عناصر في الهلال الأحمر يسرقون معونات نازحي الغوطة في مراكز الإيواء



السورية نت - ياسر العيسى

كشف موقع إعلامي موالي لنظام الأسد، عن قيام عناصر من الهلال الأحمر المكلفين بتوزيع المساعدات على أهالي الغوطة المقيمين في مراكز الإيواء، بسرقة جزءاً من المساعدات المقدمة من منظمات الأمم المتحدة، وعلى مرأى من النازحين.

وبحسب ما ذكره موقع "داماس بوست" اليوم الأربعاء نقلاً عن "مصدر خاص" من داخل الهلال الأحمر، فإن المساعدات المخصصة للنازحين في مراكز الإيواء، ومن بينها المساعدات الغذائية والحليب ومياه الشرب المعدنية، تتعرض للسرقة من قبل بعض كوادر الهلال الأحمر، ما يتسبب بنقصان الكميات الموزعة على الأهالي وعدم كفايتها لكل محتاجيها.

ويقول المصدر، إنه ورغم الجهود الإيجابية التي يبذلها " الهلال الأحمر العربي السوري" من خدمات إغاثية ودعم صحي ونفسي في مراكز الإيواء، إلا أن بعض كوادر المنظمة باتوا بحاجة ماسة إلى إدارة تراقب عملهم عن قرب، وإلى جهة رقابية من المنظمة ذاتها، أوخارجية من الدولة أو من المنظمات التي تقدم هذه المساعدات.

يذكر بأن العمل مع المنظمات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني، أو المؤسسات الإعلامية الوافدة، مكسباً كبيراً للباحث عن فرص عمل في سوريا.

وتقدم تلك المنظمات دخلاً مرتفعاً بالدولار، قياساً للرواتب الأخرى، وقد يصل الراتب الشهري في بعض الأحيان إلى ألف دولار، وهو ما يعادل راتب موظف في نظام بشار الأسد لمدة عام كامل.

ويضاف إلى ذلك الاعتقاد السائد لدى الكثير من الشباب، أن هذه المؤسسات تبحث عن الكفاءة بالدرجة الأولى دون النظر للواسطة والمحسوبية التي تسيطر على مؤسسات نظام الأسد الحكومية والخاصة.

لكن واقع تلك المنظمات التي تعمل في مناطق النظام وطريقة عملها شكل صدمة لعدد من الشبان الذي تقدموا بحثاً عن وظيفة فيها.

وتحدث عدد من الشباب لـ"السورية نت" في وقت سابق - طلب بعضهم عدم الكشف عن اسمه فيما اختار آخرون أسماءً مستعارة - عن صدمتهم من واقع الكثير من المنظمات الدولية العاملة في مناطق النظام، كونها ترفض توظيف العديد من الشباب لاعتبارات أمنية، في حين يُفرض على تلك المؤسسات أشخاص يتم تزكيتهم من بعض الفروع الأمنية، وجزء منهم يعتبر من أقارب بشار الأسد في سوريا.

ويؤكد علي الحسن (اسم مستعار) أنه تقدم لوظيفة في الهلال الأحمر وكان يملك الكثير من الكفاءات التي تؤهله لشغلها من خبرة في العمل مع منظمات الإغاثة والتكلم باللغة الإنكليزية بطلاقة، لكنه تفاجأ بأن الوظيفة كانت من نصيب شخص أقل منه كفاءة، يعرف بولائه الكبير لنظام الأسد وعلاقاته مع الأفرع الأمنية، حسبما قال لـ"السورية نت".

وليس بعيداً عن العاصمة دمشق، غادرت ليلى حمصي (اسم مستعار) مركز الهلال الأحمر في مدينة أشرفية صحنايا، بعدما وجدت أن المنظمة اجتاحها الفساد بشكل كبير.

وقالت في تصريح لـ"السورية نت": "كنا نعتقد أن هذه المنظمات تمتلك مهنية عالية، لكنها كباقي مؤسسات النظام فإن الفساد يجتاحها كالنار في الهشيم، كون أغلب حصص الإغاثة لا تذهب لأصحابها".

ويوافقها في ذلك زميل لها، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية قائلاً: "قسم كبير من المساعدات الموجهة للمحتاجين تذهب لعناصر الأمن وجيش الأسد أي أن لديهم حصة دائمة من كل معونة تقدم، وهذا ليس فقط في الهلال الأحمر، ولكن في مؤسسات الإغاثة الأخرى".

اقرأ أيضا: نقطة مراقبة تركية جديدة في إدلب.. ومؤسسة باكستانية تسعى لتأسيس مخبز للنازحين




المصدر