215 هجوما كيميائيا لنظام الأسد في سوريا والمجرم دون عقاب



السورية نت - شادي السيد

رغم ادعاءه التخلص من مخزون السلاح الكيميائي في البلاد، لجأ نظام بشار الأسد إلى استخدام هذا السلاح المُجرم دوليا 215 مرة منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، حسب شبكة حقوقية ومصادر بالدفاع المدني في سوريا.

ويأتي استخدام النظام لذلك السلاح، الذي سلب أرواح المئات من الأبرياء، وكثير منهم من الأطفال والنساء، في إطار سعيه إلى إجبار المدنيين على مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ومساء السبت، سقط العشرات من المدنيين شهداء والمئات جرحي في مدينة دوما التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق جراء معاودة النظام اللجوء للسلاح الكيميائي حسب الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)؛ في تأكيد على عدم اكتراثه بالتحذيرات الدولية من مغبة استخدامه.

مجزرة جديدة ارتكبها النظام تعيد إلى الأذهان مشاهد مؤلمة لمدنيين أبرياء، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، رحوا ضحية هجمات كيميائية شنتها قوات الأسد أبرزها على الغوطة الشرقية عام 2013.

ففي 21 أغسطس/آب 2013، نفّذ النظام هجوما كيميائيا ضدّ المدنيين في الغوطة الشرقية راح ضحيته حينها ألف و400 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، حسب مصادر في الدفاع المدني السوري، فيما يعد أكبر هجوم كيميائي شنه النظام منذ بدء الحرب في سوريا.

وعقب هذا الهجوم، هددت الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للنظام، غير أنّ الأمريكان توصلوا إلى اتفاق مع الروس في 15 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، على نزع المخزون الكيميائي السوري.

لكن النظام -ورغم ادعائه لاحقا التخلص من مخزونه الكيميائي- عاود استخدام ذلك السلاح مجددا.

ومن أبرز الحالات هنا، الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام على بلدة خان شيخون بريف محافظة إدلب في الرابع من أبريل/نيسان 2017؛ ما أودى بحياة أكثر من 100 مدني، فضلا عن مئات الإصابات.

كما لجأ النظام إلى الكيميائي نهاية 2016؛ لإجبار سكان أحياء شرقي حلب، على ترك منازلهم ومغادرة ديارهم.

وفي تقرير لها، الأربعاء الماضي، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" (غير حكومية)، إن قوات النظام نفّذت 214 هجوماً كيميائياً ضد المعارضة، دون أن يحاسبه أحد على ذلك. وبهجوم أمس السبت، يرتفع عدد تلك الهجمات إلى 215.

وأوضحت الشبكة أن 33 هجوماً شنّها النظام قبل قرار مجلس الأمن (2118) الصادر في سبتمبر/أيلول 2013، والباقي بعد القرار.

ونص القرار 2118 على تجريم كل من يستخدم السلاح الكيمياوي، وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة (بما يعني جواز استخدام القوة العسكرية لتنفيذه).

ولفت تقرير "الشبكة السورية" المذكور إلى أن جميع قرارات المجلس التي صدرت بخصوص الأسلحة الكيميائية، "نصت كذلك على أنَّه في حال عدم امتثال النظام لبنود الاتفاق الأمريكي الروسي وقرارات مجلس الأمن؛ فإنَّه يتعيَّن على مجلس الأمن فرض تدابير ضدَّه بموجب الفصل السابع".

وأكد أن "آلية التَّحقيق المشتركة التي انبثقت عن القرار الأممي 2235، أثبتت أنَّ النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية ثلاث مرات على الأقل، وكانت ما تزال قيد التحقيق في حوادث أخرى، قبل أن تُنهي روسيا مهمتها عبر فيتو في مجلس الأمن الدولي".

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017، خلص تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن نظام بشار الأسد مسؤول عن إطلاق غاز السارين في بلدة "خان شيخون" في 4 أبريل/نيسان من العام ذاته.

كما توصلت اللجنة المشتركة إلى أن النظام مسؤول، أيضاً، عن 3 هجمات بغاز الكلور عامي 2014 و2015.

ورغم تلك الدلائل القوية على مسؤولية النظام على استخدام الكيميائي في سوريا، إلا أن أحدا لم يتحرك لمحاسبته في تعارض مع ما نصت عليه العديد من القرارات الدولية، وكان للفيتو الروسي في مجلس الأمن دور بارز في الحيلولة دون معاقبة نظام الأسد.

واليوم، دعا المتحدث باسم الحكومة نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، إلى محاسبة النظام على الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام بشار الأسد على الغوطة الشرقية، مساء السبت، معربا عن أمله ألا يمر الهجوم دون رد هذه المرة أيضا.

وقال بوزداغ عبر حسابه الرسمي على "تويتر" إن "وبال هذه الجريمة وعشرات الأبرياء الذين قُتلوا جرائها، يقع على النظام السوري بالدرجة الأولى".

وأضاف: "الذين لا يحولون دون وقوع هذه الهجمات والضحايا يتحملون المسؤولية مثلهم مثل النظام السوري".

واعتبر أن عدم الرد على الهجمات السابقة شجّع النظام على تنفيذ الهجوم الجديد على مدينة "دوما".

كما أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم، إن روسيا وإيران مسؤولتان عن دعم "الحيوان الأسد"، متوعدا رئيس النظام في سوريا بدفع "ثمن باهظ".

مشيرا أنه لو "التزام أوباما بخطه الأحمر المعلن في سوريا لانتهت الكارثة الإنسانية منذ زمن طويل".

اقرأ أيضا: إدانة دولية وعربية لمجزرة الكيماوي في دوما.. ومطالبات بـ"تحقيق عاجل"في الهجوم




المصدر