في يوم حرية الصحافة.. 682 من الكوادر الإعلامية في سوريا قُتلوا منذ 2011



السورية نت - مراد الشامي

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير أصدرته اليوم الخميس، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أنَّ ما لا يقل عن 682 من الكوادر الإعلامية قتلوا في سوريا منذ مارس/ آذار 2011، مشيرةً إلى أن 82 % منهم قضوا على يد نظام بشار الأسد وحليفته روسيا.

جاء في التقرير الذي حصلت "السورية نت" على نسخة منه، أن كثافة الأحداث السورية أعجزت الصحافة والصحفيين التقليديين عن تغطية ما يجري بشكل تفصيلي، حيث تصدَّى لهذه المهام مواطنون تدرَّبوا على المهام الصحفية والإعلامية، وأصبحوا بالتالي هدفاً مباشراً لكل من يعملون على فضح انتهاكاته عبر عمليات التصوير أو التدوين أو نقل ونشر الأخبار.

تعذيب حتى الموت

ووثَّق التقرير قتل 682 من الكوادر الإعلامية، من بينهم 8 صحفيين أجانب، و37 منهم قتلوا بسبب التَّعذيب، على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار2011  حتى أيار 2018.

وبيّن تقرير الشبكة أن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية والميليشيات الإيرانية قتلت 538، فيما قتلت القوات الروسية 18، بينما قتلت من وصفها التقرير بـ"التنظيمات المتشددة" 69، أما فصائل المعارضة فقتلت 25، بحسب التقرير.

وأضاف أن قوات "الإدارة الذاتية" الكردية قتلت 4 صحفيين، بينما قُتل 1 من الكوادر الإعلامية على يد قوات التحالف الدولي، في حين قُتلَ 27 على يد جهات أخرى.

ووفقاً للتقرير فإنَّ النظام السوري وحلفاءه لم يكتفوا باستهداف المواطنين الصحفيين، عبر عمليات القتل والاعتقال والتَّعذيب، بل وظفَّ في المقابل عشرات الصحفيين لنقل وتبني رواية النظام للأحداث، واستعان بشكل رئيس بإيران "التي تمتلك خبرة واسعة في النَّشر باللغة الانكليزية بشكل أساسي، وبعض وسائل الإعلام في لبنان المحسوبة على حزب الله اللبناني، يُضاف إليهم الإعلام الروسي"، وفق قوله.

وبيّن التقرير أن جميع تلك المؤسسات الإعلامية والصحف استمرَّت في نفي جميع انتهاكات النظام السوري وجرائمه، وتبني سردية محاربته للإرهاب، وتلميع صورته وشكر حليفيه الإيراني والروسي.

وأشارَ التقرير إلى أنَّ قوات النظام تسبَّبت في قرابة 90% من الانتهاكات المسجلة بحق المواطنين الصحفيين، كما أوضح أن جميع الأطراف مارست بشكل أو بآخر نوعاً من القمع لوسائل الإعلام، وتشويه الحقائق، أو مبالغة في إظهار وحشية الخصم؛ ما أفقد العديد من وسائل الإعلام النزاهة والموضوعية.

اعتقالات وإخفاء قسري

وأوضحَ التقرير أيضاً أنَّ عمليات اعتقال وخطف المواطنين الصحفيين مستمرة منذ سبع سنوات ضمن سياق حجب وتشويه ما يجري من انتهاكات وفظاعات في سوريا، مشيراً إلى تحوِّل معظم المعتقلين إلى مختفين قسرياً وخاصة المعتقلين في سجون نظام الأسد.

وأشار التقرير إلى تسجيل 1116 حالة اعتقال تعسفي أو اختفاء قسري بحق الكوادر الإعلامية، بينهم 5 سيدات، كما أنَّ من بينهم 33 صحفياً أجنبياً، على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 حتى أيار 2018.

ومن بين هؤلاء 833 اعتقلهم نظام الأسد، في حين أنَّ "التنظيمات المتشددة" اعتقلت 122، واعتقلت قوات الإدارة الذاتية الكردية 56، بينما اعتقلت فصائل في المعارضة المسلحة 64، كما تمَّ تسجيل 41 حالة اعتقال على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.

وأوضحَ التَّقرير أنَّ القانون الدولي الإنساني أكَّد في المادة (79) من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين في النزاعات العسكرية، أنَّ الصحفيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النِّزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمَّد، شريطة ألَّا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين.

وحسب القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني جاء في القاعدة 34 "يجب احترام وحماية الصحفيين المدنيين العاملين في مهام مهنية بمناطق نزاع مسلح ما داموا لا يقومون بجهود مباشرة في الأعمال العدائية".

وبحسب التَّقرير فقد أدانت عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي – القرارات رقم 1738 و 2222- الهجمات وأعمال العنف بحقِّ الصحفيين والإعلاميين.

وشدَّد التقرير على دور المؤسسات الإعلامية العربية والدولية في مناصرة زملائهم الإعلاميين عبر نشر تقارير دورية تُسلِّط الضوء على معاناتهم اليومية وتُخلد تضحياتهم.

اقرأ أيضا: الرجل الذي هدد بحرق دمشق وسكانها استضافه تلفزيون نظام الأسد من قبل وأشاد بإنجازاته (فيديو)




المصدر