أبرزها المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران في سوريا.. رسائل عدة وراء قصف مطار "تيفور"



السورية نت - مراد الشامي

يحمل استهداف مطار "T4" العسكري التابع لنظام بشار الأسد شرق محافظة حمص رسائل عدة، لا سيما من إسرائيل التي قالت روسيا إن طائراتها هي من قصفت القاعدة العسكرية، كما أكدت إيران ذلك مع إعلانها أن القصف أودى بحياة 4 من مقاتليها كانوا في المطار.

وفي وقت مبكر من أمس الاثنين، تعرض مطار "T4" أو ما يُعرف باسم "الطياس" إلى قصف بالصواريخ، وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن 8 صواريخ أرض - جو أُطلقت من فوق الأراضي اللبنانية، مضيفةً أن "طائرتين إسرائيليتين من طراز F15 هما من نفذتا الضربة الجوية".

وحتى اليوم الثلاثاء 10 أبريل/ نيسان 2018، لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عن قصف قاعدة "T4" إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت ذلك، الأمر الذي أثار تساؤلات عن الرسائل من وراء هذه الضربة العسكرية لنظام الأسد وإيران.

انخراط أكبر

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية للكاتب "عاموس هرئيل"، اعتبرت الصحيفة أن إسرائيل لم تعد تترقب الأحداث في سوريا فحسب، بل "أصبحت فعالة أكثر بما يدور من حولها"، مشيرةً أن إسرائيل أصبحت تواجه إيران بشكل مباشر داخل الأراضي السورية.

وأسفر الهجوم على مطار "T4" عن مقتل 4 إيرانيين من قوات "الحرس الثوري" الذين يتواجدون في القاعدة التي بسطت طهران سيطرتها عليها خلال وجودها في سوريا منذ سنوات، وذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أسماء الجنود القتلى، في وقت تحدث فيه المرصد السوري، أن القصف أودى بحياة 14 جندياً من قوات إيران والأسد.

ويأتي القصف على القاعدة العسكرية كمؤشر ثاني على المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل في سوريا، فلم تكن هذه الضربة العسكرية الأولى من إسرائيل ضد القوات الإيرانية، إذ أنه في فبراير/ شباط الماضي قصفت طائرات إسرائيلية مطار "T4" مدمرة منصة لإطلاق طائرات بدون طيار تابعة لإيران، عقب إرسال الأخيرة واحدة من تلك الطائرات إلى داخل حدود الأراضي التي تحتلها إسرائيل قرب الحدود مع سوريا.

ووضعت صحيفة "هآرتس" القصف يوم أمس على القاعدة العسكرية الإيرانية في حمص ضمن 3 سياقات، الأول: النفوذ الإيراني - الروسي المتزايد في سوريا، والثاني هجوم الأسد الكيماوي على مدينة دوما، والثالث تلميحات إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بنيته سحب قواته الموجودة في سوريا.

تصعيد جديد

وفي ذات الاتجاه، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قصف إسرائيل لمطار "T4" أظهر تصعيداً آخر منها في المواجهة ضد إيران في سوريا، مشيرة إلى أن الصراع بين الطرفين يتصاعد بشكل مستمر "بينما كان مختبئاً في ظلال الحرب بسوريا"

ورأت الصحيفة أنه بينما استغلت إيران الفوضى في سوريا لبناء بنية تحتية عسكرية كبيرة لها هناك، فإن إسرائيل شنت عشرات الغارات الجوية في محاولة منها لإيقاف النفوذ العسكري الإيراني في سوريا أو تأخيره.

كما تحمل الضربة الأخيرة على قاعدة "T4" رسالة مباشرة من إسرائيل تؤكد فيها على رفضها بوجود ميليشيات إيرانية بالقرب من الحدود، فضلاً عن أن إسرائيل أكدت مراراً بأنها ستتحرك عندما تُستخدم أسلحة كيميائية في سوريا تُشعر إسرائيل بالخطر، حسب قولها.

تفاهمات معقدة

ومن ناحية ثانية، تشير الضربة إلى التغيير المستمر في قواعد الاشتباك داخل سوريا والتفاهمات الحاصلة بين الدول الفاعلة هناك، حيث قالت روسيا إن إسرائيل لم تبلغها أمس قبل قصف مطار "T4"، وادعى الكرملين أنه لم يتلقى إخطاراً "على الرغم من وجود خبراء روس هناك، حسب زعمه.

وكانت إسرائيل قد أعلنت عندما قصفت في أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي بطارية للدفاع الجوية تابعة لقوات الأسد في موقع "رمضان" شرق دمشق، أنها أبلغت روسيا بذلك قبل الضربة، في إطار التفاهم العسكري بين البلدين خشية أي تصادم داخل سوريا.

استمرار الغارات

وجاءت القصف الأخير على مطار "T4" بعد تحذيرات من إيران والأسد في شهر فبراير/ شباط من الرد على أية غارات إسرائيلية ستضرب قوات النظام بعد ذلك التاريخ، لكن ردة فعل النظام أمس الإثنين أثبتت عكس ذلك، ما يعيد الأمور إلى المربع الأول المتعلق بموقف النظام من الغارات الإسرائيلية، وهو الاكتفاء بالتنديد والشجب.

أما إيران فحتى الآن لا يبدو أنها بصدد الرد على الضربة الإسرائيلية التي قتلت 4 من جنودها، حيث اكتفت طهران بإدانة الغارات على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهران قاسمي، ولم يذكر الأخير أي مؤشر على رد إيراني محتمل.

ويعتقد محللون أنه بينما يظن نظام الأسد بأنه في طريقه إلى "الحسم" داخل سوريا، فإن الوقائع تشير إلى أن البلد الذي أصبح ساحة صراع لدول كبرى، سيتواصل فيه التوتر والتصعيد ما بقي الأسد بالسلطة، وطالما استمرت إيران في تعزيز نفوذها العسكري والسياسي بسوريا، خصوصاً مع تبني الإدارة الأمريكية مواقف أكثر تشدداً اتجاه طهران، وعزم إسرائيل على إبعاد خطر الميليشيات الإيرانية عن حدود الأراضي التي تحتلها.

اقرأ أيضا: خيارات عدة أمام "ترامب" للرد على هجوم دوما.. وواشنطن تدرس رداً جماعياً ضد الأسد




المصدر