"بقاءه مرتبط بالميليشيات وقواته متهالكة".. تقديرات روسية: الأسد أضعف مما يظنه كثيرون



السورية نت - مراد الشامي

بعد استعادة نظام بشار الأسد بفضل حليفته روسيا وإيران، لمساحات واسعة خسرها مع بدء الاحتجاجات، خصوصاً الغوطة الشرقية، وأحياء حلب الشرقية، وفي ذات الوقت شكل الضربة التي قادتها أمريكا ضد مواقع للنظام، ساد اعتقاد بأن النظام استعاد قوته التي كان عليها.

لكن ثمة وقائع تحدث عنها عسكريون، ومحللون روس، تشير إلى ترهل نظام الأسد وضعف بنيته، وبقاء استمراره بفضل الداعمين له من الروس والإيرانيين.

وفي تحليل للباحث "عوفيد لوبيل"، خريج الدراسات الروسية من جامعة ماريلاند، قال فيه "إن الأسد في موقف أضعف مما يعتقده معظم الناس".

وأشار إلى أنه على الرغم من كل الضجة حول الهجمات الصاروخية التي شنتها أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، على مواقع للنظام يوم 14 أبريل/ نيسان 2018، والتي كانت محدودة النطاق إلى حد مذهل، وبعيدة عن "الثمن الكبير" الذي تباهى به دونالد ترامب، إلا أن "القول بالخوف من الرد الروسي، وفكرة أن مجموعة أوسع من الضربات ستكون بلا جدوى لأن الأسد قد فاز في الحرب، لا أساس لها من الصحة".

وقال "لوبيل" في مقاله الذي نشرت ترجمته "مجلة العصر"، إن "التقديرات التي قدمها الروس أنفسهم أنه حتى الهجوم المتواضع يمكن أن يلحق ضرراً جسيما بنظام الأسد الضعيف. ورغم كل تهديداتها، فإن موسكو ليست في وضع يمكنها من إعاقة الغرب".

ضعف عسكري

ولفت إلى أن المحللين الأمنيين الغربيين والروس، وثقوا منذ فترة طويلة التدهور التام وتفكك قوات الأسد، وفي هذا السياق، كتب المحلل "توبياس شنايدر" في أغسطس/ آب 2016 إن "القوة القتالية لحكومة الأسد اليوم تتكون من مجموعة ضخمة من الميليشيات المحلية وداعمين محليين وأجانب وأمراء حرب، وليس من بين هذه المجموعات إلا عدد قليل قادر على تحرك قريب من العمل الهجومي".

وبعد حوالي أسبوع من هذا، كتب القائد السوفيتي السابق، ميخائيل خودارنوك، أنه "سيكون من الأسهل حل الجيش السوري بالكامل وإعادة تجميع واحد جديد، وأن المشكلة الرئيسة هي أنه لا مكان في سوريا الحاليَة للعثور على مجندين جدد يمكن الاعتماد عليهم، وللفوز بالحرب مع حليف كجيش الأسد، فهذا مستحيل".

كذلك أشارت تصريحات أدلى بها مجموعة من مرتزقة "واغنر" الروسية، التي ترسل مقاتلين مرتزقة إلى سوريا لدعم الأسد، إلى حجم الضعف الكبير في بنية قوات الأسد، كما أعطت انطباعاً عن طبيعة نظرة الروس إلى مقاتلي قوات النظام.

وتحدث 3 من قادة "واغنر" في تصريحات لإذاعة "أوروبا الحرة" مؤخراً، وقال أحد القادة إن "جنود جيش النظام لا يمكنهم القتال. لقد رأيت ذلك عدة مرات. عند نقطة معينة من المواجهة يتخلون عن مواقعهم ويهربون، ويصيحون: "تقدموا تقدموا أيها الروس"...وعندما يكون هناك هجوم، على سبيل المثال، نسيطر على الأرض المرتفعة ونسلمها إلى السوريين في المساء، وفي الصباح، لا نكاد نراهم حيث تركناهم".

وفي مقابلة أخرى أجرتها قناة "الإذاعة العامة" باللغة الإستونية، يتحدث أحد مرتزقة "واغنر" ويدعى أوليغ، كيف كان من المستحيل إقناع ميلشيات النظام بالقتال، حتى عندما يطلق الروس النار على أقدامهم.

وقال: "كان على الروس أن يتحملوا عبء الهجمات السورية وخسروا بها أعدادا هائلة من الرجال لعدم كفاءة النظام".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال أحد ضباط القوات الروسية الخاصة: "علينا أن نطلب منهم السماح لنا بالعودة من ساحة المعركة وعدم فتح النار وقتلنا (لشدة فزعهم) وفي بعض الأحيان نراهم يبكون".

فرار من المعارك

وذكر كاتب المقال، أن مقاتلاً مقاتل يدعى سيرجي، قال لصحيفة "صدى موسكو": "لا نريد أن نظهر في الصورة بينما كان السوريون يقدمون أنفسهم على أنهم أبطال"، الأمر الذي يتسبب في دور روسي بدعم الصورة الدعائية لنظام الأسد.

وليست هذه النظرة السيئة لقوات الأسد مقتصرة على الروس فقط، حيث أشار "بويل" إلى أن هذه النظرة موجودة حتى لدى الميليشيات التي تدعمها إيران في سوريا لدعم الأسد.

ونقلت الصحفية الأميركية "سولوم أندرسون" عن بعض المصادر في ميليشيا "حزب الله" المدعومة من إيران، قولها: "إذا كان لديك 600 مقاتل سوري قبل المعركة، فعندما تبدأ المعركة لن يبق معك إلا 6".

ولفت كاتب المقال، إلى أن الأسد كان يعتمد منذ البداية على روسيا لتوفير أنظمة دفاع جوي ومراقبة إلكترونية لاتصالات مقاتلي المعارضة.

وأضاف أنه "بصرف النظر عن مرتزقة واغنر، فإن الكرملين حاول تعزيز ودعم القوات المقاتلة مع النظام عن طريق التمويل والتدريب ودعم الميليشيات الموالية للنظام، مثل قوات سهيل الحسن المقبل بـ النمر".

 ووفقًا للمحلل "توبياس شنايدر": "لا يزال الموالون للنمر اليوم ينحدرون من شبكة واسعة من الميليشيات والمجرمين والمهربين. أمراء الحرب الموالون لحسن معروفون جيداً للشعب".

اقرأ أيضا: روبرت فورد: حرب مقبلة بين إسرائيل وإيران في سوريا




المصدر