استراتيجية (داعش) تربك النظام في البادية السورية



أكد المقدم مهند الطلاع، قائد (جيش مغاوير الثورة)، أنّ “(الجيش الحر) في التنف لن يتحرك لقتال تنظيم (داعش) في البادية؛ ما دام التنظيم يهاجم مناطق النظام والروس، لأن محاربة التنظيم هي مسؤوليتهم، وهم من سهلوا تحركاته”.

أضاف الطلاع، في حديث إلى (جيرون): “لكن إذا حاول التنظيم أو النظام الاقتراب من منطقة انتشارنا؛ فسيكون ردنا سريعًا، وإذا تمكنت (داعش) من السيطرة على نقاط في البادية وانسحب النظام؛ فسنتحرك -بالتأكيد- للسيطرة عليها وطرد التنظيم”.

اتهم الطلاع النظامَ وحلفاءه الروس والإيرانيين، بـ “الكذب في إعلانهم السابق القضاء على التنظيم الإرهابي، وهذا يدل على دورهم في تسهيل تحركات التنظيم في البادية، وهناك احتمال حدوث تغييرات في الخريطة؛ لأن التنظيم يضرب في البادية، ولكنه لا يستقر في مكان معين”.

تأتي تصريحات الطلاع، في ظل تزايد هجمات (داعش)، على مواقع النظام في البادية السورية، حيث هاجم، ليلة أمس الأحد، مواقع لقوات النظام على طريق تدمر دير الزور قرب بلدة السخنة، كما هاجم، قبل يومين، مواقع في منطقة (السبع بيار) وحاجز (ظاظا)، على طريق بغداد دمشق قرب مطار (السين) العسكري.

وسائل إعلام تابعة للنظام سارعت، صباح اليوم الإثنين، إلى الإعلان أن التنظيم بدأ يتقدم فجر اليوم، مستغلًا الضربات الصاروخية التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على مطار (تي فور) العسكري، في حين أن ذروة هجمات التنظيم كانت قبل أربعة أيام، دون أي اعتراف من النظام بهذه الهجمات سابقًا.

محمد العايد، مدير شبكة تدمر الإخبارية، أوضح لــ (جيرون) أن “التنظيم بدأ بمهاجمة بادية حمص، منذ يومين، وسيطر على (حاجز ظاظا) ومنطقة (السبع بيار)، بعد انسحاب قوات النظام منها، حيث تشكل هذه المنطقة عقدة مواصلات، وتقع على طريق بغداد دمشق، وتجاور مطار (السين) العسكري”.

ينتشر تنظيم (داعش) حاليًا في بادية دير الزور الجنوبية، قرب مدينتي البوكمال والميادين، ويشن هجمات مباغتة على حواجز قوات النظام ونقاطه العسكرية، في تلك المنطقة، حيث أكد ناشطون أن التنظيم استولى، الأسبوع الماضي، على رتل لقوات النظام مكون من 15 شاحنة محملة بالسلاح.

حاول النظام، بعد سيطرته على مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، فتح ثغرة للتنظيم للانتشار في الصحراء الجنوبية؛ بهدف دفعه إلى الهجوم على منطقة الـ 55 كيلومتر، التي تنتشر فيها القوات الأميركية وفصيل (جيش مغاوير الثورة)، قرب مطار التنف، ولكن الطائرات الأميركية والقوات البرية منعت أي تقدم للتنظيم، في هذه المنطقة؛ ما دفعه إلى التراجع ومهاجمة مواقع وحواجز النظام في البادية، بحسب العايد.

المساحات الواسعة للبادية السورية التي تمتدّ، من تخوم ريف دمشق وريف حمص في الجنوب الغربي، حتى نهر الفرات في الشمال الغربي والحدود العراقية جنوبًا، تمنح التنظيم حرية الحركة؛ ما يشكل ضغطًا كبيرًا على النظام وقواته في تلك المنطقة، حيث باتت هجمات التنظيم تهدد الطرق الرئيسة الواصلة بين دمشق وتدمر، وتدمر ودير الزور، ودمشق بغداد؛ ما يهدد بتقطيع أوصال مناطق سيطرة النظام، وسط وشرق سورية.

أوضح العايد أن “تنظيم (داعش) بات يستغل عدة أمور، لتحقيق ضربات مباغتة وموجعة ضد قوات النظام في البادية وهي: عدم استهدافه من طيران التحالف خارج حدود منطقة الـ 55 قرب معبر التنف، وعدم خبرة ميليشيات النظام بالطبيعة الجغرافية للبادية السورية، بعكس مقاتلي التنظيم الذين يمتلكون خبرة واسعة في قتال البادية، مستفيدين من دروس معاركهم في صحراء الأنبار العراقية، كما يستفيد التنظيم من عدم قدرة الرادارات الروسية على كشف تحركاته، حيث تمّ تسجيل عدة غارات للطيران الروسي على مواقع بعد مهاجمتها من قبل التنظيم بساعات”.

يذكر أن تنظيم (داعش) خسر معظم مناطق سيطرته في سورية والعراق، خلال عام 2017، نتيجة غارات التحالف الدولي، ولكنه ما زال يحتفظ بجيوب محدودة في دير الزور ودرعا والبادية السورية، إضافة إلى مخيم اليرموك والحجر الأسود وجزء من حي القدم جنوب العاصمة دمشق.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون