الأسد يعلق على التحذيرات باستهداف نظامه عسكرياً.. وأمريكا ودول أوروبية تتلكأ بشأن الضربة



السورية نت - مراد الشامي

قال رأس النظام في سوريا بشار الأسد، اليوم الخميس، في أول تعليق له عقب تحذيرات أمريكا ودول أوروبية بضرب قواته، إن أي تحركات محتملة ستؤدي إلى "مزيد من زعزعة الاستقرار"، في وقت أظهرت فيه واشنطن تلكؤها بشأن الضربة المحتملة.

وجاء تصريح الأسد خلال استقباله المستشار الأعلى لقائد "الثورة الإسلامية الإيرانية" للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، قال الأسد: "مع كل انتصار يتحقق في الميدان، تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث"، حسب قوله.

وأضاف وفق ما نشرته حسابات "الرئاسة السورية" على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين".

وجاءت التهديدات بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، عقب ارتكاب قوات الأخير مجزرة بالسلاح الكيماوي في مدينة دوما يوم السبت الفائت، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 40 مدنياً وإصابة مئات آخرين، وفقاً لما قاله مسعفون وأطباء.

وهاجم الأسد تحذيرات أمريكا ودول أوروبية لنظامه، واعتبر أنها "تختلق الأكاذيب"، حسب تعبيره، على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية أن نحو 500 شخص في مدينة دوما توجهوا إلى منشآت طبية وبدت عليهم "علامات وأعراض تتفق مع التعرض لكيماويات سامة".

تلكؤ أمريكي وفرنسي

وبعد تحذيرات متكررة من الرئيس ترامب بقصف نظام الأسد، وتحديه لروسيا التي توعدها بصواريخ "ذكية" لا يمكن للقوات الروسية التصدي لها، عاد الرئيس الأمريكي ليعلن في تغريدة جديدة، اليوم الخميس، أنه لم يحدد وقتاً محدداً لبدء تنفيذ ضربة عسكرية ضد نظام الأسد.

وقال ترامب: "لم أقل قط متى سيُشن هجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جداً أو غير قريب على الإطلاق"، مضيفاً: "على كل حال، قامت الولايات المتحدة في ظل إدارتي بعمل رائع عبر تخليص المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية. أين شكراً أمريكا؟".

وفي السياق ذاته، أضفت روسيا ضبابية على احتمال مشاركتها في ضربة عسكرية لنظام الأسد مع الولايات المتحدة، حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إن باريس لم تتخذ قرارها بعد بشأن توجيه الضربة.

وقال ماكرون إن فرنسا ستتخذ قرارها فور الانتهاء من جمع كل المعلومات الضرورية عن الهجوم الذي تعرض له المدنيون في دوما، مضيفاً: "سيكون علينا اتخاذ قرارات عندما يحين الوقت الملائم لذلك، عندما نخلص إلى أنه القرار الأكثر نفعا وفعالية".

أما ألمانيا، فجزمت على لسان مستشارتها أنغيلا ميركل بأنها لن تشارك في أي ضربة عسكرية متوقعة لنظام الأسد، وقالت ميركل بعد لقائها مع رئيس الوزراء الدنمركي لارس لوك راسموسن في برلين "ألمانيا لن تشارك في أي تحرك عسكري"، مضيفةً: "لكننا ندعم كل ما يتم القيام به لتأكيد أن استخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبول".

مشاورات في بريطانيا

في غضون ذلك، استدعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كبار وزرائها، لحضور اجتماع حكومي خاص اليوم الخميس، لمناقشة الانضمام إلى الولايات المتحدة وفرنسا في عمل عسكري محتمل ضد نظام الأسد.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" إن ماي مستعدة لاتخاذ قرار المشاركة في التحرك بقيادة الولايات المتحدة دون طلب موافقة مسبقة من البرلمان.

وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن ماي "أمرت غواصات بالتحرك بحيث تكون على مسافة تتيح لها إطلاق صواريخ على سوريا"، مشيرةً أن رئيس الوزراء لم تتوصل إلى قرار نهائي بشأن مشاركة بريطانيا في الضربات المحتملة.

"محاسبة المسؤولية"

ودخل حلف شمال الأطلسي على خط المواقف الدولية المنددة بالهجوم الكيماوي على دوما، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، اليوم الخميس، إن المسؤولين عن الهجوم بغاز سام في سوريا يجب أن يحاسبوا".

وأضاف ستولتنبرج: "ندين بأقوى العبارات استخدام الأسلحة الكيميائية. ندعو النظام السوري وداعميه للسماح بوصول المساعدات الطبية الدولية والمراقبين الدوليين بشكل كامل ودون عوائق".

يُشار إلى أن نظام الأسد وروسيا كثفا يومي الجمعة والسبت الفائتين من هجومها على دوما، وانتهى هذا التصعيد بمجزرة الكيماوي التي أودت بحياة عشرات المدنيين، ليُعلن بعد ذلك عن اتفاق لإجلاء مقاتلي "جيش الإسلام" إلى شمال سوريا، ولتصبح بذلك الغوطة الشرقية تحت سيطرة النظام بشكل كامل.

 




المصدر