عدد النساء يفوق الرجال بأضعاف في سوق العمل بسوريا.. كيف تسبب نظام الأسد بذلك؟



السورية نت - مراد الشامي

يشهد سوق العمل في سوريا اختلالاً واضحاً في حضور نسب الإناث، مقابل الذكور الذين قل حضورهم في السوق بشكل ملحوظ، وفقاً لما أكده مدير مرصد سوق العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، محمود الكوا.

وقال الكوا إنه إلى جانب وجود اختلالات في سوق العمل في جانبي العرض والطلب، فإن هنالك اختلال أيضاً في المتقدمين إلى سوق العمل، حيث يتركز على الإناث بنسبة كبيرة لقلة عدد الذكور وقسوة سوق العمل والسفر، بحسب ما نقلته صحيفة "الثورة" التابعة لنظام الأسد.

ووصف الاختلال بأنه جذري، مشيراً أن قوة العمل من النساء تعادل أربعة أضعاف الرجال، وأضاف: قد نواجه إشكالية في مرحلة انتعاش الاقتصاد الوطني ومرحلة إعادة الإعمار في حال لم ندرب المرأة".‏

أسباب عدة لقلة عدد الرجال

ويعود هذا الاختلال بشكل رئيسي إلى فرار عشرات آلاف الشباب السوريين إلى خارج بلدهم، هرباً من التجنيد القسري في صفوف قوات نظام الأسد، وخشيتهم من أن ينتهي مصيرهم بالموت أو الإصابات الدائمة.

وزادت مخاوف الذكور في سوريا مع شن النظام منذ بداية العام الماضي حملة تجنيد إجباري في قوات "الاحتياط" طالت حتى الرجال الذين تجاوز عمرهم 40 عاماً، ما دفع كثيرين منهم إلى الفرار خارج سوريا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن حملات الاعتقالات الواسعة التي بدأها النظام مع بدء الثورة في سوريا عام 2011 أدت إلى تغييب عشرات الآلاف من السوريين معظمهم من الذكور، بحسب ما تؤكده منظمات حقوقية، ولا يزال هنالك رجال سوريون معتقلون منذ سنوات مصيرهم مجهول.

ومع تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا طوال السنوات السبع الماضية وقلة فرص العمل، اضطر الذكور إلى اللجوء لدول أخرى بحثاً عن الرزق، الأمر الذي أدى إلى غياب الكفاءات في مجالات عدة داخل سوريا.

ووصل عدد اللاجئين السوريين في العالم إلى ما لا يقل عن 5.6 مليون لاجئ يشكل الذكور النسبة الأكبر منهم، بحسب الأمم المتحدة، ويتركز العدد الأكبر منهم في تركيا التي تستضيف ما لا يقل عن 3.6 مليون لاجئ سوري.

اقرأ أيضا: 270 ألف مقيم يغادرون السعودية نهائياً منذ بداية العام




المصدر