روبرت فورد: حرب مقبلة بين إسرائيل وإيران في سوريا



السورية نت - مراد الشامي

توقع السفير السابق للولايات المتحدة الأميركية في سوريا، روبرت فورد، اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية، مشيراً أن ذلك لا مفر منه، ولكن "لا أحد يعرف متى".

وجاء ذلك في مقال نشره فورد في صحيفة "الشرق الأوسط"، أمس السبت، وسرد فيه مؤشرات عن تزايد التوترات بين إسرائيل وإيران، وارتفاع نسبة قلق كل طرف من الآخر، بناء على تصرفاتهما داخل سوريا.

ومن أبرز تلك المؤشرات، توسيع إيران لنفوذها داخل الأراضي السورية، حيث قال فورد إن "القوات الإيرانية داخل سوريا أصبحت أكبر مما كانت عليه قبل 3 أو 4 سنوات من الآن (...) وأنه بدلاً من البدء في سحب القوات، تعمل إيران على تعزيز مواقفها العسكرية بمختلف مجموعات الميليشيات العسكرية، وتعمل على تجنيدها وحشدها ونشرها في مختلف ميادين القتال السورية".

ورأى فورد أن للقوات الإيرانية هدفين رئيسيين، "الأول: بقاء ضمان الأسد في منصبه واستمرار نظامه، والثاني: مواجهة إسرائيل إما لردعها عن مهاجمة إيران أو بغية شن هجوم عدائي ضدها، عندما يتناسب التوقيت لذلك مع خطط طهران".

تغير في الموقف الإسرائيلي

ولفت السفير الأمريكي إلى تغير نظرة إسرائيل حيال التطورات الجارية في سوريا، وقال إنه عندما كان سفيراً بين عامي 2012 - 2013 لم تكن حالة التوتر لدى الجانب الإسرائيلي مرتفعة بشأن سوريا وكان يلتزم بموقف المراقبة، حتى أنه لم يكن هنالك اتصالات رفيعة المستوى بين واشنطن وإسرائيل بخصوص سوريا.

بيد أن التوجهات الإسرائيلية اختلفت كثيراً الآن، وقال فورد في هذا السياق: "أخبرني أحد ضباط الجيش الإسرائيلي، الذي يزور واشنطن حالياً، أن القوات الإيرانية تملك صواريخ أكثر دقة وأطول مدى من الصواريخ التي كانت بحوزة حزب الله اللبناني في عام 2006".

ولفت إلى أن إسرائيل غير راضية بالوجود الدائم للقوات الإيرانية في سوريا، وستتخذ الإجراءات العسكرية اللازمة ضد هذا الوجود إذا لزم الأمر. "كما أنهم يحذرون من أن الحرب المقبلة لن تشمل سوريا فقط، بل لبنان أيضاً"، وفق فورد.

ومن الأمور الغامضة للآن في موقف إسرائيل وإيران - بحسب فورد - أن كلاً منهما لم يوضح "الخطوط الحمراء" التي يرسمها كل طرف للآخر في سوريا، مشيراً أن إيران تجنبت حتى الآن "الأعمال الانتقامية" كرد على قصف إسرائيل على قاعدة "تي 4" في محافظة حمص، في فبراير/ الماضي، والتي تتخذها قوات إيرانية مركزاً لها.

موقف الروس

ويزداد الوضع تعقيداً، نتيجة موقف الروس حيال التوترات الحاصلة بين إسرائيل، وإيران، وقال فورد إن "إسرائيل كانت تأمل في أن تتمكن روسيا من إقناع إيران بتقليص وجودها العسكري في سوريا، ثم الانسحاب تماماً بعيداً عن الحدود الإسرائيلية".

لكن موسكو لم تبدِ استعداداً أو قدرة على ممارسة هذا القدر من الضغوط على طهران، و"بدلاً من ذلك يبدو أن روسيا متقبلة - إن لم تكن مرحبة - بحالة من المناوشات المحدودة بين إسرائيل وإيران داخل سوريا، حيث تزيد هذه المناوشات من النفوذ الروسي لدى كل من إسرائيل وإيران، ولكن الجانب الروسي لا يرغب في خروج هذه المناوشات عن السيطرة بحال من الأحوال"، بحسب فورد.

وأضاف: "علينا أن نتساءل عن مقدار ومدى سرعة الإجراءات الروسية الرامية إلى كبح الجماح الإسرائيلي أو الإيراني، إذا ما بلغت المواجهات بين هاتين الدولتين حد الصدام الصريح على المصالح الحيوية داخل سوريا".

وختم فورد مقاله بالقول، إن بعض القادة والمحللين في إسرائيل يحذرون الإسرائليين من الحرب المقبلة على الجبهة الشمالية، التي قد تكون طويلة، وقد تسفر عن سقوط كثير من الضحايا على الجانب الإسرائيلي من المواجهة.

وأضاف أن إيران في ذات الوقت، تطلق عبر وسائل إعلامها خطاباً شديد اللهجة، غلا "أنها يبدو غير راغبة تماماً في البدء بشن الحرب، لا سيما قبل انتخابات مايو (أيار) المقبل في لبنان، التي تعد ذات أهمية خاصة لحزب الله".

وتابع: "بعد انقضاء الموسم الانتخابي في لبنان، رغم كل شيء، قد تنتهج إيران موقفاً أكثر عدائية، خصوصاً في عمليات الانتقام من الضربات الجوية الإسرائيلية الجديدة. ويبدو أنه سيكون صيفاً شديد الحرارة هذا العام".

ويشار إلى أن صحيفة "التايمز" البريطانية، توقعت في مقال تحليلي نشرته، أمس السبت، اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل، وقالت أن تلك الحرب "ستغير الشرق الأوسط".

اقرأ أيضا: عقارات الغوطة محط اهتمام حكومة نظام الأسد




المصدر