on
العفو الدولية: العراق يفرض عقاباً جماعياً على النساء والأطفال المشتبه بارتباطهم بتنظيم الدولة
السورية نت - ياسر العيسى
نددت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر اليوم الثلاثاء، بفرض السلطات العراقية "عقاباً جماعياً" على النساء والأطفال المشتبه بارتباطهم بتنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن هذا العقاب يشمل خصوصاً الحرمان من المساعدات الإنسانية، والمنع من مغادرة مخيمات النازحين، وممارسة العنف الجنسي بحق النساء.
وأكدت المنظمة في تقرير بعنوان:"المدانون: نساء وأطفال عراقيون معزولون ومحاصرون ويتعرضون للاستغلال في العراق"، أنها رصدت "تفشي التمييز ضد المرأة في مخيمات الأشخاص النازحين داخلياً من قبل قوات الأمن وموظفي إدارات المخيمات والسلطات المحلية، التي تعتقد أن هؤلاء النساء ينتمين إلى تنظيم الدولة".
وبين التقرير، أن "الاستغلال الجنسي كان يحدث في كل مخيم من المخيمات الثمانية التي زارها باحثو المنظمة" الحقوقية.
وقالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، في التقرير "ربما تكون الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق قد انتهت، لكن معاناة العراقيين لا تزال أبعد ما تكون عن الانتهاء. فالنساء والأطفال الذين لهم صلة مفترضة بتنظيم الدولة الإسلامية يعاقَبون على جرائم لم يرتكبوها".
وأضافت إن "هذه العائلات المطرودة من مجتمعاتها لا تجد مكاناً أو أحداً تلجأ إليه. فهي عالقة في المخيمات ومنفية ومحرومة من الغذاء والماء وغيرهما من الأساسيات".
تأسيس لعنف مستقبلي
وشددت المسؤولة الحقوقية، على أن "هذا العقاب الجماعي المهين ينطوي على خطر التأسيس للعنف المستقبلي، ولا يمكن أن يُرسي سلاماً عادلاً ودائماً يريده العراقيون الذين هم بأمسِّ الحاجة إليه".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في فبراير/ شباط، أن حوالي 2.5 مليون شخص لا يزالون في مخيمات النازحين، بعد أن تمكنت القوات العراقية مدعومة بالتحالف الدولي من طرد عناصر التنظيم من المناطق الشاسعة التي سيطروا عليها عام 2014، في شمال البلاد وغربها.
وكثير ممن فروا من المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم، انتهى بهم المطاف في مخيمات النازحين.
وسرد التقرير "تفاصيل محنة آلاف العائلات التي تعيلها نساء تُركن ليتدبرن أمورهن لوحدهن في مخيمات النازحين داخلياً بعد مقتل الذكور من أفراد العائلات، أو اعتقالهم تعسفياً واختفائهم قسراً أثناء فرارهم من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة داخل الموصل وحولها".
وذكر التقرير أن "النساء والأطفال في مخيمات النازحين داخلياً في مختلف أنحاء العراق محرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية نتيجةً لصلتهم المفترضة بتنظيم الدولة".
وأشار التقرير، إلى أن "هذه العائلات تُمنع كذلك بشكل معتاد من الحصول على بطاقات هوية وغيرها من الوثائق التي يحتاجها أفرادها للعمل والتنقل بحرية"، منوهاً إلى أنه "في مخيم واحد على الأقل مُنعت العائلات التي يُشتبه في أن لها صلة بتنظيم لدولة من مغادرة المخيم الذي أصبح بمثابة مركز اعتقال بحكم الأمر الواقع".
وكانت الحكومة العراقية اعلنت في كانون الاول/ديسمبر 2017، "نهاية الحرب" ضد "تنظيم الدولة"، بعد إعلان "النصر" عقب استعادة آخر مركز حضري كان التنظيم يحتله.
لكن بحسب خبراء، فإن مسلحين تابعين لـ"تنظيم الدولة"، لا يزالون متحصنين على طول الحدود بين العراق وسوريا وفي مناطق واسعة من الصحراء العراقية.
اقرأ أيضا: هل اعترض نظام الأسد صواريخ أمريكا وحلفائها؟ صور أقمار صناعية تُقدم إجابة
المصدر