الاستخبارات الأمريكية تراقب "شحنات جوية مريبة" بين إيران وسوريا



السورية نت - ياسر العيسى

أكد مصدر بالإدارة الأمريكية، أن أجهزة الاستخبارات ببلاده تراقب عن كثب ما وصفه بـ"شحنات جوية مريبة" بين إيران وسوريا، يشتبه بأنها قد تحتوي على أسلحة أو منظومات عسكرية.

وأوضح المصدر  في تصريحات لموقع شبكة "سي ان ان" الأمريكية نشرتها اليوم الأربعاء، أن "أمريكا وإسرائيل تراقبان هذه الشحنات التي يحتمل أنها تحتوي على أسلحة قد تستخدم في تهديد أمن إسرائيل". وفقاً للمصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه.

وقال المصدر، إن هذا النوع من الشحنات الجوية وإن كان ليس بالمستغرب، إلا أن توقيته لفت انتباه أجهزة الاستخبارات باعتبار أنه يأتي بعد الضربات الجوية التي وجهتها كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا في الـ13 من أبريل/ نيسان الجاري، وارتفاع وتيرة التهديدات التي وجهها مسؤولين إيرانيين، وخصوصاً فيما يتعلق باستهداف مطار تيفور في سوريا وسقوط قتلى إيرانيين.

وكانت مواقع حركة الطيران العالمية قد رصدت على الأقل رحلتان لطائرتين تابعتين لسلاح الجو التابع لنظام الأسد من طراز "IL-76" بين طهران وسوريا، في الوقت الذي لفت فيه المصدر إلى أن رحلة أخرى لطائرة شحن إيرانية من طهران لسوريا أثارت انتباه الأجهزة الاستخباراتية.

يذكر بأن معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، قد نشر في وقت أبريل/ نيسان 2017، تقريراً، تحدث فيه عن استمرار الدعم الإيراني المقدم للأسد عن طريق جسر جوي سريع، ودور "الحرس الثوري" الإيراني في ذلك، والطرق التي يتبعها.

ويؤكد التقرير أن "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري"، استعان بموارد ذات طابع المدني وهمي لمساعدة نظام بشار الأسد، وذلك عبر إنشاء "الحرس الثوري" لخطوطه الجوية وشركات الخدمات الخاصة التي يستخدمها للتمويه من أجل تقديم المساعدة اللوجستية وزيادة إيراداته.

وتعتبر شركة طيران "بويا" الخطوط الجوية الرئيسية التي يديرها "الحرس الثوري"، بالإضافة إلى شركة طيران "بارس" التابعة له، مع العلم بأن سابقاتها "بارس للطيران" و "ياس للطيران" صُنّفتا من قبل الولايات المتحدة ككيانات إرهابية في عام 2012.

ووجهت أمريكا لهاتين الشركتين اتهامات بنقل الأسلحة إلى نظام الأسد، ووفقاً لتقرير المعهد الأمريكي، فإن شركة طيران "بويا" تدير ست طائرات شحن روسية الصنع تستأجرها من "القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإسلامي".

ويعمل "الحرس الثوري" على زيادة أسطوله الجوي، إذ اشترى مؤخراً طائرتين إقليميتين برازيليّتَي الصنع، ويصل مداهماً إلى نحو ثلاثة آلاف كيلومتر ويمكن أن تتّسعان لما يصل إلى خمسين راكباً.

ولزيادة إيراداته المالية، فإن "الحرس الثوري" يجني الأموال من رحلات الركاب، ويتمكن كذلك من ادخار المال لنقل عناصره وعائلاتهم. ويقول معهد "واشنطن": "الأهم من ذلك، أن امتلاكه لأسطول جوي للشحن والسفر خاص به يتيح له نقل عناصره أو شحناته السرية، تحت أدنى درجات الرقابة من سلطات الطيران المدني".

ويشير المعهد، إلى أنه مؤخراً "ظهرت تحت الأضواء شركة أخرى خاضعة للحرس الثوري، وهي طيران فارس قشم التي استلمت من الشركة الأفغانية كام للطيران طائرتي شحن عتيقتين من طراز بوينغ 747-200 أف عن طريق وسيط أرمني".

وينوه تقرير المعهد، إلى أنه في الفترة الأخيرة شهد الجسر الجوي بين إيران ونظام الأسد، حركة ناشطة مع رحلات تسيّرها عدة شركات طيران مدنية وعسكرية، وهي: "ماهان للطيران، والخطوط الجوية الإيرانية، والقوات الجوية الوطنية الإيرانية، وطيران الحرس الثوري، والخطوط الجوية السورية، وأجنحة الشام للطيران".

وسيّرت شركة "أجنحة الشام" - المملوكة من قبل رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد - رحلات منتظمة بين طهران ودمشق واستهدفتها العقوبات الأمريكية في عام 2016.

والجدير بالذكر - بحسب معهد واشنطن - أن غالبية رحلات "الخط السوري السريع" التي تسيّرها هذه الشركات تجري ليلاً لإعاقة عملية رصدها عبر الأقمار الاصطناعية.

اقرأ أيضا: "ليبرمان" يتوعد بتدمير بطاريات إس 300 في حال استخدامها في سوريا




المصدر