رغم الإشادة المتبادلة.. الاتفاق النووي الإيراني يشكل نقطة خلاف عميقة بين أمريكا وفرنسا



السورية نت - رغداء زيدان

أشاد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الثلاثاء بنظيره الفرنسي "ايمانويل ماكرون" لكنه هاجم بشدة الاتفاق النووي الإيراني مؤكداً بذلك خلافهما حول هذا الملف رغم آمال الأوروبيين بتغيير موقفه حياله.

وقال "ترامب" في مستهل محادثاته التي طال انتظارها مع "ماكرون" في المكتب البيضوي إن "الاتفاق مع إيران كارثة"، مضيفاً أنه اتفاق "فظيع (...) لم يكن ينبغي التوصل إليه مطلقاً".

وبعد أن قال: "إذا استعادوا (الإيرانيون) برنامجهم النووي، ستكون لديهم مشاكل أكثر خطورة من أي وقت مضى"، أضاف "سنناقش" هذا الاتفاق.

ورد الرئيس الفرنسي قائلاً: إن الهدف المشترك هو "تجنب التصعيد وانتشار الأسلحة النووية في المنطقة (...) والسؤال هو، ما هي الوسيلة الأفضل" لتحقيق ذلك.

محادثات صعبة

وتشكل هذه الملاحظات الأولية المتباينة بداية مناقشات صعبة بين الرجلين اللذين ضاعفا علامات التقارب منذ وصول "ماكرون" إلى واشنطن الاثنين رغم خلافاتهما العميقة حول سلسلة من القضايا مثل الاتفاق النووي الإيراني والحرب التجارية.

وبذل "ماكرون"، أول رئيس أجنبي يقوم بزيارة دولة إلى الولايات المتحدة في ظل رئاسة "ترامب"، أقصى ما في وسعه لإقامة علاقات وثيقة مع نظيره الذي تعارض رؤيته للعالم تماماً رؤيته الشخصية.

ويعتقد الأليزيه، وسط تفاؤل ضئيل، أن "المؤشرات غير مشجعة" حول موضوع إيران منذ أن وعد "ترامب" علناً جمهوره الانتخابي بـ"تمزيق" الاتفاق.

ويدعو إلى عدم تعليق آمال كبيرة على تحقيق "انفراج دبلوماسي" خلال يومين، لكنه يريد طرح نص توفيقي. فالأمر ملح مع اقتراب موعد 12 مايو/أيار حين سيقرر "ترامب" موقفه النهائي من الاتفاق.

ويريد الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق إذا لم يتم فرض قيود مشددة ضد طهران وتدخلها في المنطقة، وهذا ما تخشاه فرنسا والقوى العظمى الأخرى الموقعة على هذا الاتفاق الذي يفرض قيوداً صارمة على إيران لمنعها من تصنيع سلاح نووي.

وخلال الأيام الأخيرة، دافعت روسيا والصين وبريطانيا عن الاتفاق ما يشكل دعماً قوياً لـ"ماكرون"، الذي جدد التأكيد الأحد أنه "لا توجد خطة بديلة" لمنع إيران من صنع القنبلة.

تأكيد الصداقة

وأعلن الأليزيه أن الرجلين تحدثا خلال العشاء أمس عن الوضع الاقتصادي الأمريكي و"استطلاعات الرأي حول رئاسة ترامب والتحضير لانتخابات منتصف الولاية" في نوفمبر/تشرين الثاني. كما شمل النقاش نقاطاً أخرى مثل تنظيم الإنترنت ومكافحة التطرف والإرهاب.

لكنهما تطرقاً أيضاً إلى نقاط الاحتكاك مثل الرسوم الجمركية التي يريد "ترامب" فرضها على شركائه وتتعلق بالفولاذ والألمنيوم.

ووصل "ماكرون" من فرنسا حاملاً معه غرسة من شجرة سنديان من شمال فرنسا زرعت أمس في حديقة البيت الأبيض، وشكل ذلك مناسبة لالتقاط صور تظهر الرئيسين كل منهما مع مجرفة تحت أعين زوجتيهما "ميلانيا" و"بريجيت".

وتخلل اليوم الثاني من الزيارة الرئاسية الفرنسية مشهد غريب عندما أقدم "ترامب" أمام الصحافيين الحاضرين في المكتب البيضوي على إزالة قشرة الرأس من على كتف ضيفه.

وقال "ترامب" بينما كان يمسح قشرة الرأس عن سترة "ماكرون" السوداء اللون "لدينا علاقة مميزة للغاية فضلاً عن أنني سأزيل هذه القشرة القليلة"

وأضاف مبتسماً: "يجب أن تكون خالية من العيوب" في ما بدا الإحراج على "ماكرون" واضحاً.

وفي سياق آخر قال "ترامب" اليوم إنه يرغب في سحب القوات الأمريكية من سوريا قريباً لكن ليس قبل إتمام مهمتها.

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه ينبغي أن تكون المفاوضات بشأن القضية السورية جزءاً من اتفاق أكبر يخص إيران.

وقال "ترامب": نريد العودة للوطن وسوف نعود لكننا نريد أن نترك أثراً قوياً ودائماً وكان هذا جزءاً كبيراً للغاية من نقاشنا".

اقرأ أيضا: "ليبرمان" يتوعد بتدمير بطاريات إس 300 في حال استخدامها في سوريا




المصدر