ترامب يطالب “السعودية المهتمة” بدفع تكاليف وجود بلاده في سورية



أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد على أنه يريد الانسحاب من سورية، مشترطًا للبقاء في سورية أن تدفع السعودية “المهتمة” التكاليفَ، في الوقت الذي قال فيه مسؤولون أميركيون إن المهمة الأميركية في سورية لم تنته.

قال ترامب، خلال مؤتمر صحفي له من البيت الأبيض أمس الثلاثاء،: إن المهمة الأميركية في سورية هي التخلص من (داعش)، وقد تم إنجاز هذه المهمة، وأضاف: “أريد أن أعيد قواتنا إلى ديارها، أريد أن أبدأ بإعادة بناء أمتنا”.

عقّب الرئيس الأميركي: إن “السعودية مهتمة جدًا بقرارنا…. حسنًا، إذا كانت الرياض ترغب في بقائنا في سورية؛ فعليها دفع تكاليف ذلك”، وأضاف أن “وجود قواتنا في سورية مكلف للغاية بالنسبة إلينا، ويخدم مصالح دول أخرى، أكثر مما يساعدنا”، وفق ما نقلت وكالة (الأناضول) التركية.

في المقابل، انتقد مسؤولون في الإدارة الأميركية رغبة ترامب في الانسحاب، مؤكدين أن الاستراتيجية الأميركية تهدف إلى “إحلال الاستقرار”، في الأراضي التي طُرد منها تنظيم (داعش)، “حتى التفاوض برعاية الأمم المتحدة، حول تسوية تفاوضية للحرب في سورية، وهي استراتيجية يؤيدها الأوروبيون”، بحسب وكالة (فرانس برس).

حول الموضوع، يرى الجنرال جو فوتيل، قائد القيادة الأميركية للشرق الأدنى والأوسط والمشرف على القوات الأميركية في سورية، أن “الجزء الصعب ما زال أمامنا، وهو إحلال الاستقرار في هذه المناطق وتعزيز مكاسبنا، وإعادة الناس إلى بيوتهم، ومعالجة قضايا إعادة الإعمار طويلة الأمد، وغيرها من الأمور التي يجب القيام بها”. وشدد فوتيل -في كلمة له بواشنطن- على أن “هناك بالتأكيد دورًا يجب أن يقوم به العسكريون، في هذه المرحلة من إحلال الاستقرار”.

وقال بريت ماكغورك، الموفد الخاص للولايات المتحدة لدى التحالف الدولي: إن “مهمتنا لم تُنجر بعد، وسننجزها”، وفق ما نقلت (فرانس برس).

من جانب آخر، عدّ الباحث في (معهد الشرق الأوسط) تشارلز ليستر أن “مغادرة الولايات المتحدة ستشكل استسلامًا كاملًا للولايات المتحدة، في مواجهة نفوذ إيران في المنطقة.. من الصعب أن تؤخذ على محمل الجد كل تصريحات الرئيس الأميركي”.

المحلل المتخصص بالسياسة الدولية في مركز (راند كوربوريشن) علي رضا نادر يقول: إن “قرار سحب القوات من سورية سيكون نبأ رائعًا لقادة إيران، لأن ذلك سيتيح للجمهورية الإسلامية توسيع دائرة نفوذها في سورية”، مضيفًا في تصريح لـ (فرانس برس)، أن “قرارًا من هذا النوع يخالف فعليًا هدف الرئيس ترامب: تطويق إيران في المنطقة. إذا كانت الولايات المتحدة تريد تطويق إيران في المنطقة؛ فعليها البقاء في سورية”.


جيرون


المصدر
جيرون