قوات النظام تحشد على أطراف مخيم اليرموك



ما تزال التعزيزات العسكرية تصل إلى أطراف مخيم اليرموك جنوب العاصمة تباعًا؛ تحضيرًا للبدء بعمل عسكري ينهي -بحسب إعلام النظام- وجود (داعش) في المخيم وحي الحجر الأسود آخر معاقله في دمشق.

أكد الناشطون الذين تواصلت معهم (جيرون) أن دبابات جيش النظام ومدرعاته تحتشد، منذ عدة أيام، استعدادًا لاقتحام المنطقة، مدعومة بالقوات الموالية: (لواء القدس، وقوات من “جيش التحرير الفلسطيني”، وفصائل تحالف القوى الفلسطينية بقيادة الجبهة الشعبية/ القيادة العامة، و”قوات درع الأقصى” الجناح العسكري لحركة فلسطين حرة، و”قوات الدفاع الوطني” في حي التضامن)، ومن المرتقب أن تشهد المنطقة معركة حاسمة، في حال لم يقبل التنظيم الإرهابي الخروج من المخيم باتجاه البادية السورية.

وذكرت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام أن بدء عملية استعادة جنوب العاصمة “تقترب من ساعة الصفر”، بالتوازي مع تعزيزات عسكرية ضخمة توجهت نحو المنطقة، وحشد القوات الفلسطينية الموالية وقوات رديفة، تمهيدًا للمعركة في مخيم اليرموك.

وقال قائد “لواء القدس” محمد سعيد، في تصريح صحفي لوسائل الإعلام: إن “قرار تحرير مخيم اليرموك اُتخذ، وإن ساعة الصفر أزفت، وسنكون في الميعاد، كما كنا دائمًا”. مؤكدًا أن “المعركة لن تتوقف، حتى تحرير آخر شبر من المخيم، والقضاء على التنظيم الإرهابي”. وكشف عن مشاركة 700 عنصر من اللواء، في معارك الغوطة الشرقية.

قام تنظيم (داعش) الإرهابي، أمس الأول الأربعاء، بإعلان محور “قطاع الشهداء” في اليرموك منطقة عسكرية، وأفرغه من المدنيين. وتنتشر نقاط الاشتباك مع التنظيم، في أحياء: مخيم اليرموك- الأقرب إلى دمشق والداخل ضمن حدودها الإدارية، والذي يسيطر (داعش) على الجزء الأكبر من مساحته- والقدم والحجر الأسود التابعين إداريًا لريف دمشق، واللذان يعدان المعقل الرئيس للتنظيم ومقر قيادته، إضافة إلى أجزاء من حي التضامن قابعة تحت سيطرة (داعش).

(داعش) يعيد انتشاره في المخيم

أكد ناشطون ميدانيون تمركز جرافات تابعة للنظام على مداخل اليرموك، وبحسب هؤلاء، فإن تمركز الجرافات يأتي تمهيدًا لفتح الطريق، أما الدبابات والمدرعات التابعة للنظام فمن أجل الدخول إلى المخيم، وسط تحشيد كبير لعناصر المجموعات الفلسطينية الموالية في المنطقة ذاتها.

وبحسب مراقبين، فإن محاور الاشتباك الواسعة ستشكل عبئًا على عناصر (داعش) البالغ تعدادهم نحو 2500 عنصر، من حيث توزيع قواته ومقاتليه، والتكهن بالمحور الذي سوف يبادر جيش النظام والقوات الموالية في اقتحامه، إذ لم يقتحمها جميعها.

وذكرت مصادر إعلامية فلسطينية وسورية، أن قيادة (داعش) أوعزت إلى عناصرها، الأربعاء، برفع السواتر وتعزيز التحصينات والدشم وتفخيخ الطرقات، لإعاقة تقدم قوات النظام، ليتجاوز الأمر إلى نقل وتغير مقار القيادة ونقل مخازن الأسلحة وتوزيعها بشكل دائم ومتكرر، خشية استهدافها بالقوة النارية لمدفعية قوات الأسد الذي يملك بنك أهداف كبيرة لنقاط التنظيم ومقاتليه.

وكان مراسل “مجموعة العمل” الحقوقية الإعلامية الفلسطينية، ذكر في وقت سابق، أن عناصر (داعش) الإرهابي، الذي يسيطر على نحو 80 بالمئة من مساحة اليرموك، أجبروا الأهالي في الأبنية الممتدة من شارع لوبية حتى ثانوية اليرموك للبنات، على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح، في الوقت ذاته أعلن التنظيم منطقة “قطاع الشهداء” منطقة عسكرية مغلقة.

ونشر (داعش) في الساعات القليلة الماضية، صورًا لتنفيذ عملية إعدام، نفّذها ضد مواطن فلسطيني من أهالي المخيم، من سكان شارع الـ 15، وبحسب ما نشره التنظيم المتطرف، فإن الإعدام جاء تنفيذًا لعقوبة “سب الذات الإلهية”. ولم يتسن لناشطين في المخيم معرفة اسم اللاجئ الذي تم إعدامه، أو التأكد من صحة المعلومات التي نشرها (داعش) من جهة أخرى.

من ناحية ثانية، أفادت مصادر إعلامية موالية للأسد، أن اجتماعات مكثفة حصلت بين ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة، في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الداخلة ضمن إطار “المصالحة الوطنية” منذ عام 2014، مع قيادات جيش الأسد، لتنسيق التصدي لمقاتلي تنظيم (داعش)، ومنع تسلله من جهة حي الزين وبلدة يلدا المحاذيتين لحي الحجر الأسود والمخيم.

تزامن ذلك مع تعرض الشيخ صالح الخطيب، رئيس لجنة المصالحة في بلدة يلدا لمحاولة اغتيال، حيث أصيب في ساعات متأخرة من مساء الثلاثاء بطلق ناري، في بلدة ببيلا، وتم نقله للعلاج في مشافي دمشق. ولم تُعرف الجهة التي حاولت اغتيال “الخطيب”، إذ قام ملثمون باستهداف السيارة التي كانت تقلّه.

وتشهد البلدات (يلدا وببيلا وبيت سحم) في جنوب دمشق، مفاوضات مع فصائل المعارضة المسلحة، حيث يتوقع إتمام الاتفاق في وقت قريب، لخروجهم باتجاه الجنوب .

النظام يقصف اليرموك بالصواريخ الثقيلة

في آخر المستجدات في مخيم اليرموك، أعلنت (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية)، ومقرها لندن، أن قوات نظام الأسد قصفت الخميس، بالصواريخ الثقيلة الأحياء السكنية في مخيم اليرموك. مؤكدة في بيان لها، وصلت نسخة منه إلى (جيرون)، أن صواريخ موجهة أطلقت من مواقع قوات النظام سقطت على منازل المدنيين الفلسطينيين والسوريين، في حي التضامن وشارع فلسطين في مخيم اليرموك. وكانت أطراف المخيم تعرضت، خلال الساعات الماضية، للقصف العنيف من قبل قوات النظام، كما استهدفت أطراف حي التضامن بصواريخ (غراد).

وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية من داخل المخيم، تعرضه ليل الأربعاء – الخميس للقصف العنيف، ونوهت المصادر إلى أن قوات النظام، والفصائل الفلسطينية الموالية له، استهدفت شارع اليرموك الرئيسي وجادات شرق اليرموك، بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، اقتصرت أضرارها على الماديات.

إلى ذلك، شهد مخيم اليرموك في الساعات القليلة الماضية، اندلاع اشتباكات وعمليات قنص متبادلة، بين تنظيم (داعش) من جهة، والفصائل الفلسطينية الموالية للنظام من جهة أخرى، وذلك على محور “قطاع الشهداء”. تزامن ذلك مع قصف المنطقة بقذائف والهاون و(آر بي جي).

وكان “قطاع الشهداء” بالمخيم وحي التضامن قد تعرضا، أمس الأول، للقصف بصواريخ موجهة، مصدرها بنايات القاعة التي يتمركز فيها عناصر الفصائل الفلسطينية الموالية، دون أنباء عن إصابات.

هذا وأكد ناشطون محليون في المخيم، أن حاجز “العروبة”، بين اليرموك وبلدة يلدا، يشهد منذ يومين حركة اعتيادية للأهالي والبضائع. مع توارد أنباء عن إمكانية قيام فصائل المعارضة بإعادة إغلاق الحاجز، وذلك بسبب الحملة العسكرية التي يستعد النظام والقوات الموالية لشنها.

يذكر أن حاجز “العروبة” يعدّ المنفذ الوحيد المتبقي لأهالي المخيم، حيث يستمر النظام والمجموعات الفلسطينية الموالية بحصار اليرموك، منذ أكثر 1729 يومًا.


غسان ناصر


المصدر
جيرون