تقرير قناة نيوسادر: “زيادة التكاليف” على موسكو



اقترح مستشار ترامب الجديد للأمن القومي حظر البنوك الروسية في الولايات المتحدة، وتوجيه ضربة استباقية ضد كوريا.

اليوم أصبح من المعروف أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب قرّر استبدال مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر بجون بولتون. كلاهما خصمان لا يمكن أن تفرق بينهما روسيا، في حين أن بولتون هو أكثر حزمًا فيما يتعلق بالإجراءات العسكرية ضد الأنظمة المارقة.

سلطت (نيو سايدر) الضوء على الطابع المهني لمرشح ترامب الجديد، وقدمت ملاحظات تحليلية من مقالات (سي إن إن) ومواد أخرى.

وعَد جون بولتون الرئيسَ ترامب، قبل أكثر من عام، بأنه “لن يبدأ بأي حرب”؛ إذا تم تعيينه مستشارًا للأمن القومي. ولكن تصريح هذا التعيين الجديد لترامب هو في موضع شك في واشنطن، فهو من أشد المتصلبين بتوجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية، ومن أنصار الحرب في العراق، والمؤيد الدائم وفقًا لموقع (سي إن إن).

“أقرب إلى الحرب“

يعتقد كثيرون أن تعيين بولتون المؤيد لسياسات التدخل الأميركي يؤكد أن استراتيجية إدارة ترامب تشير إلى التشدد الذي قد يؤدي إلى نسف الاتفاقية النووية مع إيران، وتزيد احتمال الاصطدام مع كوريا الشمالية، وزيادة حدة التوتر مع موسكو.

اكتسب بولتون “شهرته”، بسبب احتقاره الدبلوماسية وحبه المغامرات العسكرية، وهو واحد، كما أفادت شبكة (سي إن إن)، من المتورطين باستغلال التقارير الاستخباراتية عشية غزو العراق. ويتكهن المراقبون في الشبكة أن يلعب دورًا مماثلًا في تشكيل السياسة الحالية للولايات المتحدة الأميركية.

كما ذكر (صوت أميركا) منذ فترة وجيزة أن بولتون معروف بآرائه المحافظة حول السياسة الخارجية؛ فقد دعا إلى الخروج عن الاتفاق النووي مع إيران، وهو من المتشددين في ما يتعلق ببلدان مثل كوريا الشمالية وإيران وكوبا وموسكو.

من المعروف أن مهمة مستشار الأمن القومي هي جمع وتحليل المعلومات من مختلف الإدارات، ومنها وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الخارجية، وبلورة هذه المعلومات بمشروع قرار يقدم للرئيس. وتشك الأغلبية في أن يكون بولتون محايدًا سياسيًا، دون أن يظهر طباعه “المتشددة” من خلال منصبه الجديد.

أعتقد أن تصحيح الاتفاق مع إيران قد مات منذ فترة طويلة، صرح بذلك لمارك دوبوفيتسي، الرئيس التنفيذي للدفاع عن الديمقراطية والناقد الدولي القديم للاتفاق الدولي، أما وقت الوفاة فقد كانت في النصف الثاني من يوم 22 آذار/ مارس 2018. وماذا الآن؟

كما صرح هاري كازيانيس، مدير أبحاث شؤون الدفاع في مركز المصالح الوطنية، بأن تعيين بولتون خبر سيئ لأولئك الذين يأملون في المحافظة على الصفقة النووية مع طهران.

أما السيناتور كريس كونس، ديمقراطي من ولاية ديلاوير، فقد رأى أن “موقف بولتون يتعلق بالمسائل الراهنة، وخاصة بالبرنامج النووي لكل من كوريا الشمالية وإيران، ويعتبرهما في أفضل الأحوال الأكثر عدوانية وخطرًا”.

وعلق جون سولتز المحارب السابق في العراق تعليقًا على تعيين بولتون: “نحن دون شك على مقربة من الحرب ضد كوريا الشمالية وإيران.

وأشار عدد من المتخصصين بالسياسة الخارجية إلى وجود مخاوف من وراء هذا التعيين بين الحلفاء الأميركيين؛ فقد عبّر عن قلقه مدير معهد كيسنجر أبراهام دينمارك، في أثناء رحلته إلى اليابان وكوريا الجنوبية، فالسؤال الذي طرح مرارًا وتكرارًا: هل سيتم تعيين بولتون مستشارًا للأمن القومي؟ “هذا السؤال الذي كان مصحوبًا دائمًا برأي دينمارك بالخوف وعدم الثقة”. وأوضح أن “الحلفاء الآسيويين سيقلقون، وهذا يعني أن العمل الدبلوماسي سيتحول إلى مهزلة، وستصبح العمليات العسكرية هي الأكثر احتمالًا.

ويقدر في المقابل المحافظون الجدد إنجازات بولتون. ومن بينها فهم يرحبون بتجاوزه للأمم المتحدة والترويج للولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها القوة الوحيدة في العالم. عندما شغل منصب المندوب الأميركي في هيئة الأمم المتحدة لمدة عام، لم يخفِ شكوكه بهذه الهيئة، فقد قال ذات مرة: “لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة بل مجتمع دولي وحسب، ويمكن أن تقوده قوة عظمى وحيدة، هي الولايات المتحدة الأميركية”.

يكتسب تعيين بولتون أهمية خاصة، في سياق المحادثات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ الذي وافق على إغلاق برنامجه الصاروخي النووي، تحت ضغط إدارة ترامب، وكذلك أيضًا المناوشات مع روسيا التي تواصل استخباراتها التدخل في الشؤون الأميركية، ومن ذلك الانتخابات.

في ما يخص موقف بولتون من موسكو، يجب التأكيد أنه غير قابل للمساومة، حتى في الموقف من العقوبات. ومن بين الأمور الأخرى، أشار إلى أن العقوبات يجب أن يكون لها تأثير حقيقي، وأن تطال قطاعات اقتصادية روسية كاملة.

” تصفية الحسابات” مع روسيا

نقلت عنه نشرة الجغرافيا السياسية: يجب اتخاذ إجراءات ضد قطاعات اقتصادية كاملة، وليس على شركات محددة أثرت على الوضع في أوكرانيا أو على المتورطين بالانتخابات في بلادنا، بل على فرض حظر على أنشطة جميع البنوك الروسية في الولايات المتحدة.

إن فكرة فرض العقوبات المحددة التي يتخذها الكرملين على شخصيات بعينها، تبدو جذابة ولكن عندما يتعلق الأمر بتحقيق أهداف معينة، على سبيل المثال، لإجبار النظام على تغيير سلوكه، فهذا النوع من العقوبات غير فعال. وأضاف قائلًا: “أعتقد بأنها غير فعالة؛ لأن العقوبات على المناهضين للكرملين يمكن استبدالهم ببساطة بموظفين آخرين، وبالتالي سيستمرون بالروح السابقة”. وتعليقًا على تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية، اقترح بولتون اتخاذ تدابير أكثر صرامة ضد الكرملين.

كما أعلن في الصيف الماضي: إذا أردنا الحديث عن تدخل روسيا في سياق خياراتنا غير المقبولة تمامًا، ومنع تكرار ذلك في المستقبل؛ وجب أن تكون الكلفة كبيرة على موسكو، حتى تدرك -إذا ما لجأت مرة أخرى إلى مثل هذه العمليات- أن الثمن سيكون باهظًا.

شغل بولتون منصب نائب وزير الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي، من عام 2001 إلى 2005. وبعد وقت قصير من الإعلان عن التبديل المقبل، قال بولتون في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز): إن مهمة مستشار الأمن القومي التأكد من ” تقديم كل الخيارات للرئيس”، وعندما يتخذ الرئيس قرارًا، يجب على مستشار الأمن القومي أن يكون بمثابة المنفذ الرئيس، سواء أعجبه القرار أم لم يعجبه.

جاء في بيان البيت الأبيض أنه تمّ اختيار بولتون “كواحد من أكثر الخبراء معرفة، في مجال عدد من قضايا الأمن القومي والمشكلات التي تواجه البلاد.

العنوان الأصلي «Увеличить издержки Москвы» الكاتب المصدر  تقرير قناة نيوسادر 23/3/2018 الرابط http://newsader.com/44602-uvelichit-izderzhki-moskvy-novyy-sov/ المترجم هادي الدمشقي


هادي الدمشقي


المصدر
جيرون