صحيفة ألمانية: 3 إغراءات من الغرب لبوتين مقابل التخلي عن الأسد



السورية نت - مراد الشامي

نقلت صحيفة "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" ذائعة الصيت في ألمانيا، عما قالت إنها "دوائر نافذة بصناعة السياسة الخارجية في حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل"، أن صناع قرار في دول غربية يخوضون مباحثات مع روسيا خلف الأبواب المغلقة، لإقناعها بالإغراءات للتخلي عن بشار الأسد.

وذكرت الصحيفة التي نقل عنها موقع "الجزيرة.نت"، الأحد، أن مسؤولين بارزين في حزبي الائتلاف الألماني الحاكم (المسيحي الديمقراطي، الذي تترأسه ميركل، والاشتراكي الديمقراطي) أشاروا إلى أن التواصل الغربي مع روسيا بشأن تخليها عن الأسد مبني على قاعدة "الأخذ والعطاء".

وتحدثت الصحيفة عن 3 إغراءات معروضة أمام روسيا لرفع يدها عن الأسد، أولها ضمان بقاء روسيا في قواعدها العسكرية بشواطئ سوريا المطلة على البحر المتوسط.

استمرار الوجود العسكري

وقالت الصحيفة إن الجميع في برلين يعرفون أهمية القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طرطوس واللاذقية، باعتبارهما يمثلان كل شيء لروسيا في جنوبي البوسفور، ولدورهما كحجر الأساس لتنظيم حركة وعمليات الغواصات وحاملات الطائرات الروسية بالمنطقة.

ونقلت "تسايتونغ" عن يورغن هاردت، ورودريش كيزافيتر، ممثل الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم بلجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (البوندستاغ)؛ تقديرهما أن بقاء الأسد يضمن لروسيا استمرار وجودها بهاتين القاعدتين الممثلتين لأهم مصالحها واهتماماتها بسوريا.

 ورأى هاردت، وكيزافيتر، أن المخاوف الروسية من احتمال تشكيك أي حكومة سورية ديمقراطية في شرعية هذا الوجود، تمثل أولوية لتركيز الغرب على موضوع القاعدتين، وإعطاء ضمانات للروس بالبقاء فيهما بعد رحيل الأسد، عبر اتفاق سلام يقنن خروجاً منظماً للأسد من الحكم.

واعتبر السياسيان الألمانيان أن هذا من شأنه إقناع بوتين بدعم حل سياسي، ومفاوضات سلام حقيقية بسوريا.

دعم مالي

أما العرض الثاني فهو متعلق بالأموال، وبحسب الصحيفة الألمانية التي نقلت عن خبراء السياسة الخارجية بحكومة ميركل، فإن "سوريا دولة فاشلة بحالة اضطراب وتحرق فيها روسيا عقود جنودها وأموالها، وتتورط فيها بشكل ميؤوس منه، مثل ورطة الولايات المتحدة بالعراق، وهي آخر ما يريده بوتين".

واعتبر مسؤولو السياسة الخارجية بالائتلاف الألماني الحاكم أن هذا الجانب يمثل مدخلا للغرب لتحفيز الروس على التوصل لحل سلمي يتم في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة، ويضمن ضخ مليارات لإعادة الإعمار من الغرب ودول الخليج الثرية، المتطلعين لدعم عملية تحول حقيقي على غرار ما جرى لإنهاء الحرب الفيتنامية.

نفوذ عالمي

وبالنسبة للعرض الثالث، قالت الصحيفة إنه الأهم في المقترحات التي يقدمها الغرب لروسيا، لكونه يتمثل "في القبول بتطلعات الرئيس الروسي، لتمكين موسكو من نفوذ عالمي، وبإعطاء بلده دور القوة العظمى".

ونقلت الصحيفة عن أحد المرتبطين بصناعة السياسة الخارجية بالحكومة الألمانية -ذكرت أنه فضل عدم ذكر اسمه- قوله: "كل طرق ألمانيا وحلفائها لإنهاء الحرب التي استمرت سبع سنوات وقضت على نصف مليون إنسان بسوريا، تمر للأسف عبر إعطائهم لبوتين ما يريده من نفوذ عالمي".

في حين اعتبر صناع السياسة الخارجية الألمان الذين تحدثت إليهم الصحيفة أن هذا العرض الغربي يُعد اعترافاً بالواقع وليس استسلاماً، وحاجة فرضها عدم وجود بدائل أخرى لإنهاء الكارثة السورية، بسبب حماية روسيا للأسد.

اقرأ أيضا: رافضاً المثول أمامها.. علي مملوك يشترط أمراً تعجيزياً على المحكمة العسكرية اللبنانية




المصدر