الأهداف المُحتمل أن تقصفها أمريكا لمعاقبة الأسد.. ما تأثيرات الضربة المتوقعة ومن قد يشارك بها؟



السورية نت - مراد الشامي

تترقب الأطراف المتعددة في سوريا ووسائل الإعلام، القرار الذي سيتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرد على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات نظام بشار الأسد في مدينة دوما، لا سيما وأن ترامب وصف قراره المقبل بأنه "حاسم"، وأنه سيُتخذ خلال الساعات المقبلة.

وحتى الآن، تشير توقعات وتحليلات إلى درجات متفاوتة من الرد الأمريكي، بعضها عسكرية وأخرى سياسية، إلا أنه لا يستطع أحد التنبؤ بحجم الرد المقبل الذي اختلفت حوله التحليلات في أن يكون كبيراً وذات تأثير سلبي واسع على النظام وحلفائه، أو صغيراً على سبيل "حفظ أمريكا لماء الوجه".

وأمس الإثنين، قال مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز إن الولايات المتحدة تدرس رداً عسكرياً جماعياً ضد نظام الأسد، في وقت أدرج فيه خبراء عدة منشآت رئيسية كأهداف محتملة فيما لو أقدم ترامب بالفعل على على رد عسكري ضد الأسد.

ورفض مسؤولون أمريكيون الكشف عن أي خطط لطبيعة الرد الأمريكي، لكنهم أقروا بأن "الخيارات العسكرية قيد التطوير"، بحسب ما نقلت عنهم رويترز، وأضافت الأخيرة أن وزارتا الدفاع (البنتاغون) والخارجية الأمريكيتان رفضتا التعليق على خيارات محددة أو ما إذا كان العمل العسكري محتملاً.

خيارات محتملة

ووسط التكتم الأمريكي، تحدث "خبراء في الحرب بسوريا" عن الاحتمالات المقبلة لشكل الرد الأمريكي والدول التي قد تشارك الولايات المتحدة في أي تحرك عسكري مقبل.

ويعتقد الخبراء أن تركز الضربات الأمريكية - إذا وقعت - على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، وأشاروا إلى ضربات محتملة تشمل قاعدة الضمير الجوية، التي توجد بها الطائرات "الهليكوبتر" من طراز مي-8 التابعة لقوات الأسد، والتي تلعب دوراً كبيراً في رمي القذائف على المدنيين، ومن بينهم الموجودون في دوما.

وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز، بأنه لا علم له بأي قرار بتنفيذ ضربة انتقامية، لكنه ذكر أن أي خطط لهجوم محتمل قد تركز على أهداف مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري، بينما سيسعى لتفادي أي شيء قد يؤدي إلى انتشار غازات سامة في مناطق مدنية.

وتشير التوقعات إلى أن ضربة أكثر قوة قد تستهدف قاعدة "حميميم" الجوية التي تسيطر عليها روسيا، والتي حدد البيت الأبيض في بيان في الرابع من مارس/ آذار الماضي أنها نقطة انطلاق لمهام القصف التي تنفذها الطائرات العسكرية الروسية في دمشق والغوطة الشرقية.

تأثيرات مختلفة

وتوقعت جينفر كافاريلا من معهد "دراسات الحرب" في واشنطن، أن يشتمل رد الولايات المتحدة العسكري ضد نظام الأسد على 3 خيارات:

- ضربة عسكرية محدودة للغاية ضد نظام الأسد، كتلك التي وجهتها القوات الأمريكية في أبريل/ نيسان 2017 على قاعدة "الشعيرات" العسكرية في ريف حمص، عقب هجوم بالغازات السامة على مدينة خان شيخون بريف إدلب (أودت بحياة ما لا يقل عن 100 شخص، وأصابت نحو 500 آخرين).

لكن كافاريلا أشارت إلى أن الجانب السلبي في هذا النوع من الضربات فشل في ردع نظام الأسد.

- ضربات أشد تدميراً تستهدف نظام الأسد، كاستهداف العديد من المطارات التابعة لقوات النظام، وقواعد عسكرية، مع تحذير روسيا مُقدماً قبل شن الهجوم، وعلقت كافاريلا على هذا الخيار قائلةً إن "الجانب السلبي أن هذه الضربات قد لا تؤذي حلفاء الأسد، وبالتالي لن تؤثر على عزيمته".

- ضربات تؤثر على الأسد وحلفائه، كاستهداف قواعد إيران وروسيا في سوريا، أو مراكز القيادة والسيطرة. واعتبرت كافاريلا أن الجانب السلبي بهذه الضربات، هو أن روسيا سبق وأن قالت إنها سترد على الضربات التي تُعرض حياة جنودها في سوريا للخطر.

الدول  المُحتمل مشاركتها

وتوقع الخبراء أن تشارك فرنسا، وبريطانيا وحلفاء في الشرق الأوسط في العملية العسكرية الأمريكية، "والتي ستستهدف منع أي استخدام للأسلحة الكيماوية مستقبلاً في سوريا"، حسب قولهم.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر في فبراير/ شباط الماضي من أن باريس ستوجه ضربة ضد نظام الأسد، إذا انتهك الأخير المعاهدات التي تحظر الأسلحة الكيماوية.

كما أبلغت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس الصحفيين، أن بلادها "تفضل البدء بتحقيق ملائم"، لكنها شددت على أن كل الخيارات مطروحة، وعلى أن لندن على اتصال وثيق بحليفتيها الولايات المتحدة وفرنسا.

وقال حسن حسن الباحث الكبير في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط: "الأمر يعتمد على مدى جديتهم (إدارة ترامب)".

تحذير روسي

عندما أطلقت الولايات المتحدة صواريخ على قاعدة "الشعيرات" الجوية، حذرت أمريكا روسيا قبيل تلك الضربات تجنباً لقتل جنود روس، الأمر الذي لم يولد فيما بعد رداً روسياً.

بيد أن ترامب شدد هو وكبار مستشاريه في الأسابيع القليلة الماضية على تواطؤ روسيا في الأفعال التي يرتكبها الأسد. وانتقد ترامب يوم الأحد الفائت بوتين بالاسم لمساندته "الأسد الحيوان"، كما وصفه.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أمس الاثنين، إن موسكو حذرت الولايات المتحدة من "تداعيات خطيرة" إذا هاجمت قوات الأسد.

ونبهت كافاريلا إلى حاجة واشنطن للاستعداد للرد، خاصة إذا ألحقت الضربات الأمريكية أضراراً عسكرية بإيران أو روسيا، وقالت: "على الولايات المتحدة التفكير فيما إذا كان الأسد والروس والإيرانيون سيصعدون ضد القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا رداً (على الضربات)".

وأضافت أن نظام الأسد "ربما كشف أمس الاثنين عن نواياه إزاء كيفية رده على ضربة أمريكية محدودة، عندما أسقطت الدفاعات الجوية للنظام خمسة من ثمانية صواريخ أطلقتها ما يشتبه بأنها طائرات حربية إسرائيلية"، وفق قولها، ولم تسقط الدفاعات الطائرات المهاجمة.

وفي ذلك الوقت، وردت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن الجيش الأمريكي هو من نفذ الضربة، لكن "البنتاغون" نفى ذلك، وعلقت كافاريلا على ذلك قائلة: "أعتقد أن ذلك يخبركم بشيء عن قواعد الاشتباك".

اقرأ أيضا: موالون ينفجرون غضباً في وجه حكومة الأسد: ضحكوا علينا في ملف "المفقودين" (فيديو)




المصدر