ماذا يستفيد السوريون ومعارضتهم من الضربة الأميركية؟



تتوالى التصريحات الغربية والأميركية، حول اقتراب توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، خلال الساعات أو الأيام المقبلة، لمعاقبته على استخدام السلاح الكيمياوي ضد المدنيين في مدينة دوما، السبت الماضي.

مواقع إخبارية عربية وسورية تؤكد أن حالة إرباك شديدة تسود صفوف النظام، وأن التخبط أصبح سمة لموالي للنظام، خوفًا من هذه الضربة المحتملة، وسط استنفار قاعدة حميميم، في نقل “المعدات العسكرية وكبار الشخصيات الفاعلة في النظام إلى قاعدة حميميم” الروسية، وفق ما أعلنت الصفحة الرسمية للقاعدة على (فيسبوك).

الناشط السياسي أسامة أبو زيد رأى، في حديث إلى (جيرون)، أن “الشعب السوري سيستفيد من التهديدات الأميركية عدة أمور، أهمها كشف ضعف النظام وهشاشته، الذي سيؤدي إلى تغيير الحسابات الدولية، وممارسة ضغط أكبر على النظام وداعميه، للدخول في مفاوضات سياسية حقيقية، كما أنها ستُفشل جهود إعادة تعويم الأسد وتقديمه كمنتصر، وإعادة إنتاجه وتأهيله، وبخاصة المحاولات التي سمعناها، الأسبوع الماضي، حول إمكانية حضور النظام للقمة العربية المقبلة”.

من جانب آخر، أكّد عضو المجلس الوطني السوري محمد سعد عقاد ضرورة أن يكون لهذه الضربة “دور أساس في حماية المدنيين، وأن تكون لصالح السوريين، بإضعاف النظام وإحداث تغيير حقيقي يلبي طموحات السوريين في القضاء على الديكتاتور، وإقامة دولة موحدة ديمقراطية، ويضمن حق الشعب في اختيار حاكمه”.

ناشطون سوريون، في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وخارج سورية، أبدوا -في الأيام الماضية- تأييدهم الكبير للضربة؛ لأنها ستضعف النظام، وتجعله مشغولًا بنفسه، بدلًا من قصف المدن والبلدات السورية وقتل المدنيين، ولكن لم يصدر عن مؤسسات المعارضة الرسمية أي بيان أو موقف رسمي، حتى الآن.

بالنسبة إلى موقف المعارضة السورية من هذه الضربة، أكّد عقاد أن المعارضة “ستحاول استثمار هذه الأحداث على مستويين: الأول من الناحية الإعلامية، من خلال توجيه الأنظار الدولية إلى ما يفعله المجرم الأسد في سورية، والثاني من الناحية السياسية، من خلال التنسيق بين مؤسسات المعارضة السياسية والعسكرية، للاستفادة من هذه الضربة والخروج برؤية مشتركة، يتم فيها التواصل مع المجتمع الدولي، لتفعيل دور المعارضة السورية”.

لكن أبو زيد هاجم المؤسسات الرسمية للمعارضة التي أخذَت موقف المتفرج على ما يحصل خلال الأيام الماضية، ولم تصدر أي تصريح أو بيان رسمي لتوضيح موقفها من التهديدات الأميركية، حيث قال: “من المستغرب هذا الصمت الرسمي من هيئة المفاوضات ومن الائتلاف، بينما يكتفي رئيس هيئة المفاوضات بالتغريد على (تويتر)، بل إن هناك أعضاء في الهيئة يعارضون الضربة، هذا يدل على أن هيئة المفاوضات مجرد تكتل توازن نفوذ بين الدول، ولا يمكنها أخذ موقف، لأنها ستنهار مباشرة، لذلك هذه المعارضات لن تستفيد من التهديدات أو الضربة الأميركية”.

أضاف أبو زيد: “عندما هدد أوباما باستهداف النظام عام 2013، كان هناك تواصل على أعلى المستويات الدولية مع المعارضة السورية، لبحث الرؤية ووضع تصورات سياسية تناسب لمرحلة، أما اليوم، فإن المعارضة السورية، مع الأسف، خارج الحسابات الدولية، ولن يكون لها أي تأثير، ولم تجرِ الأطراف الفاعلة أي تواصل مع مؤسسات المعارضة”.

وكانت واشنطن نفذت هجومًا بصواريخ (توماهوك) على مطار الشعيرات العسكري قبل عام، ردًا على مجزرة الكيمياوي التي ارتكبها نظام الأسد في خان شيخون. وقد حذر الرئيس ترامب -آنذاك- بشارَ الأسد من تكرار الهجمات الكيمياوية ضد المدنيين، إلا أن الأخير عاود استخدام السلاح الكيمياوي، السبت الماضي، ضد المدنيين في دوما؛ ما تسبب في مقتل 60 مدنيًا، وإصابة نحو 500 بحالات اختناق، وفق منظمة الصحة العالمية.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون