on
(أجنحة الشام) تنقل المرتزقة.. “هكذا تساعد روسيا الأسد”
أكد تقرير صحافي، أن رحلات طيران سرية تنقل المرتزقة الروس من مطار روستوف جنوب روسيا، إلى سورية، تديرها شركة (أجنحة الشام)، التي اشترت مع شركات تعمل بالشرق الأوسط “10 طائرات كانت مملوكة لشركات طيران أوروبية وأميركية”، حيث استطاعت شركات “وسيطة نقل ملكيتها إلى شركات طيران شرق أوسطية، تخضع لعقوبات الولايات المتحدة”. بحسب (رويترز).
أكد تقرير (رحلات جوية سرية نقلت المتعاقدين الروس.. هكذا ساعدت روسيا الأسد)، نشرته الوكالة، أمس الجمعة، أن هذه الرحلات لا تظهر في جداول الرحلات الجوية بالمطارات، وهي غالبًا ما تهبط في ساعات متأخرة من الليل، وتقلع من مطاري دمشق، وحميميم في مدينة اللاذقية التي تضم قاعدة عسكرية روسية.
يقف أولئك المرتزقة الروس مع أمتعتهم العسكرية في المطار لتقديم أوراق السفر، في مكان جانبي “منزو”، فيما شاشات العرض لا تعرض أي شيء عن الرحلة، لا رقمها ولا وجهتها، وحين سؤالهم عن ذلك من قبل صحافي، امتنعوا عن الإجابة، وقال أحدهم: “وقّعنا على ورقة، لا يُسمح لنا بالحديث. في أي لحظة سيأتي المدير ونواجه مشكلة”.
كذلك عند العودة، بعد أن تهبط تلك الطائرات، تتوقف في مكان “مهجور وبعيد في المطار”، لينزل منها المرتزقة العائدون من مهماتهم في سورية، وتحمل هذه الطائرات المدنية، إضافة إلى المرتزقة، معدّات عسكرية وأسلحة، وهي تتحرك بهذه “السرية”، لأن الشركة المشغلة (أجنحة الشام) تخضع لعقوبات أميركية منذ عام 2016، بسبب عملها لصالح المخابرات العسكرية السورية ودعم نظام الأسد.
تُظهر تلك التحركات الليلية، مع إخفاء أرقام الرحلات وغيرها، “الثغرات في نظام العقوبات الأميركية، الذي يستهدف حرمان نظام الأسد وحلفائه في (الحرس الثوري) الإيراني، وجماعة (حزب الله) اللبنانية، من الرجال والعتاد الذي يحتاجون إليه في حملتهم العسكرية في سورية”، إذ تنكر القيادة الروسية وجود مقاتلين لها على الأرض، وهي تقول إنها تساعد قوات نظام الأسد في قصف الطيران والتدريب فقط.
سيّرت (أجنحة الشام)، منذ 5 كانون الثاني/ يناير 2017 حتى 11 آذار/ مارس 2018، “51 رحلة ذهاب وعودة إلى مطار روستوف، مستخدمة في كل مرة طائرات تقل نحو 180 راكبًا، ولكن هذه الرحلات لا يتم ذكرها على الموقع الإلكتروني للشركة، إنما تمّ تتبعها عن طريق قواعد بيانات تتبع الرحلات على الإنترنت.
تعتمد روسيا على المرتزقة، لأنها غير ملزمة بالإعلان عن مقتلهم في سورية، بينما لو كانوا تابعين للمؤسسة العسكرية، فستُضطر إلى الإعلان عن أسمائهم، وبذلك يمكنها نشر عدد كبير منهم دون ذكر بياناتهم، ووفق السلطات الروسية فإن “44 جنديًا روسيًا فقط قتلوا في سورية”، منذ تدخلها عام 2015، لكن تقارير صحافية استندت إلى مقابلات مع أصدقاء وأفراد من عائلات البعض، أشارت إلى مقتل 40 مرتزقًا، ما بين كانون الثاني/ يناير 2017 وآب/ أغسطس فقط، من العام نفسه.
أفاد يفجيني شاباييف، وهو يقود منظمة شبه عسكرية في روسيا، أن روسيا لديها “ما بين 2000 و3000” مرتزق يقاتلون في سورية، وقال طبيب عسكري: “في معركة واحدة في شباط/ فبراير الماضي، قُتل أو جرح نحو 300 متعاقد”، وقال مرتزق روسي شارك في أربع مهمات إلى سورية، إنه وصل إلى هناك على متن طائرة تابعة لشركة (أجنحة الشام)، وأضاف أن “المتعاقدين يستخدمون أحيانًا الطائرات العسكرية الروسية، عندما لا تستوعب طائرات (أجنحة الشام) أعدادهم بالكامل”.
بيّن سجل الطائرات الوطني الأوكراني أن “10 طائرات تم تسجيلها في أوكرانيا، ضمن شركتين هما (خورس) و(دارت)، اللتين أسسهما قائد سابق بالبحرية السوفيتية، واثنان من رفاقه العسكريين السابقين”، وجاء في البيانات أن هذه الطائرات “بيعت أو أُجّرت بعد ذلك، وانتهى بها الأمر للعمل في شركات طيران إيرانية وسورية”.
وكانت وزارة التجارة الأميركية قد فرضت عقوبات على شركة (خورس)، وعلى سيرجي تومتشاني، وهو ضابط سابق بالبحرية الروسية، بسبب “تصدير طائرات لإيران وسورية، دون الحصول على ترخيص من واشنطن”. تفيد التقارير أن نحو 40 طائرة من أصل 84 طائرة تملكها الشركتان، تعمل بين إيران والعراق وسورية منذ سبع سنوات، وفي تتبع ملكية بعض الطائرات، تبين أن عملية نقل الملكية من بلد إلى بلد، “تتم بإخفاء الأدلة الورقية المعقدة، لهوية الأطراف الضالعة في عملية شراء سورية للطائرات”، التي ساعدتها في نقل ما تحتاج إليه من معدات ومرتزقة والتحايل على العقوبات.
استنادًا إلى سجل الطائرات الإيرلندي، فإن “إحدى طائرات (أجنحة الشام)، وهي من طراز (إيرباص إيه 320)، قامت بالرحلة من روستوف إلى سورية، مملوكة لشركة (آي إل إف سي-إيرلندا) المحدودة، وهي شركة تابعة لشركة (إيركاب) التي مقرها دبلن، وتعد واحدة من أكبر شركات تأجير الطائرات في العالم”.
هيئة الطيران الإيرلندية قالت: إن الطائرة حُذفت من السجل الإيرلندي، في كانون الثاني/ يناير 2015، ثم بعد شهرين، اختفت تلك الطائرة، التي كانت تحمل رقم التعريف (إي.أي-دي.إكس واي) من السجلات الوطنية، قبل أن تظهر في سجل الطائرات في أوكرانيا، ليظهر أن المالك الجديد هو شركة (جيرشام) للتسويق، المسجلة في الجزر العذراء البريطانية، ويمتلكهما شخصان أوكرانيان، رفض أحدهما الإجابة عن أي سؤال حول ذلك.
تمّ التلاعب برقم تعريف الطائرة وسجلها، وتبيّن أنها قد أُجِّرت إلى (أجنحة الشام)، منذ آب/ أغسطس 2015. وفق بعض المحامين فإن “المسؤولية القانونية على صانعي الطائرات، مثل (بوينج) و(إيرباص) محدودة، لأن التجارة تشمل طائرات من الدرجة الثانية عمرها أكثر من عشرين عامًا، كما أن الطائرات مرت على قائمة طويلة من المالكين، قبل أن ينتهي بها الأمر إلى أيدي شركات تحت طائلة العقوبات”.
إلى ذلك، قالت أرملتا اثنين من المرتزقة قُتلا في سورية، رفضتا ذكر اسميهما، كما غيرهن من الأرامل: إن “ممثلي المنظمة التي جندت زوجيهما، حذروهما من العواقب، إذا تحدثتا مع وسائل الإعلام”، وبحسب شهادتي الوفاة التي سلمت لهما، فإن وفاة أحدهما “تفحم الجثة” في سورية، والثاني “نزف حتى الموت بسبب شظايا”.
نقلت إحدى الأرملتين عن زوجها قوله لها: “إن المتعاقدين الروس، غالبًا ما يرسلون إلى المناطق التي يحتدم فيها القتال، ويكونون أول من يدخل البلدات التي تتم السيطرة عليها، ثم تدخل قوات الحكومة السورية إلى البلدة، وترفع العلم السوري، وتنسب النصر إلى نفسها”.
حافظ قرقوط
المصدر
جيرون