استهداف الأسواق الشعبية.. دوافع قوات الأسد



يرى مراقبون أن استهداف الأسواق الشعبية في سورية يتم وفق عملية ممنهجة، بقصد قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين؛ من أجل دفع الناس إلى القبول بالتهجير القسري، وإفراغ البلدات والمدن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من أهلها، في جو سياسي إقليمي ودولي غير مكترث لكل ذلك.

تقول الباحثة السورية سارة المير: إن “قصف تجمعات المدنيين، سواء الأسواق أو المدارس أو الحارات السكنية، له مدلول واحد هو الحقد على سكان المناطق التي خرجت من سيطرة الأسد، حيث لا يمكن للنظام أن يسمح باستقرار الناس خارج مزرعته”، مضيفة في حديث إلى (جيرون) أن هذا الاستهداف “جعل ثمن الخروج عن سيطرته باهظًا جدًا، وقد يصل إلى حد لا يمكن الاستمرار في دفعه، مثل ما حصل في الغوطة، حيث استسلم أخيرًا المدنيون ووافقوا على ترك أراضيهم، مقابل الحفاظ على حياتهم”.

حول الموضوع ذاته، يقول الباحث الدكتور مروان الخطيب: إن “عصابات النظام تحاول، منذ بداية الثورة، تجريد الثوار من الحاضنة الشعبية، التي بدورها هي المنبع الأساس لوقود الثورة والشريان الذي يمد الثوار بإمكانات الاستمرارية”. وقال في حديث إلى (جيرون): إن “عملية استهداف هذه الأسواق الشعبية تهدف كذلك إلى خنق سبل العيش للعديد من العائلات الريفية البسيطة، التي تعتمد على مثل هذه الأسواق الشعبية، كمنفذ لتسويق منتجاتها، ومجال لمحاولة كسب الرزق، وبوابة لتحريك السوق الاقتصادية في المناطق المحررة”.

من جهته، يرى الكاتب الدكتور معتز زين أن “المجرمين الروس والإيرانيين وأذنابهم الأسديين استخدموا كافة الوسائل لإجهاض الثورة السورية، وكسر إرادة السوريين في التحرر من حكم العصابة الأسدية”، موضحًا لـ (جيرون) أن “استهداف الأسواق هو محاولة لسرقة لقمة العيش من أفواه الناس، وقتل إرادة الحياة في نفوسهم، لكنهم لم ينجحوا، فمثلًا بعد قصف سوق أريحا بساعتين فقط، فتح الناس محالّهم، وعادوا لبناء ما هُدّم وإصلاح ما خُرّب، في تحد واضح لطائرات الغدر والنذالة”.

كما قال الباحث الدكتور تغلب الرحبي: إن “سياسة استهداف التجمعات البشرية هي سياسة النظام الأسدي، منذ بداية الثورة، من استهداف التظاهرات ومواكب تشييع الشهداء، إلى قصف مراكز التجمع عند الأفران والمساجد في صلاة الجمعة، أو استهداف المستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية، أو حتى قصف الأهداف المدنية نفسها بعد دقائق لقتل الجرحى والناجين والمسعفين”، وعدّ خلال حديثه إلى جيرون أن هذه الاستراتيجية الدموية تهدف إلى “تنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي، بالإبادة والتهجير، وهي أكبر جريمة ضد الإنسانية تحدث بعد الحرب العالمية الثانية”.


أحمد مظهر سعدو


المصدر
جيرون