الرسوم الحكومية تهدد الرعاية الصحية للسوريين في الأردن



حذرت منظمة (أطباء بلا حدود)، أمس الثلاثاء، من أن “قرار الأردن الأخير بزيادة رسوم الرعاية الصحية للاجئين السوريين، يمكن أن يقلل من وصولهم إلى المساعدات الطبية؛ ما يجعلهم أكثر عرضة للخطر”.

ذكرت المنظمة، في بيان أصدرته أمس الثلاثاء، تزامنًا مع اليوم الأول من مؤتمر بروكسل لدعم سورية، أنّ إلغاء الإعانات منذ مطلع شباط/ فبراير الماضي، يحتّم على اللاجئين السوريين في الأردن الآن دفع 80 في المئة مما يدفعه “الأجانب”، للحصول على خدمات الرعاية الصحية؛ ما ضاعف التكاليف من مرتين إلى خمس مرات أكثر ممّا كانوا يدفعونه سابقًا.

قال بريت ديفيس، رئيس بعثة منظمة (أطباء بلا حدود) في الأردن: “نشعر بالقلق من أن العائلات السورية قد تبدأ تخفيض أولوية الرعاية الصحية، بسبب نفقات المعيشة الأخرى مثل الإيجار”. وأضاف: “للأسف، كإجراءات تكيّفية، قد يلجأ السوريون إلى العلاج الذاتي، أو وسائل العلاج البديلة الأقل تكلفة، والتي يمكن أن تكون غير كافية أو حتى ضارة”.

نقلت المنظمة عن بعض اللاجئين السوريين أنهم قرروا شراء الأدوية من دون استشارة الطبيب، لتجنب رسوم الاستشارة. ومع ذلك فإن أكبر قلق بالنسبة إلى الكثيرين هو توفير الرعاية الصحية الطارئة أو الجراحة، مثل العمليات القيصرية التي تكلّف الآن أكثر من 700 دينار أردني أي نحو 1000 دولار أميركي.

أشارت (أطباء بلا حدود) إلى مواجهة السوريين صعوبات عدة، في الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية في الأردن، بعد قرار سابق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، ألغى الخدمات الطبية المجانية للسوريين الذين يعيشون خارج مخيمات اللاجئين.

في آذار/ مارس، شهدت برامج رعاية الأمومة والرعاية الصحية الأولية في الأردن زيادة بنسبة 20 بالمئة في المرضى، حيث سافر المزيد من اللاجئين السوريين مسافات أطول للوصول إلى خدمات منظمة (أطباء بلا حدود) المجانية.

وفقًا لدراسة استقصائية للاجئين السوريين أجرتها منظمة (أطباء بلا حدود) في الأردن عام 2016، أفاد نحو 30 في المئة، من البالغين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية، أنهم لم يطلبوا خدمات طبية، وعادةً ما يكون ذلك بسبب عدم قدرتهم على تحمل التكاليف، لأن الدخل المادي منخفض للغاية، وأفاد نحو 80 في المئة من الأسر بأنهم يعانون من الديون.

حثّـت منظمة (أطباء بلا حدود) المجتمعَ الدولي والمشاركين في مؤتمر بروكسل، على ضمان تمويل الرعاية الصحية للاجئين السوريين في الأردن الذين لا يقيمون في مخيمات اللاجئين. وختمت البيان بالقول: “سنواصل مراقبة صحة اللاجئين السوريين عن كثب، من خلال برامجنا الطبية وأنشطتنا في الرمثا وإربد وعمّان”.


جيرون


المصدر
جيرون