خيارات عديدة على طاولة ترامب.. ومجلس الأمن يصوت اليوم



شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي، أمس الإثنين- حول استخدام الكيمياوي في سورية- تضاربًا في وجهات النظر، وسط حشد أميركي، من أجل اتخاذ خطوات أكثر صرامة بحق النظام السوري المسؤول عن الهجمات التي استهدفت مدينة دوما، في الوقت الذي أكدت فيه موسكو استعدادها لتهيئة الظروف، أمام فريق تابع لمنظمة الأسلحة الكيمياوية، للتوجه “فورًا” إلى مدينة دوما.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الإثنين، إنه سيتخذ قرارًا حيال الرد على الهجوم، مؤكدًا أن أمام بلاده “خيارات عسكرية كثيرة بشأن سورية”، وتابع في مؤتمر صحفي: “لا يمكننا ترك فظائع مثلما شاهدنا جميعًا… لا نستطيع ترك ذلك يحدث في عالمنا… خاصة عندما نكون قادرين على إيقافها، نظرًا إلى قوة الولايات المتحدة وقوة بلدنا”، وفق ما نقلت وكالة (رويترز).

وُضعت على طاولة ترامب عدة خيارات للرد، وقال المتحدث باسم البنتاغون، العقيد باتريك ريدر: إن “رئيس الأركان العامة الجنرال جوزيف دونفورد، قدّم عدة خيارات لترامب، بشأن الرد على هجوم دوما”، وفق ما نقلت عنه وكالة (الأناضول).

أضاف المسؤول الأميركي: “إذا كنا سنرد بشكل ما؛ فلن أتحدث عن أي خيار سنلجأ إليه في ردنا. مهمتنا تقديم الخيارات للرئيس فقط، ففي ضوء هذه الحادثة المفزعة، ننظر إلى الخيارات العسكرية المحتملة، وهذا نقدمه للرئيس”، بالتزامن مع تصريحات إيضاحية على لسان مسؤولين أميركيين، قالوا فيها إن واشنطن “تدرس ردًا عسكريًا جماعيًا على ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام في سورية”، مضيفين في تصريحات لوكالة (رويترز) أن “الخيارات العسكرية قيد التطوير”.

يأتي ذلك وسط حديث عن سعي واشنطن، كي “يصوّت مجلس الأمن الدولي الثلاثاء (اليوم)، على مشروع قرار تقدمت به لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول استخدام أسلحة كيمياوية في سورية”، بحسب ما كشف دبلوماسيون لوكالة (فرانس برس).

أشار الدبلوماسيون إلى أن مشروع القرار يتضمن “في نظر روسيا، عناصر غير مقبولة”، وقال أحدهم: إن “العالم ينتظر من مجلس الأمن أن يتحرك.. الولايات المتحدة أخذت بعين الاعتبار العديد من الملاحظات الروسية، في مشروع قرارها”، منوهًا إلى أن الولايات المتحدة “مستعدة للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن، للتوصل إلى توافق.. لكنها بحاجة إلى التحرك سريعًا بهذا الشأن”.

في السياق ذاته، عدّ المدير التنفيذي لمنظمة (هيومن رايتس ووتش) كينيث روث، أن “الهجوم الكيمياوي المزعوم ضد مدنيين في سورية يشكل جريمة حرب، تحمل بصمات حكومة الرئيس بشار الأسد”، وقال في مقابلة مع وكالة (رويترز): إن “روسيا تشاركه المسؤولية الجنائية المحتملة جراء استخدام هذه الأسلحة”.

تابع روث أن “استخدام الأسلحة الكيمياوية في الأصل يشكل جريمة حرب. أضف إلى ذلك أن الأشخاص الذين يبدو أنهم المستهدفون هنا كانوا مدنيين، وهو أمر مألوف بالنسبة إلى حكومة الأسد”، وقال: “استخدام الأسلحة الكيمياوية، ضد مدنيين يختبئون في أقبية المنازل، هو جزء من نمط واسع النطاق، ليس فقط في ما يتعلق بنمط استخدام الأسلحة الكيمياوية، ولكن أيضًا بنمط استهداف المدنيين الذين يتصادف أنهم يسكنون المناطق التي تسيطر عليها المعارضة”.

أضاف: “في الماضي، اعتاد الأسد على استخدام الأسلحة الكيمياوية، ليس بسبب قدرتها على قتل أعداد كبيرة من الناس، ولكن لأنها أسلحة تبعث الرعب، وتضعف معنويات العدو.. ليس هناك مجال للشك في أن حكومة الأسد مسؤولة -جنائيًا- عن انتهاج استراتيجية استهداف المدنيين، وهي استراتيجية تشكل جريمة حرب”.

بدورها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس الإثنين: ينبغي “الإسراع في فتح تحقيق لتحديد ما جرى في مدينة دوما”، مضيفة في تصريحات صحفية أنه “في حال ثبت استخدامه للأسلحة الكيمياوية؛ سيشكل هذا الهجوم مثالًا جديدًا على الطريقة الوحشية التي يعامل بها النظام السوري شعبه”.

دعت ماي إلى “محاسبة النظام وداعميه -ومنهم روسيا- في حال ثبت استخدام النظام الأسلحة الكيمياوية، في هذا الهجوم الوحشي”، معقّبة أن “روسيا -باستخدامها حق النقض الفيتو خلال الأعوام الأخيرة- سمحت للنظام باستخدام الأسلحة الكيمياوية في سورية، وأجهضت آليات التحقيق في تلك الهجمات”.

المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا دعا بدوره، خلال جلسة مجلس الأمن أمس الإثنين، إلى “إنشاء آلية تحقيق بشأن الهجوم الكيمياوي على دوما السورية”، وقال إن على “روسيا والنظام السوري ضمان حماية المدنيين، في بلدة دوما وجميع المدن والبلدات السورية”، وفق ما نقلت وكالة (الأناضول) التركية.

أضاف دي ميستورا أنه تلقى تقارير “تحدثت عن القلق الكبير الذي ينتاب سكان حمص وإدلب ودرعا وقلمون، من أنهم قد يواجهون قريبًا مصير المدنيين في الغوطة الشرقية.. التقارير أفادت بتصعيد كبير للعنف والقتل والقصف الجوي لبلدة دوما، ابتداء من يوم الجمعة الماضي، إضافة إلى تقارير أخرى بشأن قصف مدينة دمشق”، موضحًا أن (جيش الإسلام) طلب منه “التوسط في إجراء مفاوضات عاجلة، لكن لم يكن هناك رد من الطرف الآخر، ويوم السبت، وصلتنا تقارير الهجوم الكيمياوي على دوما”.

تابع: “استخدام الأسلحة الكيمياوية أمرٌ يبعث القلق بشكل كبير، ويجب التحقيق بشكل مستقل ودقيق في تلك الهجمات”، موضحًا أن “المدنيين في سورية يدفعون ثمنًا باهظًا للغاية… لا يوجد حل عسكري؛ ويتعيّن على الجميع الالتزام بالوصول الإنساني، وفقًا لقرار مجلس الأمن 2401”.

في المقابل، حاول مندوب روسيا إلى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، تخفيف الغضب الدولي، وقال خلال جلسة مجلس الأمن إن بلاده “مستعدة لتهيئة الظروف أمام فريق تابع لمنظمة الأسلحة الكيمياوية، للتوجه فورًا إلى مدينة دوما”، مضيفًا: “فريق منظمة الأسلحة الكيمياوية يمكنه القيام بجمع المعلومات، وتحليل التربة، للتأكد من صحة تلك التقارير”. وأشار إلى أن بلاده “وزعت اليوم (أمس) على أعضاء المجلس مشروع قرار، بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سورية”.


جيرون


المصدر
جيرون