on
"رويترز" تكشف عن استخدام مرتزقة روس يحاربون إلى جانب قوات الأسد قاعدة لوزارة الدفاع الروسية
السورية نت - ياسر العيسى
كشفت وكالة "رويترز" في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، زيف الإدعاءات الروسية بالمتعلقة بنفي الكرملين صلته بمدنيين روس (مرتزقة) يحاربون في سوريا.
مراسلو "رويترز" شاهدوا في ثلاث مناسبات في الآونة الأخيرة مجموعات من الرجال القادمين من دمشق، وهم يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو.
ووفقاً لمعلومات على موقع الكرملين الإلكتروني، فإن مولكينو في جنوب غرب روسيا هي موقع تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية.
وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا، دليلاً نادراً على مهمة روسية سرية بعيداً عن الضربات الجوية وتدريب قوات النظام، وا لعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" يوم 14 فبراير/ شباط، إنه ربما يوجد روس في سوريا "لكنهم ليسوا جزءاً من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية". وذكرت "رويترز"، أنها سألت وزارة الدفاع: لماذا يعود مدنيون يحاربون في سوريا إلى قاعدة عسكرية. ولم ترد الوزارة بعد.
وسُئل ضابط من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة، لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية فأجاب: "على حد علمي لا أحد يدخلها... رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء... ربما يمكنكم ذلك. لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟".
وتقول عدة مصادر بينها متعاقد، إن أكثر من 2000 متعاقد روسي يحاربون إلى جانب قوات نظام الأسد في سوريا.
وذكرت المصادر، أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سوريا على متن طائرات شركة "أجنحة الشام" السورية.
وشاهد مراسلو رويترز طائرة مستأجرة تتبع شركة أجنحة الشام وهي تهبط في مطار "روستوف أون دون"، قادمة من دمشق يوم 17 أبريل/ نيسان، ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.
وركب هؤلاء الرجال ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي. وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.
وغادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب. وتوقفت حافلتان قرب مقاه على طول الطريق بينما توقفت الثالثة على جانب الطريق. ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو على بعد 350 كيلومترا جنوباً قبل منتصف الليل.
وفي القرية توقفت كل حافلة لمدة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها. وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية. وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علنا أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.
انحراف؟
شاهد مراسل لـ"رويترز" الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو يومي 25 مارس/ آذار و6 أبريل/ نيسان.
وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين "رويترز"، أن متعاقدين خصوصيين روساً لديهم معسكر تدريب في مولكينو منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.
ويقول موقع وزارة الدفاع على الإنترنت، إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.
واتصلت "رويترز" بمالكي بعض الحافلات التي تنقل المتعاقدين من المطار. وقالوا إنهم يؤجرون هذه الحافلات لكنهم رفضوا تحديد هوية المستأجرين. وقال أحدهم إن الرحلة لمولكينو ربما تكون انحرافاً عن الطريق.
وجرى استيراد إحدى الحافلات، وهي من طراز "نيوبلان"، وتحمل شعار شركة سياحية إلى روسيا عام 2007، وسُجلت أول مرة في بلدة بيتشوري.
وسبق أن قاد "ديمتري أوتكين" الذي تقول ثلاثة مصادر إنه زعيم المتعاقدين، وحدة تابعة للقوات الخاصة كانت متمركزة في بيتشوري.
يذكر بأن شركة "أجنحة الشام" مملوكة لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، وفرض عليها عقوبات أمريكية منذ عام 2016.
وكشف تحقيق لـ"رويترز" في السادس من الشهر الجاري، عن تفاصيل كثيرة لكيفية نقل متعاقدين روس (مرتزقة) إلى سوريا، لمساندة نظام بشار الأسد الذي يعتمد عليهم بشكل كبير، وأظهر التحقيق الدور الواسع الذي تقوم به شركة "أجنحة الشام" في عملية نقل العسكريين.
اقرأ أيضا: قوة عربية مشتركة في سوريا بدعم أمريكي.. ما فرص نجاح هذا المقترح وأبرز معوقاته؟
المصدر