“الإنقاذ الدولية”: على ترامب فعل المزيد حيال السوريين



قالت أماندا كاتانزانو، مديرة لجنة الإنقاذ الدولية: “مع قيام إدارة ترامب وحلفائها بإعداد إجراءات عقابية ضد النظام السوري، ردًا على الهجوم الكيمياوي الذي أودى بحياة العشرات في مدينة دوما، يجب أن يكون هناك استراتيجية متماسكة وحاسمة خارج نطاق العمل العسكري”.

ذكرت كاتانزانو، في بيان أمس الخميس، أن “استجابة الولايات المتحدة التكتيكية، لهجوم خان شيخون الكيميائي الذي وقع في الرابع من نيسان/ أبريل 2017، وأودى بحياة أكثر من 100 مدني وإصابة 400 آخرين، لم تغيّر حسابات الأطراف المتحاربة في سورية، ولم تجعل السوريين أكثر أمنًا”. وأضافت: “من الحماقة الاعتقاد بأن التكتيكات نفسها سيكون لها نتيجة مختلفة الآن، وبخاصة مع تزايد تعقيد الوضع على الأرض”.

ترى مديرة (الإنقاذ الدولية) أن “الضربة العسكرية التي من المحتمل أن توجهها الإدارة الأميركية وحلفاؤها للنظام السوري، من الممكن أن تؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، في حال لم تكن هذه الضربة حاسمة ومدروسة بشكل جيد”. وأضافت: “كما أن هذه الضربة من الممكن أن تضر المدنيين أكثر من النظام نفسه، وربما تجعل عملية إغاثة المدنيين السوريين أكثر صعوبة. وهذا شيء لمسناه سابقًا، ففي كل مرة يقع فيها تصعيد عسكري، يقوم النظام بالانتقام من المدنيين، ويمنع المنظمات الإنسانية من مساعدتهم”.

أكدت أماندا كاتازانو أن (لجنة الإنقاذ الدولية) تشعر بالغضب إزاء المعاناة التي لا يمكن تصورها، والتي يتحملها المدنيون السوريون منذ أكثر من سبع سنوات. وحثّت إدارةَ ترامب على توجيه هذا الغضب بشكل بنّاء، وأن تقود المجتمعَ الدولي نحو استراتيجية تضع مصالح السوريين أولًا، بدلًا من الاستمرار في الاستجابة الهشة والمفككة التي قام بها الغرب تجاه سورية، على مدى السنوات الماضية.

حذرت مديرة (الإنقاذ الدولية) من “مصير سيئ قد يواجه المدنيين الذين ما زالوا يعيشون في مناطق تسيطر عليها المعارضة، مثل حمص وإدلب، كالحصار الوحشي والتجويع ومن ثم الاستسلام. وهو نمط استخدمه النظام السوري مرات عدة، وأفلت من العقاب”.

وتابعت: “مع وصول مجلس الأمن الدولي مرة أخرى إلى طريق مسدود؛ فإن المساءلة عن جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين السوريين ستتضائل. يجب أن تكون المساءلة عن جرائم الحرب، ومن ضمنها استخدام الأسلحة الكيميائية، محورًا عاجلًا لمجلس الأمن”.

أوضحت كاتانزانو: “إذا كانت إدارة ترامب تهتم حقًا بمصير السوريين؛ فبإمكانها أن تفعل أشياء كثيرة حيال ذلك، كتسهيل إجراءات إعادة توطين اللاجئين السوريين”. مشيرةً إلى أنه، حتى الآن، عدد السوريين الذين قُتلوا من جراء الهجوم الذي وقع في دوما مؤخرًا، أكثر من عدد الذين تمّت إعادة توطينهم في الولايات المتحدة.

بحسب تقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، لم تقبل الولايات المتحدة سوى 11 لاجئًا سوريًا، في الأشهر الخمسة الماضية. وهذا الرقم يشير إلى القيود الصارمة التي تفرضها إدارة ترامب على اللاجئين السوريين.

ونقلت الصحيفة عن عضو الكونغرس ديفيد برايس، وهو ديمقراطي من نورث كارولينا، قوله: “لقد سمعت تقارير عن عوائق إدارية لا حصر لها، ونقص في عدد الموظفين المناسبين، وإعادة التحويل البيروقراطي للأوراق، والتخفيضات الحادة في المقابلات الخارجية، وتعزيز إجراءات التدقيق، وتعزيز الإجراءات الأمنية”. وأضاف: “نحن نفعل ذلك في وقتٍ تستمر فيه الحروب والاضطهادات المميتة، في سورية وجميع أنحاء العالم، وتنتج أناسًا يائسين”.

دعت كاتانزانو، القوى الغربية إلى إظهار اهتمام وعزيمة رفيعي المستوى في مؤتمر بروكسل حول مستقبل سورية، الذي سيعقد في غضون أسبوعين، وإعادة الانخراط في إيجاد حل للأزمة السورية عبر جنيف، بدلًا من السماح للدول التي تقف وراء محادثات أستانا، بمواصلة قيادتها للوضع في سورية.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون