غضب في الأروقة الدولية.. مجلس الأمن يبحث اليوم الكيمياوي على دوما



أثار الهجوم الذي شنه النظام السوري على مدينة دوما بريف دمشق بالغازات السامة، وقد خلف أكثر من 150 قتيلًا وعشرات الجرحى، غضبًا واسعًا في الدوائر الدولية؛ الأمر الذي قاد إلى انعقاد قمة طارئة في مجلس الأمن اليوم، لبحث هذا الهجوم.

قالت نيكي هايلي، مندوبة واشنطن إلى الأمم المتحدة: إن جلسة طارئة في مجلس الأمن ستعقد اليوم الإثنين، لبحث “الهجوم الكيمياوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق”، مضيفة في بيان لها أن “هناك تقارير عن وقوع هجوم كيمياوي في سورية”، عادّة أن “استخدام الأسلحة الكيمياوية أصبح أمرًا شائعًا، لإيذاء وقتل المدنيين الأبرياء في سورية”.

شددت المسؤولة الأميركية على ضرورة “تضامن مجلس الأمن، وإجراء تحقيق مستقل في ما حدث، ومساءلة المسؤولين عن هذا الفعل الفظيع”، موضحة أن بلادها تدعم “آلية مستقلة ومحايدة جديدة؛ للتحقق من استخدام السلاح الكيمياوي في سورية”، وفق ما نقلت وكالة (الأناضول).

جاء ذلك بالتزامن مع تهديدات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحق النظام السوري، حيث قال في تغريدة له عبر (تويتر): إن الأسد سيدفع “فاتورة كبيرة”، لشنه هجومًا بالسلاح الكيمياوي، وأضاف: “يحيط الجيش السوري بالمنطقة؛ ما يجعلها غير متاحة تمامًا للعالم الخارجي”. وحمّل ترامب روسيا وإيران المسؤوليةَ لدعمهم النظام، وعقّب: “لو أن الرئيس السابق باراك أوباما نفّذ تهديداته المتعلقة بالخطوط الحمراء؛ لانتهت الكارثة منذ وقت طويل.. ولكان الحيوان الأسد من الماضي”.

من جانب آخر، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يدين “بشدة” الهجوم الكيمياوي الذي نفذه النظام السوري، وأكد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره ترامب؛ واتفقا “على عقد لقاء ثنائي بهذا الشأن، خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وأصدرا تعليماتهما لتكثيف التحقيقات، حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمياوية”.

في السياق، قال الاتحاد الأوروبي، في بيان له أمس الأحد، إنه “يدين بأقوى العبارات استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين، ويطالب المجتمعَ الدولي برد فوري”، موضحًا أن “الدلائل تشير إلى أن النظام السوري شن هجومًا كيمياويًا آخر”. وأكد الاتحاد أن “على حليفي الأسد -روسيا وإيران- استخدام نفوذهما، لمنع مثل تلك الاعتداءات مستقبلًا، وضمان وقف الأعمال العدائية وتخفيف حدة العنف… حماية المدنيين لا بدّ أن تظل أولوية مطلقة”.

كما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “ازدواجية الغرب، وصمته أمام المجازر التي يرتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية”، وقال في كلمة له أمس الأحد: “للأسف استُشهد أطفال بالغوطة الشرقية، أين أنت أيها الغرب؟ لماذا لا نسمع صوتك الذي كنت ترفعه، عندما نقتل الإرهابيين في عفرين؟”، بحسب وكالة (الأناضول).

إلى ذلك، عدّ السيناتور الأميركي جون ماكين أن “التقاعس الأميركي جرَّأ نظام بشار الأسد على شن هجوم كيمياوي على الشعب السوري”، داعيًا في بيان له نشره على حسابه في (تويتر)، أمس الأحد، الرئيسَ ترامب إلى الردّ بحسم على هذا الهجوم.

ربط ماكين هذا الهجوم بتصريحات ترامب التي تدعو إلى الانسحاب من سورية، وقال: “سمِعوا ترامب، عندما أشار الأسبوع الماضي إلى خطة انسحاب القوات الأميركية من سورية؛ فتجرؤوا على ارتكاب هجوم كيمياوي”، مضيفًا أن “الجرائم ضد الإنسانية أصبحت علامة لنظام الأسد”.

في المقابل، ادّعى النظام السوري أنه ليس مسؤولًا عن الهجوم، ونقلت وكالة (سانا) التابعة له عن مصدر في وزارة الخارجية قوله: إن “مزاعم استعمال السلاح الكيمياوي باتت أسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين، وتدعم الإرهاب في سورية”، زاعمًا أنه “في كل مرة، يتقدم الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب، تظهر مزاعم استخدام الكيمياوي لاستخدامه كذريعة لإطالة أمد عمر الإرهابيين في مدينة دوما”، وفق تعبيره.

بالتزامن مع ذلك، قالت الخارجية الروسية إن طائرات إسرائيلية استهدفت مطار التيفور وسط سورية بغارات جوية، موضحة في بيان لها أن “طائرتين إسرائيليتين من طراز إف-15، شنتا ضربات بـ 8 صواريخ على مطار التيفور”، وفق ما نقلت وكالة (إنترفاكس) الروسية.

أضافت الوزارة أن “الدفاع الجوي السوري اعترض 5 صواريخ”، في حين أن “3 صواريخ وصلت إلى الجزء الغربي من المطار”. كما أشارت الوكالة إلى أن النائب الروسي فلاديمير دزهبروف، طلب “من الجانب الإسرائيلي توضيح سبب الهجوم”، الذي رأى أنه “غير مبرر، ومن شأنه أن يعقّد الأزمة السورية”.


جيرون


المصدر
جيرون