الأوبئة تتفشى في “مخيمات الموت”



ما زالت مخيمات الريف الجنوبي في الحسكة، بعد مرور أكثر من عام على إنشائها، تعاني قلة الخدمات وبخاصة الصحية منها؛ بسبب إهمال المنظمات الدولية، وضعف المبادرات المحلية على تغطية الاحتياجات.

يضم ريف الحسكة الجنوبي عدة مخيمات، تضم عشرات آلاف النازحين من الرقة ودير الزور، ممن فروا من المعارك ضد تنظيم (داعش)، العام الماضي. ويشكّل مخيم (السد) أكبرها، يليه (الهول) و(رجم الصليبي).

الطبيبة المخبرية آهين علي، مديرة منظمة (بلسم للتثقيف الصحي)، أكدت لـ (جيرون) أن “مخيمات جنوب الحسكة تشهد جائحة لمرض الحصبة وجدري الماء، وعدد من حالات التيفوئيد المشخصة، حيث يراجع يوميًا من 75-90 طفلًا عيادةَ الأطفال في مخيم السّد، ويتم توثيق إصابة أربعة إلى خمسة أطفال يوميًا بالحصبة، بينما يتم تسجيل ما يقارب 10 إصابات بمرض جدري الماء”.

أرجعت الطبيبة آهين سبب انتشار هذه الأمراض إلى “المياه غير الصالحة للشرب، ونوعية الأغذية وقلتها، وتراجع النظافة وندرة المياه، إضافة إلى قلة الأدوية، كمًا ونوعًا”، أضافت: “حالات الإسهال قوية وحادة، ولا يوجد في المخيم مخبر، أما حالات الإسعاف والجراحة والولادات، فإنها تُحوَّل إلى مشفى الشعب بالحسكة المدعوم من قبل منظمة (أطباء بلا حدود)”.

نقل موقع (فرات بوست)، قبل يومين، أن “أمراض الحصبة وجدري الماء انتشرت مؤخرًا، بين أطفال النازحين في مخيم السد، وسط عجز عن تأمين الدواء اللازم، ومخاوف من انتشار هذه الأمراض بشكل واسع بين النازحين”.

سبق أن أشارت منظمة (بلسم للتثقيف الصحي)، في تقرير صدر في أيلول/ سبتمبر عام 2017، إلى أن “مخيم السد يعاني من انتشار عدة أمراض بين النازحين منها: التهاب الكبد الوبائي، الربو، بعض حالات السرطان، الجرب، أمراض هضمية. وأشار التقرير إلى انتشار العقارب والأفاعي في المخيم، إضافة إلى الحشرات: العناكب والذباب والبعوض”، ولم تسجل المنظمة في ذلك الوقت أي ظهور للأمراض الوبائية: “شلل أطفال والكوليرا والحصبة”.

حذرت المنظمة في تقريرها من “قلة الكوادر والأدوية والمعدات الطبية والسيارات في المخيم، حيث يوجد طبيب واحد للأمراض الداخلية، وطبيبة واحدة للأمراض النسائية، وطبيبا أطفال”، وأضافت أن هناك “نقصًا من أدوية خافضات الحرارة والضغط والسكري، وأدوية الربو والحساسية والمعقمات الطبية، وأدوية القمل وأغذية الأطفال”.

يذكر أن ناشطين حقوقيين وإعلاميين سوريين أطلقوا، في آب/ أغسطس الماضي، حملة (مخيمات الموت)؛ للفت النظر إلى أوضاع نازحي محافظتَي دير الزور والرقة، في مخيمات ريف الحسكة، وبعثوا رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ومجلس حقوق الإنسان؛ للتذكير بما نصّت عليه الاتفاقات الدولية، بضرورة “حماية النازحين واللاجئين من الحروب والكوارث”. https://geroun.net/archives/91713


سامر الأحمد


المصدر
جيرون