تقرير عن شهر آذار/ مارس 2018



المحتويات

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

ثانيًا: الضحايا

بيانات عن ضحايا المدة بيانات مقارنة أخبار عن الضحايا

ثالثًا: التغييب القسري

رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات

أخبار عن النزوح أخبار عن اللجوء والجاليات

خامسًا: المشهد الميداني

تطورات المشهد الميداني في المناطق الساخنة تطورات المشهد الميداني في باقي المناطق خرائط السيطرة والنفوذ

سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية

عام مسار جنيف مسار آستانة

عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة

الولايات المتحدة الأميركية روسيا الاتحادية دول الاتحاد الأوروبي الدول العربية إيران تركيا إسرائيل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمنظمات ذات الصلة أخرى

حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية

ثاني عشر: تقدير موقف

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

أكثر من ثلاثة آلاف قتيل سقطوا في سورية هذا الشهر، أي بمعل 100 قتيل يوميًا، 46 بالمئة منهم من المدنيين، ونسبة الأطفال منهم (من المدنيين) 20 بالمئة، ونسبة النساء 12 بالمئة.

47 بالمئة من الضحايا (1396 قتيل) سقطوا في ريف دمشق وحدها، بل في الغوطة الشرقية حصرًا، بسبب التصعيد العسكري الهمجي الذي بدأه النظام على المنطقة بدءًا من 18 شباط الماضي، واستمر حتى اقتحام الغوطة والسيطرة عليها في أواخر آذار، باستثناء دوما.

بعد الغوطة تأتي حلب في الترتيب على سلم الضحايا، فقد سقط على أرضها 702 قتلى نسبتهم 23 بالمئة، ثلاثة أرباعهم من العسكريين، والسبب الرئيس هو معركة عفرين، كما هو معروف، ونذكّر أنّ نسبة من العسكريين هم من عناصر الجيش التركي.

في دير الزور قتل 422 قتيلًا نسبتهم 15 بالمئة، لكن غالبيتهم العظمى من العسكريين (93 بالمئة) يتوزعون بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي تنظيم الدولة.

إدلب تأتي رابعًا بحصيلة قدرها 237 قتيلًا، نصفهم تقريبًا من العسكريين، والسبب هو الغارات الجوية المستمرة من قبل من طيران النظام والطيران الروسي على ريف إدلب، والذي تسبب بمجازر عدة منها مجزرة “كفر بطيخ” (20 قتيلًا مدنيًا)، ومنها مجزرة حارم بتوقيع الطيران الروسي (38 قتيلًا مدنيًا)، أما السبب الآخر فهو الاقتتال المستمر بين الفصائل الإسلامية (هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سورية)، في حرب شرسة يسميها المرصد السوري لحقوق الإنسان “حرب الإلغاء”، وتسببت بسقوط مقاتلين من الطرفين، إضافة إلى عدد من المدنيين (14 مدنيًا منذ بدء القتال).

بعد إدلب تأتي دمشق هذه المرة، بحصيلة غير مألوفة هي 156 قتيلًا منهم 96 عسكريًا، أما الأسباب فهي أولًا المعارك التي تجري بين قوات النظام وتنظيم الدولة في حي القدم جنوب العاصمة، ما تسبب بمقتل العسكريين معظمهم، والسبب الثاني هو القذائف التي تسقط على المدنيين، والتي تسببت بمقتل المدنيين معظمهم، وتسببت بمجزرة في حي كشكول راح ضحيتها 43 قتيلًا.

أما بالنسبة إلى وسيلة القتل، فقد حصد سلاح الجو العدد الأكبر من القتلى هذا الشهر (52 بالمئة)، خاصة في الغوطة الشرقة، بينما أزهقت المعارك الأرضية والقصف المدفعي والصاروخي أرواح 45 بالمئة من الضحايا.

في المشهد الميداني يسيطر حدثان؛ الحرب على الغوطة الشرقية والحرب على عفرين، فقد استمرت حرب النظام وحلفائه على الغوطة الشرقية التي بدأها في 18 شباط الماضي بكل قسوة ووحشية، ولم تبرح طائراته سماء الغوطة، ولم يتوقف سقوط القنابل والصواريخ عليها، ولم يكن لقرار الأمن رقم 2401 الذي صدر في 24 شباط أي أثر في تلك الحرب، حيث سقط بعده حوالى 1000 قتيل، منهم 200 طفل و140 سيدة على الأقل، والعالم يشاهد، ويكتفي بإطلاق التحذيرات والنداءات، وينتظر ثبوت استخدام السلاح الكيماوي للتدخل.

استخدم النظام في حربه القذرة تلك النابالم الحارق، والكلور السام، والفوسفور الحارق، إضافة إلى الأسلحة التقليدية كلها، واستطاع بعد 5 سنوات من الحصار والجوع والقصف اقتحام الغوطة وتهجير أهلها باتجاه إدلب وعفرين بموجب تسويات أجراها مع الفصائل العسكرية المقاتلة هناك، وبقيت دوما خارج السيطرة، حيث تحاصرها قوات النظام وتستعد لاقتحامها في لحظة كتابة هذا التقرير، بانتظار المفاوضات التي يجريها الروس مع جيش الإسلام الذي يسيطر على المدينة، ويبدو أنها قاربت على نهايتها. كما يبدو أن مشكلة جيش الإسلام ليست في الخروج أو عدمه، بقدر ما هي في المكان الذي سيخرج إليه، وهو يتحفظ على الخروج إلى إدلب أو عفرين بوصفهما تحت سيطرة فصائل أخرى معادية.

أما في عفرين فقد انتهت الحرب هناك بسيطرة القوات التركية، وفصائل الجيش الحر الموالية لها، على كامل المنطقة، ولحسن الحظ بأقل الخسائر الممكنة في الأرواح والبنيان (بحسب الإدارة الذاتية الكردية، فإن عدد القتلى المدنيين بلغ 227 قتيلًا). وبحسب الرئيس التركي، فقد بدأت القوات التركية التحضير لـ”تطهير مناطق عين ورأس العين وتل أبيض من المسلحين، وحتى الحدود العراقية”. وثمة أنباء عن بدء عودة المهجرين بسبب الحرب إلى منازلهم (بلغ عدد المهجرين بحسب الإدارة الذاتية 200 ألف).

ثمة نقطة خطرة أخرى في موضوع عفرين، هي حرص النظام وحلفائه، وبتواطؤ تركي طبعًا، على توطين جزء من مهجري الغوطة هناك، ولا يخفى ما لهذه الخطوة من حساسية خاصة لدى الأكراد، ولا سيما أن عودة أهالي الغوطة إلى ديارهم لن تكون بهذه البساطة، ولن تكون في المدى القريب، لذلك يُتوقع أن تخلق هذه الخطوة مشكلات كثيرة، وتعمق الشرخ الحاصل أصلًا في العلاقات بين العرب والأكراد.

إضافة إلى الحدثين البارزين في المشهد الميداني (الغوطة الشرقية وعفرين) نرصد تجددًا لافتًا في نشاط تنظيم الدولة الإسلامية، واستعادته زمام المبادرة في الهجوم في غير منطقة، وسيطرته الكاملة على حي القدم جنوب دمشق بعد معارك مع قوات النظام راح ضحيتها أكثر من 100 عنصر من قوات النظام والميليشيا المحاربة معها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومهاجمته مواقع قوات النظام في بادية الميادين، وسيطرته على محطة ضخ النفط (T2) في بادية البوكمال بعد أن قتل وأسر عددًا من قوات النظام، وكذلك انتزاع السيطرة على مدينة الشعفة شرقي دير الزور من قوات سوريا الديمقراطية.

في الجانب الكردي، نرصد مؤتمرًا تأسيسيا مهمًا عقدته قوات سوريا الديمقراطية لحزب جديد أسمته “حزب سورية المستقبل” على أن يكون الواجهة السياسية الجديدة البديلة من حزب الاتحاد الديمقراطي، في محاولة للهرب من تصنيف حزب الاتحاد منظمةً إرهابية. ونرصد أيضًا لقاء وفد قوات سوريا الديمقراطية مع الرئيس الفرنسي ماكرون، وتصريح الأخير باستعداده للتوسط بين تركيا والتنظيم الكردي، ورغبته في المساعدة في إرساء الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سورية، ما أثار حفيظة الرئيس التركي واستياءه.

اضغط هنا لتحميل الملف


مركز حرمون للدراسات المعاصرة


المصدر
جيرون