدد قليل من المنظمات غير الحكومية بتغطية تكاليف العلاج، إلا أنه مع نفاد التمويل، فإن 121 من المرضى هم فقط من ضمنوا العلاج حتى نهاية عام 2019.

وقالت منى كيوان، وهي من العاملين في قطاع الصحة العامة بالمفوضية العليا للاجئين في لبنان، إن "هناك 97 مريضاً مهدداً بفقدان حياته إذا لم يتم توفير الأموال اللازمة لتغطية تكاليف علاجهم، إن الأمر مسألة حياة أو موت".

وعلى الرغم من ذلك، لم يفقد عبد الرزاق الأمل، وهو يعمل في المنزل على ماكينة خياطة لمساعدة والدته. وقال عبد الرزاق "يوماً ما سأعود مرة أخرى إلى سوريا، وسوف أصبح خياطاً شهيراً".

اقرأ أيضا: مختبر بريطاني: لم نستطع تحديد مصدر غاز الأعصاب الذي استخدم لتسميم سكريبال




المصدر