روسيا “الضامنة” ومستقبل مفاوضات ريف حمص



قال بسام سواح، الناطق باسم هيئة المفاوضات بريف حمص الشمالي، لـ (جيرون): إنّ “المفاوض الروسي غير نزيه، ويحاول فرض شروط النظام فقط: تسوية الوضع والعودة إلى حضن الوطن”.

أوضح سواح أنّ “فصائل المعارضة لا تملك سوى خيار المواجهة، في حال لجأ النظام والروس إلى الخيار العسكري”، وأشار إلى “نجاح مقاتلي المعارضة، في صدّ الهجمات المتكررة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها على المحور الشرقي”.

في ما يتعلّق برفض ممثلي المعارضة التفاوض مع الجانب الروسي في مناطق سيطرة النظام، بيّن سواح أنّ “الجانب الروسي طلب في الجلسة الأخيرة من المفاوضات توقيعنا على ورقة مصالحة خضراء مع النظام، لكننا رفضنا”.

وأشار إلى أنّ “لجنة المفاوضات رفضت الحضور إلى الجلسة المقررة يوم الأحد الماضي؛ لأن الجانب الروسي أبلغنا بنقل مكان الجلسة إلى مناطق سيطرة النظام، على أن تتم (الجلسة) في عربة (زيل) روسية”. وتوقّع أن “يعاود الروس الاتصال بفصائل المعارضة، خلال وقت قريب، بعد فشلهم في إحداث تقدّم عسكري، عبر محور قرية (سليم) شرق المنطقة”.

وقصف طيران النظام، اليوم الأربعاء، قرى وبلدات: (سليم، الحمرات، وعزالدين)، في المحور الشرقي من ريف حمص الشمالي؛ بهدف الضغط على لجنة التفاوض، للقبول بطروحات التسوية التي يسوّق لها النظام.

وكان فصيل “جيش التوحيد” الذي يمثل فصائل المعارضة في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي قد وقّع، في تموز/ يوليو الماضي، مع الجانب الروسي اتفاقًا لـ “وقف إطلاق النار”، في العاصمة المصرية القاهرة، لكن فصائل حمص اعترضت عليه، وشكلت لجنة من ممثلي الفصائل، لإدارة ملف المفاوضات مع الجانب الروسي.

إلى ذلك، قال قيادي في (جيش التوحيد)، فضّل عدم نشر اسمه، لـ (جيرون): إنّ “عدم توحيد خطاب المعارضة في المنطقة بالمرحلة الأولى، ورهانها على خيارات خاسرة، أدى إلى تعقّد ملف المفاوضات”.

وتساءل عن “جدوى رفض اتفاق القاهرة، والالتفاف عليه باتفاق (أستانا)، على الرغم من كونهما يُفضيان إلى نتيجة واحدة، هي (خفض التصعيد) في المنطقة”، وأشار إلى أنّ “البعض كان يُمني النفس بوصول نقاط المراقبة التركية إلى ريف حمص، استنادًا إلى وعود لم يُحقق منها شيء على الأرض”.

وأكدّ القيادي أنّ “المزاج الشعبي العام في المنطقة، ولدى عدد من الفصائل، هو تجنيب المنطقة الحرب، وجلب الاستقرار إلى المدنيين”، وأشار إلى أنّ “كل المبادرات التي تضمن استقرار المنطقة ستكون محل ترحيب”.

وأبدى القيادي عدم تفاؤله بدور الضامن الروسي، وقال: إنّ “الروس لم يقدموا لنا خيارات سوى دخول الشرطة العسكرية إلى المنطقة لمدة ستة أشهر، وعدم دخول أمن وقوات النظام إليها.. لكن ماذا بعد انقضاء المدة؟”.

ورأى الصحافي طه عبد الواحد، المختص في الشأن الروسي، أنّ “الضمانات الروسية لأهالي حمص -إن وجدت- ستكون مؤقتة، وهم من سيجرّون شبان المنطقة إلى التجنيد، ويطلقون يدَ النظام فيها، كما فعلوا في المناطق التي سبقتها”، وقال لـ (جيرون): إنّ “الروس مهتمون بالدخول إلى مناطق المصالحات؛ حرصًا منهم على عدم إتاحة أي مجال لتوسع إيراني فيها”.

وأشار إلى أنّ “الروس يطمحون، من خلال إدارة ملف المصالحات في سورية، إلى الوصول لحل سياسي، يلبّي قبل كل شيء سعيهم لضبط وتنظيم العلاقات مع الغرب عبر الملف السوري، بغض النظر عن شكل الحل، وهم -باعتقادي- ما زالوا مستعدين للتخلي عن الأسد، لكن فقط في إطار صفقة مع الغرب، تضمن لهم قواعدهم في سورية، ودورهم كقوة دولية يؤخذ بمواقفها ولا يتجاهل أحد مصالحها”.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون