أمريكا وبريطانيا وفرنسا تُقدم مبرراتها لضرب نظام الأسد.. وروسيا: نتوقع كل شيء



السورية نت - مراد الشامي

عرضت أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، حججها المساندة لشن عمل عسكري ضد نظام بشار الأسد، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة، في حين قال مندوب روسيا إن موسكو تلحظ مواصلة استعدادات عسكرية وصفها بـ"الخطيرة" لشن عمل عسكري ضد النظام بسوريا.

واجتمع مجلس الأمن، الجمعة، للمرة الرابعة هذا الأسبوع بشأن سوريا، في حين يبحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام بعمل عسكري، رداً على استهداف قوات الأسد للمدنيين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، مستخدمة أسلحة كيميائية، ما أسفر عن وفاة عشرات المدنيين وإصابة مئات آخرين.

دليل على هجوم الكيماوي

وقالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، نيكي هيلي، إن ترامب لم يتخذ قراراً بعد بشأن إجراء محتمل في سوريا"، مضيفةً: "لكن إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها التحرك في سوريا، فسيكون ذلك دفاعا عن مبدأ نتفق عليه جميعاً".

وتابعت قائلة: "جميع الدول والشعوب سوف تتضرر إذا سمحنا للأسد بجعل استخدام الأسلحة الكيماوية أمراً طبيعياً". مؤكدةً أن أن تقديرات واشنطن تشير إلى أن الأسد استخدم أسلحة كيماوية 50 مرة على الأقل خلال السنوات السبع الماضية.

وفي ذات السياق، قال البيت الأبيض، الجمعة، إن الولايات المتحدة واثقة تماماً بأن نظام الأسد نفذ هجوماً كيماوياً في دوما يوم السبت 7 أبريل/ نيسان 2018، قائلاً إن المعلومات الأمريكية تظهر أن مزاعم روسيا بأن الهجوم مختلق غير صحيحة.

من جانبه، قال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إن نظام الأسد "وصل إلى نقطة اللاعودة"، وأضاف أن "فرنسا سوف تتحمل مسؤوليتها لإنهاء هذا التهديد غير المقبول لأمننا الجماعي".

وفي نبرة تصعيدية، قالت كارين بيرس مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة إن "نقض روسيا للقرارات ودعمها لأفعال النظام السوري ضد شعبه ليس أمرا خطيرا فحسب، لكنه في النهاية يضر أمننا.. سيسمح هذا لتنظيم داعش بإعادة تأسيس نفسه".

ويقول دبلوماسيون إن أي دول تنفذ ضربة على سوريا بسبب استخدام أسلحة كيماوية بإمكانها أن تدافع عما فعلته بموجب البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يؤسس للحق الفردي أو الجماعي للدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح.

دعوة للتهدئة

ووسط تحذيرات غربية لروسيا والأسد، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أن خبراء الأسلحة الكيماوية الدوليين وصلوا إلى سوريا للتحقق من استخدام أسلحة كيماوية، لكن ليس لتحديد المسؤول عن استخدامها.

وانتهى تحقيق دولي، أمر به مجلس الأمن في 2015 لتحديد المسؤولين عن مثل تلك الهجمات في سوريا، في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لمنع ثلاث محاولات لتجديد تفويضه في المجلس.

وحثت نحو 45 جماعة معنية بالإغاثة وحقوق الإنسان جوتيريس، اليوم الجمعة، على تعيين فريق من المحققين لتحديد المسؤول عن الهجمات بالغاز السام في سوريا.

وحث جوتيريس جميع الدول على "التصرف بمسؤولية في تلك الظروف الخطيرة". وأضاف" "زيادة التوتر وعدم القدرة على التوصل إلى حل وسط بشأن إنشاء آلية للمحاسبة يهدد بتصعيد عسكري شامل".

"نتوقع كل شيء"

وبعد أيام من تحذير موسكو للولايات المتحدة من مغبة عمل عسكري ضد نظام الأسد، ناشد، اليوم الجمعة، مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، بإعادة النظر في أمر شن عمل عسكري.

وأشار فاسيلي إلى أن روسيا تلحظ مواصلة استعدادات عسكرية لعمل عسكري وصفه بـ"غير مشروع ضد دولة ذات سيادة، فيما سيمثل انتهاكا للقانون الدولي"، على حد قوله.

وزعم أن الدول الغربية ما يعنيها هو "الإطاحة بالحكومة السورية وبشكل أشمل تحجيم روسيا الاتحادية".

وفي تعليقه على احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة لنظام الأسد، قال فاسيلي: "لا أستبعد وقوع أي شيء في سوريا""، مضيفاً: "يحدوني الأمل في أن تنجح الاتصالات مع الولايات المتحدة الجارية حالياً من خلال القنوات المناسبة (لم يحددها)".

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن زيارة وفد من منظمة الأسلحة الكيمائية إلى سوريا، أوضح السفير الروسي أن بلاده "سوف توفر الأمن لأعضاء الفريق خلال تواجده في دوما (بالغوطة الشرقية)"، حسب قوله.

وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اليوم، في بيان، أن فريقا من لجنة تقصي الحقائق يبدأ، غدا، عمله في سوريا، للتحقيق في الهجوم الكيميائي على مدينة دوما.

اقرأ أيضا: تصريح لروسيا عن الأسد يُغضب أنصاره ويدفعهم لإطلاق الشتائم: ليس رجُلاً لنا فقط




المصدر