تقرير عن الثلث الأول من شهر نيسان/ أبريل 2018



المحتويات

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

ثانيًا: الضحايا

بيانات عن الضحايا أخبار عن الضحايا

ثالثًا: التغييب القسري

أخبار عن التغييب القسري

رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات

أخبار عن النزوح والتهجير أخبار عن اللجوء والجاليات

خامسًا: المشهد الميداني

تطورات المشهد الميداني في المناطق الساخنة تطورات المشهد الميداني في مناطق عمليات غصن الزيتون تطورات المشهد الميداني في باقي المناطق خرائط السيطرة والنفوذ

سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية

عام مسار جنيف مسار آستانة

عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة

الولايات المتحدة الأميركية روسيا الاتحادية دول الاتحاد الأوروبي الدول العربية إيران تركيا إسرائيل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمنظمات ذات الصلة أخرى

حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية

ثاني عشر: تقدير موقف وتوقعات حول أهم المستجدات السياسية والعسكرية

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

نبدأ، كعادتنا، بالضحايا، فقد رصدنا سقوط 471 قتيلًا هذه المدة، 55 بالمئة منهم من المدنيين، 31 بالمئة من هؤلاء المدنيين (81 قتيلًا) هم من الأطفال، و21 بالمئة من النساء.

ريف دمشق، بل الغوطة الشرقية بصورة خاصة، ومدينة دوما بشكل أخص، ما زالت في الصدارة من حيث عدد القتلى، حيث سقط على أرضها 168 قتيلًا، نسبتهم 36 بالمئة إلى مجموع القتلى، وغالبيتهم العظمى من المدنيين (94 بالمئة) بسبب استهداف النظام للمدنيين تحديدًا في حربه على المنطقة. وقد سقط قتلى المنطقة جميعهم بسلاح الطيران الذي استخدم هذه المرة، إضافة إلى البراميل والصواريخ التقليدية، السلاح الكيماوي، ما أودى بحياة 60 مدنيًا على الأقل، وإصابة نحو 1000 آخرين.

دير الزور تلي ريف دمشق في الترتيب على سلم الضحايا، فقد سقط على أرضها 112 قتيلًا، جميعهم من المقاتلين، وهم موزعون بين قوات النظام، وقوات سوريا الديمقراطية، ومقاتلي تنظيم الدولة. والسبب طبعًا هو المعارك الدائرة مع بقايا التنظيم في الريف الشرقي لدير الزور.

بعد دير الزور تأتي كل من دمشق وحمص، بعدد من القتلى، وقدره 53 شخصًا لكل محافظة، ففي دمشق يتوزع القتلى بين 19 قتيلًا مدنيًا، سقط معظمهم بسبب القذائف التي تسقط على المدنيين في أحياء دمشق، و34 قتيلًا عسكريًا سقطوا في جنوب دمشق، خاصة في حي القدم حيث تدور المعارك بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة الذين يسيطرون على الحي. أما عن حمص فالقتلى معظمهم (83 بالمئة) من العسكريين، وهؤلاء سقطوا غالبًا في الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة في منطقة السبع بيار في ريف حمص الجنوبي الشرقي. أما الباقون فهم من قوات النظام والقوات الإيرانية المتحالفة معها (7 قتلى إيرانيون)، وسقطوا بسبب الضربة الجوية الإسرائيلية على مطار T4 العسكري بريف حمص الشرقي.

في المرتبة الخامسة تأتي إدلب، فقد سقط على أرضها 50 قتيلًا، غالبيتهم العظمى من المدنيين، ونسبة النساء والأطفال بينهم 66 بالمئة. أما السبب الرئيس فهو انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة إدلب.

نترك الضحايا ونذهب إلى المشهد الميداني، ونكتفي بالملف الملتهب؛ غوطة دمشق التي لم يبق منها تحت سيطرة المعارضة المسلحة (جيش الإسلام) سوى مدينة دوما. فقد مضت الأيام الأولى من هذه المدة (الأيام العشرة الأُوَل من نيسان) بحالة هدوء نسبي بالتزامن مع المفاوضات التي تجري بين الروس وممثلي جيش الإسلام، لترتيب انسحاب قوات الأخير، وتهجير المدنيين إلى الشمال السوري. ومع تعثر تلك المفاوضات، ولإجبار جيش الإسلام على الإذعان، بدأت قوات النظام والطيران الروسي بالهجوم على دوما، وفي إحدى الهجمات تم استخدام السلاح الكيماوي من قبل طائرات النظام، ما أدى إلى مقتل 60 مدنيًا على الأقل وإصابة المئات، واستدعاء ردات فعل سريعة وغاضبة أيضًا من الدول والمنظمات الإنسانية والحقوقية معظمها. وما زالت آثار ذلك تتالى فصولًا، وأصبح الجميع في حالة انتظار ضربة عسكرية موجعة للنظام، وفق ما صرح به غير قائد ومسؤول غربي، وبصورة خاصة قادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

بعيد الضربة تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين ينص على خروج مسلحي جيش الإسلام بأسلحتهم الخفيفة مع عائلاتهم إلى منطقة جرابلس بريف حلب، وخروج المدنيين، وتسليم السلاح الثقيل الموجود بحوزة جيش الإسلام إلى النظام، والإفراج عن المعتقلين والمخطوفين لديه جميعهم. وتمت عملية الإفراج فعلًا، وسُلِّم السلاح الثقيل، وبدأت دفعات المهجرين بالوصول إلى مقاصدها في الشمال السوري، ويمكن القول أن الغوطة الشرقية أصبحت بالكامل تحت سيطرة النظام.

نبقى في تداعيات الهجوم الكيماوي، وإن خرجنا قليلًا عن نطاق المشهد الميداني، فقد سارع الرئيس الأميركي للتعبير عن غضبه الشديد من الجريمة، وربما من جرأة النظام على الإقدام عليها، في ما يعد تحديًا لترامب وللغرب ولكل التحذيرات والخطوط الحمراء التي وُضعت لمنع مثل هذا الاستخدام، ووعد برد عاجل ومؤلم، وثمن باهظ، وبدأ فريقه العسكري فورًا بوضع الخطط والسيناريوهات، وبحسب مندوبة أميركا لدى مجلس الأمن نيكي هيلي، فإن الولايات المتحدة سترد على الهجوم الكيماوي، ولو بمعزل عن مجلس الأمن.

روسيا كعادتها نفت وقوع الهجوم، وعدته مسرحية، وحذرت الغرب من تداعيات الهجوم على سورية، أما الاتحاد الأوروبي فطالب بالرد الفوري، وكان رد فعل فرنسا وبريطانيا قويًا وحاسمًا، وأعرب البلدان عن استعدادهما للمشاركة في ضربة موجعة للنظام، ويجري تنسيق عالي المستوى بين الدول الثلاث لتنفيد الهجوم الردعي، ولم تتوافر معلومات عن حجمه وأبعاده وتوقيته.

أما مجلس الأمن فقد أثبت عجزه مجددًا عن اتخاذ أي إجراء حيال ما يجري، فقد عطل الفيتو الروسي مشروعًا أميركيًّا لتشكيل لجنة تحقيق دولية خاصة بالهجوم الكيماوي على دوما، بينما لم يحظ مشروع روسي مقابل بالأغلبية. وأصبحت القضية خارج مجلس الأمن، ولعل هذا من أخطر ما يحصل، وخطره يعم الكرة الأرضية بالكامل، حيث يتداعى نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن دون أي بديل، ليعود العالم إلى شريعة الغاب.

نحن إذن، كما العالم كله، بانتظار الضربة العسكرية الغربية على نظام الأسد، وما قد تحمله من تداعيات ومفاجآت.

اضغط هنا لتحميل الملف


مركز حرمون للدراسات المعاصرة


المصدر
جيرون